
كتبت: إسراء عبدالله
المصدر: يديعوت أحرونوت
رئيس الوزراء اجتمع مع بتسلئيل سموتريتش الذي يهدد بالانسحاب من الحكومة إذا لم يتلقَ ضمانات باستئناف القتال بعد 60 يومًا.
وسط رفض حماس لبقاء الجيش الإسرائيلي في القطاع، سيعقد نتنياهو اجتماعًا لمناقشة صيغة جديدة تُنقل إلى الوسطاء.
تسود حالة من الترقب في المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) قبيل الاجتماع المتوقع عقده اليوم (الأحد) في مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والذي سيناقش مقترحًا جديدًا يُعتزم نقله إلى حركة حماس، يتناول نقطتين خلافيتين: المناطق التي سيبقى فيها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة إذا ما نُفّذت صفقة تبادل الأسرى، وطبيعة إدخال المساعدات الإنسانية.
يوم أمس، وبعد يوم واحد من عودته من واشنطن، اجتمع نتنياهو مع رئيس حزب “الصهيونية الدينية” بتسلئيل سموتريتش.
وخلال تواجده في الولايات المتحدة، تحدث الاثنان ثلاث مرات لتبادل التحديثات، لكن هذه المرة سعى رئيس الوزراء إلى تهدئة المعارضة المتصاعدة من داخل الحكومة ضد صفقة تشمل وقفًا لإطلاق النار لمدة 60 يومًا.
كان سموتريتش قد أوصل مؤخرًا رسائل إلى نتنياهو مفادها أنه – خلافًا للصفقة السابقة التي نُفّذت في يناير – لن يبقى هذه المرة في حكومة لا تُحقق، حسب وجهة نظره، الهدف الأساسي من الحرب: القضاء على حماس.
وقد أوضح في مناسبات عدة أنه يطالب بضمانات تؤكد أن الجيش سيعود فورًا، بعد استعادة الأسرى المشمولين في الاتفاق، للقتال بقوة أكبر داخل القطاع.
وبحسب وزراء في الكابينت، فإن نتنياهو نفسه يتحدث عن “ضرورة الحسم” لا إنهاء الحرب، ويبدو مصممًا على مواصلة القتال بعد تنفيذ الصفقة. ويرى أن قضية غزة تمثل مسألة استراتيجية تعكس “اختبار الروح” والإصرار.
حتى اللحظة، يعارض كل من سموتريتش ورئيس حزب “عوتسما يهوديت” إيتمار بن غفير الصفقة الجاري التفاوض عليها، من بين أسباب أخرى، لأنها تشمل انسحاب الجيش الإسرائيلي من مناطق استراتيجية.
وفي المقابل، ترفض حماس المقترح وتعارض بشدة بقاء الجيش الإسرائيلي في بعض المناطق. لذلك تسعى إسرائيل إلى بلورة مقترح بديل. ويطالب سموتريتش نتنياهو بأن يرى خطة تفصيلية للتنفيذ الفوري بعد الصفقة، لكن مثل هذه الخطة لم تُبلور بعد.
الموضوع الإنساني
قضية إنسانية أخرى تشغل الكابينت تتعلق برغبة الحكومة في إنشاء “مناطق آمنة” لتوزيع المساعدات الإنسانية، بهدف منع وصولها إلى حماس.
وردًا على تقرير نُشر صباح اليوم حول التكاليف التقديرية لإنشاء “مدينة إنسانية” في جنوب القطاع، والتي قد تتراوح بين 10 إلى 15 مليار شيكل، قال مسؤولون في الكابينت إن الجيش الإسرائيلي يحاول “إثارة الفزع” من خلال عرض معلومات مشوّهة.
من جهته، كتب زعيم المعارضة يائير لابيد:
“بالـ15 مليار شيكل التي ستُصرف على المدينة الإنسانية التي يريدها سموتريتش في رفح، كان يمكننا تقليص حجم الصفوف في مدارس أطفالنا، وخفض أسعار الوقود والمواصلات العامة، ودعم الحضانات ورياض الأطفال.
هذا المال لن يعود.
نتنياهو يترك سموتريتش وبن غفير يعبثان بأوهامهما المتطرفة فقط من أجل الحفاظ على ائتلافه.
بدلًا من نهب أموال الطبقة المتوسطة، عليهم إنهاء الحرب وإعادة الأسرى.”
الموقف الفلسطيني والمصري
قال مصدر فلسطيني مطلع على المفاوضات ومقرّب من حماس في نهاية الأسبوع إن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود، وإن إسرائيل تصرّ على السيطرة خلال أيام الهدنة على 40% من مساحة قطاع غزة.
وفي المقابل، قال مسؤول إسرائيلي إن “حماس تتمسك بمواقف تمنع الوسطاء من التقدم نحو اتفاق.
ولو قبلت المقترح القطري، لكان من الممكن التوصل إلى اتفاق والدخول في مفاوضات لـ60 يومًا حول إنهاء الحرب”.
في حماس، لا تزال الحركة متمسكة بمطلبها بانسحاب الجيش الإسرائيلي من محور موراج، الذي يعزل رفح عن شمال القطاع، وتعارض بشدة المقترحات الإسرائيلية الرامية إلى توسيع “منطقة العزل” على حساب مساحة القطاع.