
كتبت: إسراء عبدالله
المصدر: هآرتس
أولًا: توصيف الوضع الراهن في السويداء وسوريا عمومًا
اتفاق هش ومواقف متباينة: أعلنت شخصيات درزية في السويداء، وعلى رأسهم يوسف جربوع، عن اتفاق وقف إطلاق نار، هو الثاني خلال أيام، لكن مصداقيته ضعيفة نظرًا لغياب إجماع الزعامات الروحية الدرزية عليه، وأبرزهم حكمت الهجري الذي يُعارض النظام الجديد.
تشظٍ عسكري كبير: الطائفة الدرزية نفسها كانت منقسمة بين ميليشيات تدعم النظام وأخرى معارضة ما يعكس فقدان السيطرة المركزية حتى داخل الطائفة.
خطر الجماعات الجهادية: نفذت خلايا داعش هجمات دموية، بينها الهجوم على كنيسة مار إلياس، ما يهدد بنشوب نزاعات متكررة في المناطق الهشة أمنيًا.
ثانياً: الموقف الإسرائيلي والرهانات الدولية
تدخل إسرائيلي مرتبك: إسرائيل تدخلت ميدانياً في الأحداث عبر قصف مواقع للجيش السوري قرب السويداء، بدعوى حماية حدودها، ثم غيّرت الرواية إلى حماية “الدروز”، مما يكشف عن غياب رؤية استراتيجية واضحة.
تضارب الرسائل: إسرائيل في الوقت ذاته تمنع الجيش السوري من التدخل لاحتواء الفوضى، وتستهدفه عسكريًا، مع أنه قد يكون الطرف الوحيد القادر على ضبط الفوضى، ما يضع تساؤلات حول نياتها الحقيقية.
الخشية من تقسيم سوريا: تُوجَّه لإسرائيل اتهامات باستغلال علاقتها بالدروز لتعزيز مشاريع تقسيم سوريا إلى كانتونات طائفية (دروز، أكراد، علويون)، الأمر الذي يتعارض مع الرؤية الأمريكية والعربية الساعية إلى الحفاظ على وحدة الدولة السورية.
الخطر على العلاقة مع واشنطن: أي تحرّك إسرائيلي عدائي تجاه النظام قد يُقوّض جهود إدارة ترامب، التي تدعم الشرع سياسياً واقتصادياً، وتسعى إلى تطبيع تدريجي بين دمشق وتل أبيب.
الخلاصة
إسرائيل تخوض مغامرة محفوفة بالمخاطر في الجنوب السوري، دون تحديد أهداف واضحة، وفي سياق دولي لا يدعم التصعيد.
الطائفة الدرزية تعاني انقسامات داخلية، والجيش السوري عاجز عن فرض سيطرته الكاملة، بينما تبقى واشنطن حريصة على منع الانزلاق نحو التقسيم أو المواجهة المباشرة، وهو ما قد يضع إسرائيل في مواجهة غير مباشرة مع حليفتها الكبرى.