ثقافة

راضية بن وارث: أكتب لألمس القلوب… وأترك أثرًا لا يُنسى

أكتب لألمس القلوب... وأترك أثرًا لا يُنسى"

إدارة الحوار:بسملة فارس

في هذا اللقاء نقترب من عالَم الكاتبة الجزائرية راضية بن وارث، التي اختارت أن تعبّر عن نفسها بالحروف، وتسرد مشاعرها على الورق. من الكتابة وجدت طريقها، وبالكلمة صنعت أثرًا طيّبًا في قلوب قرّائها. في هذا الحوار، تحكي لنا عن بداياتها، وتحدّياتها، وأحلامها التي لا تزال تسعى لتحقيقها

“راضية بن وارث”، هى كاتبة وروائية جزائرية، تتنفّس الحروف وأحيا بالكلمات.

في البداية الكاتبة “راضية بن وارث” منذ متي بدأتِ الكتابة؟

حين شعرت أن بداخلي عالمًا لا ينبغي أن يظل صامتًا، كانت الكتابة متنفسي الأول،ثم تحوّلت إلى شغف، فصارت طريقًا اخترت المضي فيه بكامل إرادتي.

ما أول خطوة قمتِ بها في حياتك المهنية أو الدراسية؟

أول خطوة كانت حين بدأت أحتفظ بما يخطه قلمي، وتحوّل من وسيلة للتفريغ إلى رسالة، شاركت كتاباتي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكان تفاعل القراء وتشجيعهم دافعًا كبيرًا لمواصلة الطريق.

 ما أكثر ما تفخرين به حتى الآن؟

أفتخر أنني استطعت أن ألمس قلوب الناس بكلماتي، حين يقول لي قارئ “وجدت نفسي في كتاباتك”، أشعر أنني نلت أعظم جائزة.

راضية ما هو أكبر تحدٍ واجهتِه وهل شعرتِ بالرغبة في التراجع؟

أكبر تحدٍّ كان التشكيك، حين لم يؤمن البعض أن للكتابة مستقبلًا، أو أن قلمي يستحق أن يُقرأ، ونعم مررت بلحظات شعرت فيها بالرغبة في التراجع شعرت بذلك في لحظات ضعف، حين خيَّم الصمت من حولي وشككت في نفسي وفي قلمي.

لكن في كل مرة هممت بالتراجع، أضاء لي قارئ طريقي بكلمة مشجعة، كأنها علامة من الله تدعوني للاستمرار.

كيف تغلبتِ على الصعوبات؟

بالإيمان، بالصبر، وبالاستمرار رغم كل شيء.

كل سقوط كان بداية لوقفة أقوى. وكل عثرة، كانت درسًا يمنحني المزيد من الصلابة.

راضية ما هي لحظة النجاح التي لا يمكنك نسيانها؟

حين رأيت اسمي مطبوعًا على غلاف “سكرات الورد”، لحظة لا تُنسى.

صرخت بفخر: “ها أنا ذا، لقد فعلتها أخيرًا” كان مزيجًا من الفخر والفرح والامتنان يصعب وصفه بالكلمات.

ما كان دور عائلتكِ في دعمك وهل هناك شخص ترك أثرًا كبيرًا في حياتك؟

عائلتي كانت السند الحقيقي، خاصةأمي، كانت أول من يقرأ لي، ويصفق لكلماتي بثقة وحب، لولا دعمها، لما كنت هذه النسخة من نفسي اليوم.

نعم، جدتي رحمها الله، كانت رمزًا للصبر والقوة والمحبة،هي قدوتي ومصدر إلهامي الأول. لا زلت أستحضر كلماتها ومواقفها، وكأنها تعيش في تفاصيل حياتي اليومية.

حديثي عنها يذكرني بما كتبته في إحدى خواطري:

“هناك من عاشوا ورحلوا، لكن أثرهم بقي نابضًا، كلماتهم وأفعالهم خالدة في الذاكرة.

وعلى النقيض، يموت أناس وهم أحياء، لا يُسمع لهم صوت ولا يُرى لهم أثر؛ عاشوا ومضوا كأجساد بلا روح.”

 إن كانت لكِ رسالة شكر، فلمن توجهينها؟

شكرًا لكل من آمن بي، حتى ولو لمرةٍ واحدة.

لكل من منح كلماتي فرصة، وقرأني حتى السطر الأخير… أنتم النبض الذي أبقى قلمي حيًا، أنتم السبب في استمراري حتى الآن.

وأخصُّ بالشكر والامتنان الكاتبة ومصممة غلاف كتابي مروة سليمان سلامة، التي كانت خير معين، ورفيقة درب صادقة في هذه الرحلة الأدبية، بدعمها الذي لم يتوانَ، وتشجيعها الذي أضاء لي الطريق.

ولا يفوتني أن أرفع عظيم امتناني إلى بهاء أحمد بدوي، الذي كان السند الحقيقي والداعم الأول في رحلتي هذه، وصاحب الفضل بعد الله في لقائي بأولى كلماتي بين دفتي كتاب. لقد تكفَّل شخصيًا بجلب كتابي من مصر إلى الجزائر، وما تحمَّله من مشقَّة وتعب في سبيل ذلك، لا يُقدَّر بثمن، وسيظل محفوظًا في القلب والعرفان.

ما هي أحلامكِ التي ما زلتِ تسعين لتحقيقها؟

أحلم أن تُترجم كلماتي إلى لغات العالم، أن أكتب رواية تتجاوز الحدود، وتبقى خالدة حتى من بعدي، تُلامس الأرواح في كل زمان ومكان، وتكون أثرًا لا يُمحى، يشهد أنني مررت من هنا.

وأعمل على رواية فانتازيا جديدة تحمل مشاعر إنسانية وشخصيات نابضة بالحياة.

كما أطمح لإطلاق ورشات في الكتابة الإبداعية، لأفتح باب الحرف لمن يملكون الموهبة لكن يجهلون الطريق.

ما هو أهم درس علمتكِ إياه الحياة وان عاد بكِ الزمن ما الذي كنتِ ستغيرينه؟

«أن لا أحد سيؤمن بك مثل نفسك» الاستسلام قرار، وكذلك النهوض، وكنت سأبدأ الكتابة مبكرًا، ولما سمحت للشك أن يسكن قلبي يومًا.

الكاتبة راضية كيف تواجهين لحظات الإحباط؟

أكتبها أواجهها بالحبر، أحوِّلها لنصٍ يبعث النور فيَّ، ويلهم غيري، فالكتابة عندي ليست مهربًا من الواقع، بل رسالة ملهمة وبداية مقاومة.

 ما الذي تودين قوله للشباب الذين يبدؤون طريقهم الآن؟

لا تخشوا البدايات البسيطة، فكل عظيم بدأ من نقطة، وكل حلم كبير وُلد من فكرة صغيرة.

كل كتاب أدهش العالم، كان ذات يوم مجرد صفحة بيضاء تنتظر من يخطُّ عليها بشجاعة.

ابدأوا بثقة، ولو بخطوة واحدة، فالمعجزات تبدأ بخطوة.

آمنوا بأنفسكم، حتى لو سخر العالم، فمن يسخرون اليوم، سيصفقون غدًا حين تصلون إلى القمة.

 الكاتبة راضية ما هي كلمتك الأخيرة لجمهوركِ أو لكل من يمرّ بتجربة صعبة؟

لكل من يعيش ظلمة في قلبه أو في أيامه، صدقني… النور قادم لا محالة، فقط لا تطفئ شمعتك، بل اجعلها تنير دربك، ودروب الآخرين، وتذكر دومًا: “أن من رحم كل ظلام، يولد فجر جديد”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى