تعليم

“أبراهيم المصري…قصة شاب حول الصعوبات الي دافع للنجاح”

قصة شاب حول الصعوبات الي دافع للنجاح


إدارة الحوار:بسملة فارس

في حوارٍ مميز، نتعرّف إلى تجربة واقعية وملهمة لشاب مصري اختار طريق التعليم عن قناعة، وبدأ من الصفر حتى أصبح معلّمًا يُحتذى به. إبراهيم المصري، خريج كلية التربية قسم الطبيعة والكيمياء، يشاركنا تفاصيل رحلته بين التحديات والطموحات، ويقدّم رسائل صادقة للشباب الساعين إلى النجاح.

في البداية أستاذ “إبراهيم المصري”، هل يمكنك أن تُعرّفنا بنفسك؟

أنا إبراهيم المصري، خريج كلية التربية قسم الطبيعة والكيمياء، أبلغ من العمر 25 عامًا، وأعمل مُعلّمًا لمادة العلوم في المرحلتين الابتدائية والإعدادية.

كيف بدأت رحلتك في مجال التدريس؟

بدأت رحلتي فور انتهائي من المرحلة الثانوية، حيث عملت في أحد السناتر القريبة من منزلي، ودرّست في البداية مواد مثل الجغرافيا والرياضيات، حتى وصلت إلى تدريس مادة العلوم، وهو المجال الذي أجد فيه شغفي الحقيقي. هذا التدرج ساعدني على اكتساب الخبرة في طرق الشرح والتعامل مع الطلاب. ومؤخرًا، بدأت أعمل أيضًا مع شقيقي، وهو مُعلّم فيزياء للمرحلة الثانوية، بجانب عملي في السناتر، وما زالت الرحلة مستمرة.

ما أكثر ما تفخر به حتى الآن؟

أكثر ما أفخر به هو الجهد الكبير الذي بذلته في هذا المجال، وما زلت على استعداد لبذل المزيد، لأنني لم أُحقق بعد كل ما أطمح إليه. وعلى الرغم من المتاعب، لا يزال شغفي حيًّا، وأملي في الله كبير أن يُحقق لي ما أسعى إليه، لأنه يرى جهدي وسيُجازيني عليه.

 ما أكبر تحدٍّ واجهك خلال مسيرتك؟

أكبر التحديات التي واجهتني كانت الجمع بين الدراسة والعمل، حيث كان الأمر مرهقًا للغاية. عملت في وظائف مختلفة بعيدة عن مجال التعليم، مثل الرخام، وشركات الأمن، والمحال التجارية، وغيرها. بدأت العمل منذ المرحلة الإعدادية، وظللت أتنقّل بين الأعمال حتى تخرجت واستقررت أخيرًا في مجال التعليم.

كيف تمكنت من التغلب على الصعوبات التي واجهتك؟

التغلب على تلك الصعوبات لم يكن سهلًا. كنت أعمل لساعات طويلة، وأنام عددًا قليلًا من الساعات، وكنت أتقاضى أجرًا محدودًا كوني طالبًا، وهو ما كان يضعني تحت ضغط مادي ونفسي. كما واجهت شخصيات صعبة في بيئة العمل، وكنت دائمًا حذرًا في التعامل. لكنني تعلمت من كل ذلك أن أثق بنفسي، وأتحمّل المسؤولية، وأؤدي دوري في هذه الحياة بما يرضي الله.

ما دور عائلتك في دعمك خلال هذه المسيرة؟

كان لعائلتي دور كبير في دعمي، خصوصًا من الجانب النفسي. ففي الامتحانات والضغوطات، ظلوا دائمًا إلى جانبي، يُهوّنون عليّ، ويمنحونني الطاقة للاستمرار، حتى وإن وُجدت خلافات بسيطة، ولكننا نظل عائلة تحب بعضها ومتماسكة.

 ما لحظة النجاح التي لا يمكنك نسيانها؟

لحظة إعلان نتيجة الثانوية العامة، حين حصلت على 88% في شعبة علمي علوم، كانت لحظة لا تُنسى، لأنها كانت بوابة الأمل والانطلاق.

ما أحلامك التي تسعى لتحقيقها؟

أحلم بأن أكون من المتميزين في مجالي كمعلم علوم، وأن أعيش حياة مستقرة، أُكوّن فيها أسرة بسيطة، وأن أُحقّق راحة مادية تُعينني على الحياة. وأتمنى أن أقضي إجازة الصيف بعد عدة سنوات في إحدى الدول الأوروبية برفقة عائلتي الصغيرة.

ما الدرس الذي تعلمته من الحياة ولن تنساه؟

تعلمت ألّا أكون طيبًا مع الجميع، لأن البعض يُفسّر الطيبة على أنها ضعف. كما تعلّمت ألا أعتمد على أحد، بل أُحقق ما أطمح إليه بجهدي الذاتي، لأن الانتظار من الآخرين غالبًا ما يُخيّب الظن.

 لو أتيحت لك الفرصة لتوجيه رسالة شكر، فلمن ستكون؟ ولماذا؟

أوجّه شكري أولًا لوالديّ، أطال الله في عمرهما، فقد كرّسا حياتهما لنا، ولم يُقصّرا معنا في شيء. كما أوجّه رسالة خاصة لكل من خذلنا أو تسبب في ألم لنا، لأنهم أيضًا قاموا بتعليمنا دروسًا لن ننساها، وجعلونا نثق بأنفسنا أكثر.

 ماذا تقول للشباب الذين يبدأون طريقهم الآن؟

أنصح كل شاب بألا ييأس، وألا يستسلم للواقع مهما كانت الظروف. تمسّكوا بأحلامكم، وكونوا عنيدين في وجه المصاعب، فكل من نجح من قبلكم ليس أفضل منكم، بل ربما كان يملك إصرارًا فقط. سرّ النجاح يكمن في الشغف والإرادة.

ما كلمتك الأخيرة لجمهورك أو لكل من يمرّ بتجربة صعبة؟

أنصح كل من يبدأ حياته أن يبتعد عن الحب في البداية، حتى يُركّز على بناء مستقبله. النجاح يأتي أولًا، وبعده يأتي الحب في وقته الصحيح. أما من يمرّ بتجربة صعبة، فأقول له: تمسّك بثقتك بالله، وكن على يقين بأن تدبير الله خير من كل تدبير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى