فورين بوليسي: انهيار إيران قد يقود إلى “كابوس نووي” يهدد العالم
انهيار إيران قد يقود إلى "كابوس نووي"

كتبت: سهام إبراهيم علي حسن
حذرت مجلة فورين بوليسي الأمريكية من أن أي انهيار مفاجئ للنظام الإيراني قد يؤدي إلى كارثة نووية تهدد الأمن الدولي، مشيرة إلى أن الخطر لم يعد مقتصرًا على احتمال تطوير طهران لسلاح نووي، بل أصبح يشمل احتمال تسرب مواد وتقنيات حساسة إلى أطراف غير مسؤولة في حال فقدت الدولة السيطرة عليها.
وبحسب المجلة، فإن المخاوف المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني لم تعد تركز فقط على نوايا النظام، بل على ما يمكن أن يحدث إذا ما انهارت الحكومة ووقعت هذه المواد في أيدٍ خاطئة، وهو ما وصفته بـ”الكابوس النووي”.
انهيار محتمل.. ومخاوف متزايدة
رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، الذي أُعلن في 23 يونيو بوساطة أمريكية عقب حملة جوية استمرت 12 يومًا، لا تزال التوترات قائمة، وكذلك المخاوف من تغيير النظام في طهران.
وتساءل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال الحملة العسكرية، عن جدوى استمرار النظام الإيراني، قائلًا: “إذا كان النظام الحالي لا يستطيع جعل إيران عظيمة مرة أخرى، فلماذا لا يتم تغييره؟”، في إشارة إلى أن أهداف الحملة ربما تتجاوز الملف النووي.
البنية التحتية لا تزال قائمة
رغم الضربات الإسرائيلية والأمريكية، لم تُدمَّر البنية التحتية النووية الإيرانية بالكامل، ولا تزال البلاد تحتفظ بمفاعلات للطاقة والبحث، إضافة إلى قدرات على استخراج اليورانيوم وتخصيبه، بما في ذلك منشآتا نطنز وفوردو، بحسب المجلة.
ونظرًا لغياب المفتشين الدوليين منذ 13 يونيو، تعتمد واشنطن وحلفاؤها على قدراتهم الاستخباراتية لتتبع مصير هذه المواد، مما يضاعف المخاطر.
سرقة اليورانيوم واستقطاب العلماء
حذّر التحليل من أن اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، والذي تمتلك إيران كميات منه، يمكن استخدامه في تصنيع قنبلة نووية بدائية، خاصة أن إنتاج هذه المادة يُعد أصعب خطوة في صناعة السلاح النووي.
وتشير المجلة إلى أن 400 كيلوجرام فقط من اليورانيوم عالي التخصيب تكفي لصنع عدة قنابل بدائية، وهي كمية يسهل نقلها عبر شاحنات، فيما لا يُعرف على وجه التحديد موقعها الحالي داخل إيران.
كما حذرت فورين بوليسي من إمكانية استقطاب علماء نوويين إيرانيين من قِبل جماعات أو دول تسعى لامتلاك قنبلة نووية، خاصة أولئك الذين يمتلكون خبرة تتجاوز عقدين في تقنيات أجهزة الطرد المركزي، وإنتاج معدن اليورانيوم، والتجارب على محفزات نووية.
خطر يوازي سقوط الاتحاد السوفيتي
واختتمت المجلة تحليلها بالقول إن أي فوضى قد ترافق تغيير النظام في إيران، دون رقابة دولية أو خطط تأمين دقيقة، قد تمثل أخطر تهديد للأمن النووي العالمي منذ تفكك الاتحاد السوفيتي، وربما يكون التحدي أكبر هذه المرة بسبب طبيعة البرنامج الإيراني وطبيعة المنطقة.