ثقافة

حوار مع الإعلامي “عبد الرحمن علي”حول تجربته المهنية ورؤيته للإعلام المعاصر

"الرحمن علي" حول تجربته المهنية ورؤيته للإعلام المعاصر

إدارة الحوار : شهد تامر

في زمن تتسارع فيه وتيرة الإعلام وتتبدّل فيه أدواته يومًا بعد يوم، يظل الشغف الحقيقي والموهبة الصادقة والتطوير المستمر، هي العوامل التي تميّز الإعلامي عن غيره. وفي هذا الحوار الخاص، نلتقي بأحد النماذج الشابة الطموحة في المجال الإعلامي، وهو الإعلامي والمعلّق الصوتي عبد الرحمن علي، الذي استطاع رغم حداثة سنّه أن يترك بصمة واضحة في مجاله، ويشقّ طريقه بخطى واثقة نحو حلمه بأن يكون مذيعًا إذاعيًا وتلفزيونيًا مؤثّرًا.

في هذا اللقاء، يشاركنا عبد الرحمن تجربته المهنية، ويتحدث عن بداياته، والتحديات التي واجهها، ورؤيته للإعلام المعاصر، فضلًا عن رسائل مهمة يوجّهها لطلاب الإعلام من واقع تجربته الشخصية.

الكاتب “عبدالرحمن على” هل يمكن أن تعرّفنا بنفسك وتحدثنا عن بدايتك في المجال الإعلامي؟ 

أنا عبد الرحمن علي، أبلغ من العمر 25 عامًا، معلّق صوتي بمجلة الرجوة الأدبية وعضو بلجنة الإعلام المركزية بالاتحاد العام لشباب العمال التابع لوزارة الشباب والرياضة. تخرجت في كلية التربية النوعية – قسم الإعلام التربوي بجامعة القاهرة، أحلم بأن أكون مذيعًا بارزًا في الإذاعة والتلفزيون، وأن أصل إلى قلوب الناس، وأنقل إليهم المعلومات الصادقة والمفيدة، وأسهم في تثقيف الشباب وتوسيع آفاقهم.

تدربت على التقديم التلفزيوني، وما زلت أواصل تدريباتي، ولديّ إيمان راسخ بأن الله سيكافئني ويحقق لي أحلامي، فبالعمل الجاد والكفاح المستمر، يصل الإنسان إلى ما يريد، وربما أكثر.

أول تجربة إعلامية لك؟ وهل كانت مخططًا لها أم جاءت بالصدفة؟

جاءت أولى تجاربي الإعلامية بشكل غير متوقّع، من خلال مجلة الرجوة الأدبية، حين دعاني أحد أصدقائي – وهو معلق صوتي مميز – للمشاركة في تسجيل قصائد شعر عامي. أعجبتني الفكرة، وخضت التجربة، وكانت أول قصيدة ألقيتها قد لاقت إعجابًا كبيرًا، ما شجعني على الاستمرار، من هنا بدأت رحلتي مع الإلقاء، ثم اتجهت إلى الفصحى، ووجدت شغفًا خاصًا بالتعليق الصوتي بأنواعه، مثل الوثائقي والإخباري، وأصبحت أطمح لترك بصمة مميزة في هذا المجال، إلى جانب حلمي الأساسي بأن أكون مذيعًا إذاعيًا وتلفزيونيًا يصل بصوته وصدقه إلى الناس.

 من كان الداعم الأكبر لك في بداياتك؟

أكثر من دعمني في البداية كانت أستاذتي في الجامعة، الدكتورة سوزان جميل، مدرس الصحافة بكلية التربية النوعية – جامعة القاهرة. كانت بمثابة الأم، لا أستاذة فقط، دعمتني علميًا وإنسانيًا خلال فترة دراستي، ووقفت بجانبي في أوقات صعبة، ولا يزال فضلها ممتدًا حتى بعد التخرج.

كما لا أنسى الإعلامية مهرة طارق، مدير عام شركة أكتيف ميديا، التي كانت من أبرز الداعمين لمسيرتي الإعلامية، وعرّفتني على العديد من الإعلاميين. أعتبرها أختًا كبيرة وعوضًا جميلًا من الله، وليست مجرد صديقة.

 برأيك، هل أصبح العمل الإعلامي اليوم أسهل أم أصعب مما كان عليه في السابق؟

أرى أن العمل الإعلامي اليوم أصبح أسهل بكثير من الماضي، خاصة مع تطور التكنولوجيا وظهور مواقع التواصل الاجتماعي. فلم يعد الخبر بحاجة إلى جريدة ورقية أو نشرة تلفزيونية كي يصل للناس، بل يكفي نشره على صفحة رسمية معروفة ليتداول بسرعة.

أتمنى أن تكون هذه المنصات منبرًا لنشر الأخبار الصادقة والمعلومات المفيدة، لا بيئة خصبة للشائعات والمعلومات المغلوطة كما هو الحال في كثير من الأحيان.”

ما أكثر لحظة أثّرت فيك خلال مسيرتك المهنية؟

أكثر لحظة أثّرت فيّ كانت عندما أخبرتني أخت عزيزة على قلبي بأن صوتي يُشبه أصوات مذيعي الراديو في الماضي. في تلك اللحظة شعرت بأن عليّ أن أستغل هذه الموهبة وأسعى لتطوير صوتي حتى أصل به إلى مستوى احترافي، وأجعله صوتًا إذاعيًا متميزًا بحق. أعمل على نفسي وعلى أدائي باستمرار، ولديّ يقين بأن الله سيحقق حلمي.

عبدالرحمن على هل تعاملت مع قضايا أو موضوعات إعلامية غيّرت فيك شيئًا على المستوى الشخصي؟

لا توجد حتى الآن تجربة في مجال عملي أثّرت فيّ على المستوى الشخصي، لأنني أحرص دائمًا على الفصل بين العمل والحياة الخاصة. وبمجرد انتهائي من مهامي المهنية، أنتقل إلى حالة مختلفة تمامًا بعيدًا عن أجواء العمل.

كيف ترى حال الإعلام في مصر في الوقت الحالي؟

السوق الإعلامي في مصر يشهد حاليًا حالة من التشبّع، خاصة في مجالي التلفزيون والتعليق الصوتي. وهناك ظاهرة سلبية أتمنى أن تزول قريبًا، وهي انتساب بعض الأشخاص إلى المجال الإعلامي دون امتلاكهم المقومات أو تقديمهم لمحتوى هادف، إذ يكتفون بمحتوى فارغ يسعى فقط للظهور والشهرة وتحقيق التريند، دون أي قيمة حقيقية.

في ظل المنافسة الشديدة في المجال، كيف يمكن للإعلامي الشاب أن يثبت نفسه؟

يمكننا إثبات أنفسنا وسط هذه المنافسة الشرسة من خلال التطوير المستمر للذات، وأن يكون لكل منا أسلوبه الخاص والمميز، لا نسخة مكررة من غيره. تعلّم من الآخرين واستفد من خبراتهم، لكن لا تُقلّدهم. وفكّر دائمًا خارج الصندوق، وابتعد عن الأفكار التقليدية التي ملّ منها الناس.

 

 الكاتب “عبدالرحمن على”ما النصائح التي توجهها لطلاب الإعلام الذين لا يزالون في بداية الطريق؟

نصيحتي لطلاب الإعلام أن يستثمروا سنوات الدراسة في تطوير أنفسهم ومهاراتهم، وأن يحددوا أهدافهم ويسعوا لتحقيقها بجد واجتهاد. كما أنصحهم بالتدريب المستمر في مختلف مجالات الإعلام، ليكتسبوا خبرة حقيقية تؤهلهم للعمل في المجال الذي يحبونه بعد التخرج.

وأخيرًا، بعد هذه الرحلة، ما هو الدرس الأهم الذي تعلّمته من العمل الإعلامي ولا يمكن أن تنساه؟

_علّمني الإعلام دروسًا بالغة الأهمية. أولها أن من يريد أن يكتب أو يتحدث بشكل جيد، لا بد أن يبدأ من القاعدة الصحيحة، وهي القراءة والاطلاع، فهما ما يفتحان آفاق العقل ويوسّعان مداركه ويثرِيان خبراته في شتى المجالات.

أما الدرس الثاني، فهو أن النجاح لا يكفي، بل لا بد من التطوير المستمر، لأن من لا يطوّر نفسه سيتراجع ويأتي من يتفوّق عليه.

والدرس الثالث، أن الإعلامي يجب أن يكون عين الناس على الحقيقة، وأن يقدّم محتوى نافعًا ومعلومات موثوقة، لا أن يكون مجرد أداة تابعة للتريندات الزائفة والمحتوى السطحي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى