
كتبت: إسراء عبدالله
المصدر: معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي
التحول الإسرائيلي تجاه سورية – ثلاث مراحل:
1- الهجوم والتصعيد (حتى آذار/مارس 2025) عبر الضربات المكثفة ودعم الأقليات، خصوصًا الدروز، والسيطرة على مناطق عازلة.
2- التراجع النسبي والانفتاح (نيسان–أيار 2025): خفّت الهجمات والتصريحات العدائية.
بدأت اتصالات غير مباشرة بوساطة إماراتية.
3- تحوُّل استراتيجي (أيار–تموز 2025): بدأت إسرائيل محادثات مباشرة بتشجيع من إدارة ترامب.
أسباب التحول الإسرائيلي:
– لقاء ترامب بالشرع، ورفع العقوبات عن سورية، دفع إسرائيل إلى إعادة تقييم موقفها.
– الضغط الأميركي لإنهاء حرب غزة دفع إسرائيل إلى تقديم تنازلات، مقابل وعود بانضمام دول جديدة، لاتفاقيات أبراهام.
– استمرار الهجمات رفع احتمال المواجهة مع سورية، ما يتعارض مع مصلحة إسرائيل في ضبط الجبهة الشمالية.
– مواقف معتدلة من دمشق مثل محاربة تهريب السلاح.
طبيعة المحادثات وحدودها:
• في إسرائيل: يُتحدث عن “تطبيع” كامل.
• في سورية: الحديث يدور حول “اتفاق عدم اعتداء” وتحديث اتفاق فصل القوات لعام 1974.
الشرع يركز على إعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار الداخلي. والجولان تبقى القضية الأهم، ولا يبدو أن أي طرف مستعد لتقديم تنازلات حالياً بشأنها.
الفوائد والمخاطر المحتملة:
• بالنسبة لإسرائيل:
– تهدئة الجبهة الشمالية.
– تعاون أمني واستخباراتي ضد إيران وحزب الله.
– تعزيز مكانتها كقوة استقرار في المنطقة.
• بالنسبة لسورية:
– اعتراف إسرائيلي بالنظام الجديد وانسحاب من بعض المناطق المحتلة جنوباً.
– وقف الغارات الجوية.
– فرص للتعاون الاقتصادي (غاز، مياه، إعادة الإعمار).
– تخفيف الضغوط الدولية.
المخاطر المحتملة:
– احتمال انهيار النظام الجديد أو اغتيال الشرع، ما قد يعيد الفوضى إلى الحدود.
– قد تواجه الحكومة الجديدة انتقادات للسياسة “المتساهلة” تجاه إسرائيل، وأي خطوة أكبر من “اتفاق عدم اعتداء” قد تُعدّ “انتحاراً سياسياً”.
تشهد السياسة الإسرائيلية تجاه سورية تحولاً من المواجهة إلى الحوار، مدفوعة بتغيّرات إقليمية وتفاهمات دولية، خاصة أميركية.
وبينما ترى إسرائيل في الاتفاق فرصة لتقليص التهديدات وتعزيز الاستقرار، تتعامل سورية بحذر شديد، مفضّلة خطوات تدريجية محدودة تضمن أمنها الداخلي وتُعزّز شرعيتها من دون تقديم تنازلات حساسة.
وفي ظل واقع هش ومعقّد، يبقى خيار “تسوية أمنيّة ضيّقة” هو الأكثر واقعية في المدى القريب، مع إمكانية التوسّع لاحقاً إذا توافرت الظروف.