تقاريرسياسة

السعودية تخاطر بخسارة دعم العالم العربي إذا تجاهلت الفلسطينيين

اخبار نيوز بالعربى

كتبت: إسراء عبدالله
المصدر: هآرتس

الأمير محمد بن سلمان خلال لقائه الرئيس السوري أحمد الشرع والرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب. قال الشرع قبل أسبوعين: “فرص كهذه لا تتكرر في الشرق الأوسط إلا مرة كل مئة عام، لكن النافذة لن تبقى مفتوحة إلى الأبد”.

سوري وسعودي وفلسطينية دخلوا الكنيست الإسرائيلي لتأسيس لوبي سياسي. هذه ليست نكتة ولا نبوءة من نهاية الزمان، بل مشهد حقيقي جرى الأسبوع الماضي خلال إطلاق لوبي برلماني لدفع تسوية أمنية إقليمية، بجهود مشتركة عابرة للأحزاب، وبدعم من منظمات خارج البرلمان.

عُقد مؤتمر تأسيس اللوبي بحضور زعماء أبرز أحزاب المعارضة يائير لابيد وبيني غانتس، إلى جانب عدد من كبار مسؤولي الأمن والدبلوماسية السابقين وسفراء ورجال أعمال. جاء ذلك في وقت كان فيه نتنياهو يزور واشنطن، بينما المفاوضات بشأن صفقة الأسرى متعثرة، وتتجه للأسف نحو صفقة جزئية جديدة بدل صفقة شاملة تنهي الحرب.

جلسنا حول الطاولة – نواب من كتل مختلفة في المعارضة – برؤية إقليمية موحدة: الدفع نحو اتفاقات سلام تاريخية في الشرق الأوسط تعزز أمن إسرائيل وتبني محورًا معتدلاً في وجه المحور الإيراني. لكن، خلافًا لنتنياهو الذي يريد أن يأكل الكعكة ويبقيها سليمة، كنا متفقين في الغرفة: لن يُوقّع اتفاق في الرياض يتجاهل رام الله.

الصحافي والمحلل عبد العزيز الخميس، وربما أول سعودي تطأ قدمه الكنيست، شدد قائلاً: “إذا استغلت إسرائيل هذه اللحظة لتعميق الاحتلال وإذلال غزة، فستخسر ليس فقط السعودية بل العالم العربي بأسره”.

شادي مرتيني، المدير السابق لأحد المستشفيات في حلب، الذي أدار الجانب السوري من عملية المساعدات الإنسانية القادمة من إسرائيل، أوضح كيف تغيرت نظرة ملايين السوريين لإسرائيل بسبب تلك المبادرة، لكنه تساءل: “ما الذي تريده إسرائيل؟ ما الذي تحاول تحقيقه في سوريا؟”.

وأضاف أنه التقى قبل أسبوعين الرئيس الشرع، في لقاء ضمه إلى جانب حاخام وقس (وهي مزحة أخرى أصبحت واقعًا)، وقال له الرئيس الشرع عن إسرائيل: “فرص كهذه لا تتكرر في الشرق الأوسط إلا مرة كل مئة عام، لكن النافذة لن تبقى مفتوحة إلى الأبد”.

هُبى قصقص، قائدة تحالف USF الذي يضم مئات الإسرائيليين والفلسطينيين، شددت على أن أي تسوية إقليمية لن تصمد دون التطرق للصراع الإسرائيلي–الفلسطيني، وأن وجود سلطة فلسطينية فاعلة هو ضرورة كوزن مضاد لحماس.

ونحن – نواب المعارضة من كتل مختلفة – الذين لا نتفق دومًا في القضايا السياسية، حاولنا رسم جبهة موحدة، بديلة لعقيدة المماطلة السياسية التي يتبعها نتنياهو: إنهاء الحرب عبر صفقة شاملة تُعيد جميع الأسرى، وتُنهي حكم حماس في غزة، وتُمهّد لإعادة إعمارها، وتفتح الباب لاتفاقات تطبيع مع دول المنطقة، بما فيها السعودية وسوريا ولبنان، مقابل التزامات نحو الانفصال عن الفلسطينيين.

يمكن، ويُستحسن، ومن الضروري أن نناقش الطريق، والوتيرة، والمسائل الأمنية المرتبطة بذلك. حتى بيننا نحن الثلاثة لا يوجد تطابق كامل في وجهات النظر.

لكننا نسعى من خلال تأسيس هذا اللوبي – الذي سيواصل عمله في الدورة البرلمانية المقبلة – إلى ترسيخ إجماع أساسي: في مواجهة تحالف المتشددين والرافضين سياسيًا، نحن نطرح مسارًا يجمع بين المبادرة السياسية والعملية العسكرية.

إن إنجازات الجيش الإسرائيلي في لبنان وإيران خلقت نافذة فرصة نادرة في الشرق الأوسط، لكن التباطؤ الدموي في غزة يهدد بإغلاقها.

في هذه الأيام، إلى جانب المعركة الداخلية على هوية الدولة وطابعها الديمقراطي، من واجبنا أن نطرح أيضًا أفقًا سياسيًا ورؤية لعلاقات إسرائيل الخارجية، تمنح الأمل لمواطنيها ولشعوب المنطقة كلها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى