الشعر مرآة الروح”.. حوار خاص مع الشاعر أحمد عادل حول الإلهام البدايات والتجدد
الشاعر أحمد عادل حول الإلهام، البدايات، والتجدد

إدارة الحوار : شهد تامر
في عالم تتسارع فيه الأحداث وتتغير فيه المشاعر، يظل الشعر صوتًا لا يخفت، يُعبّر عن الإنسان في أصدق حالاته. وبين سطور القصيدة ونبض الكلمة، التقينا بالشاعر أحمد عادل، أحد الأسماء البارزة في الساحة الأدبية، لنقترب أكثر من تجربته الشعرية، ونكتشف كواليس مشواره، وأفكاره حول الشعر المعاصر، وتأثير السوشيال ميديا، وما يخطط له في المستقبل.
في هذا الحوار الخاص لجريدة “نيوز بالعربي”، نفتح معه صفحات من الحكاية، ونبحر بين دفاتر الإلهام والكلمات الأولى
هل يمكن أن تعرّف نفسك لجمهورنا الذي قد يكون يسمع عنك للمرة الأولى؟
أحمد عادل يونس، شاعر جامعة الأزهر، مؤلف ديوان أغمق درجات الأسود
كيف كانت بدايتك مع الشعر؟ وهل تذكر أول ما كتبته؟
كانت البداية في عام 2014، ولم يكن هدفي آنذاك كتابة الشعر بحد ذاته، بل كنتُ أحاول أن أعبّر عن مشاعري تجاه شخصٍ ما أحببته، فنسجت له بعض الكلمات التي ربما يمكن اعتبارها شعرًا.
هل كان هناك شخص معين يُعَدّ مصدر إلهام لك في بداية مسيرتك الشعرية؟
إن المصدر الحقيقي لإلهام الشاعر هو الشارع، الناس، التفاصيل، الأحداث، والذكريات؛ فالشاعر الحقيقي يستمد قوّته من تفاعله مع الحياة، ومن حضوره ورؤيته للناس، لا من انغلاقه على ذاته والكتابة عنها فقط.
في رأيك، هل لا يزال الشعر يحتفظ بقوته وتأثيره كما كان في الماضي؟
للأسف، تغيّر مسار الشعر كثيرًا عمّا كان عليه في السابق؛ فقد كان الاهتمام بالقراءة أكبر، وعدد الشعراء أقل، والأمسيات الشعرية تضج بالحضور والتفاعل. كان هناك شغف حقيقي بالإصدارات وإيمان بأن الشعر فن. أما اليوم، فتبدلت النظرة إليه، حتى أصبحت بعض دور النشر تتعامل مع الكتابة كتجارة، والكتب كسلع تُباع وتُشترى.
برأيك، هل أسهمت وسائل التواصل الاجتماعي في دعم الشعر أم أضرّت به؟
لوسائل التواصل الاجتماعي تأثير مزدوج على الشعر؛ فمن جانبها الإيجابي، قرّبت الشاعر من جمهوره وسهّلت وصول الكلمة إليه. أما الجانب السلبي، فهي بحرٌ واسع تضيع فيه القوارب المبدعة وسط زحام المحتوى، ونادرًا ما يُسلّط الضوء على ما يحمل قيمة حقيقية.
ما هي أكثر لحظة أسعدتك في مسيرتك الشعرية؟
من أكثر اللحظات التي أسعدتني في مسيرتي الشعرية، كانت لحظة حصولي على جائزة شاعر جامعة الأزهر، إذ سعيتُ لتحقيق هذا الحلم طوال سنوات دراستي الجامعية، وكان يراودني منذ زمنٍ بعيد، حتى إنني كنت أكتب عبارة (شاعر جامعة الأزهر) على جدران غرفتي في كل مكان، إلى أن جاء اليوم الذي تحوّل فيه الحلم إلى حقيقة.
كما كانت لحظة إصدار ديواني الأول ذات وقع خاص في نفسي، بعد ما تعرّض له من تأجيل وتعطيل طويل حتى خرج إلى النور.
هل حدث يومًا أن ندمت على نشر عمل شعري معين؟
لم يسبق لي أن ندمت على نشر أي عمل شعري؛ فأنا مؤمن بأن لكل سطر يُكتب قيمته الخاصة، وهو أشبه بالوحي – مع فارق التشبيه – حتى وإن لم يُنشر. فأنا أحتفظ به لما يحمله من ذكريات متعلقة بلحظة كتابته، وما اختزنه من مشاعر ذلك الموقف.
ماذا عن مشاريعك المستقبلية؟ هل هناك ديوان جديد تعمل عليه حاليًا؟
من المقرر أن يصدر لي ديوانٌ ثانٍ، بمشيئة الله، خلال معرض القاهرة الدولي للكتاب 2026. كما أنني أستعد لإحياء أمسية شعرية خلال الأيام القادمة في ساقية الصاوي.”
ما الموضوع الذي تتمنى الكتابة عنه ولم تكتب فيه بعد؟
أحرص دائمًا في كتابتي على أن أُفكّر في جمهوري، حتى وإن كانوا قلّة؛ فلا أكتب لأنفسي فقط، ولا أسمح للأنانية أن تحصرني في وصف ذاتي. على العكس، أُولي اهتمامًا كبيرًا بسماع الناس ومشاركتهم، وأستمتع كثيرًا بالتأمّل في وجوههم؛ إذ أشعر أن لكل وجهٍ ديوانًا خاصًّا به، وأسعد كثيرًا إذا استطعت أن أستلهم من تلك الوجوه والمشاعر بعض السطور.
وأخيرًا، إن خُيّرت بين الحب والوطن، فأيهما تختار أن تكتب عنه أكثر؟ ولماذا؟
الوطن بلا حبّ هو منبعٌ للخيانة، لكنّ الانتماء له معايير تختلف من شخصٍ لآخر؛ فثمّة من يحبّ وطنه وتاريخه ويفتخر به، وآخرون يحبّونه لأنه قدرهم، وغيرهم يحبّونه حتى يغادروه.
وفي كل الأحوال، فإنّ أيّ شيء يُنتزع منه الحب، يفقد قيمته.