سياسة

أوروبا تخزن المعادن الأساسية تحسبًا لحرب محتملة مع روسيا

أخبار نيوز بالعربي

كتبت: سهام إبراهيم علي حسن 

بدأ الاتحاد الأوروبي في اتخاذ خطوات استباقية لتعزيز جاهزيته في حال اندلاع صراع محتمل مع روسيا، من خلال تخزين المعادن الأساسية ومعدات الطوارئ، بحسب ما كشفته صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية.

وتشير مسودة وثيقة صادرة عن المفوضية الأوروبية إلى أن بروكسل تعمل على تشكيل مخزونات احتياطية من المعادن النادرة والمغناطيسات الدائمة، إلى جانب معدات إصلاح الكابلات، كجزء من استراتيجية أوروبية لتعزيز قدرة التكتل على الصمود في وجه التوترات الجيوسياسية وتداعيات تغير المناخ.

وحذّرت الوثيقة من أن “الاتحاد الأوروبي يواجه بيئة عالمية تتسم بتزايد المخاطر والتعقيد”، في ظل تصاعد الصراعات، والتهديدات السيبرانية والهجينة، إلى جانب التدهور البيئي.

تنسيق أوروبي واسع واستعداد شامل

طالبت المفوضية الدول الأعضاء بتنسيق جهودها لتأمين احتياطيات استراتيجية من الأغذية والأدوية والوقود النووي، كما أكدت ضرورة تسريع وتيرة العمل لتأمين البنية التحتية الحيوية، بعد تكرار حوادث تخريب محتملة طالت كابلات الاتصالات وخطوط أنابيب الغاز.

وشهدت السنوات الأخيرة حوادث أثارت مخاوف جدية بشأن ضعف البنية التحتية الأوروبية، ما دفع الاتحاد لتعزيز أمن موارده الحيوية واستعداداته للطوارئ.

تحذيرات من هجوم روسي خلال سنوات

وفي هذا السياق، نبّه الجنرال كارستن بروير، وزير الدفاع الألماني، إلى احتمالية أن تشن روسيا هجومًا على دولة عضو بالاتحاد خلال السنوات الأربع المقبلة. كما أشار التقرير إلى أن النشاط المتزايد للقرصنة الإلكترونية يمثل تهديدًا إضافيًا يتطلب الاستعداد.

البيئة والمناخ: تحديات إضافية

يعاني الاتحاد الأوروبي أيضًا من آثار تغير المناخ بشكل أكثر حدة مقارنة بمناطق أخرى، حيث ترتفع درجات الحرارة في القارة بمعدل يُعادل ضعف المعدل العالمي. وفي الأسبوع الجاري، اضطرت السلطات في جزيرة كريت اليونانية لإجلاء نحو 5000 شخص بسبب حرائق الغابات.

شـبكة تخزين أوروبية وتعاون مع “الناتو”

وبهدف تعزيز جاهزية الاستجابة، تخطط المفوضية لإنشاء “شبكة تخزين” تُحسن التنسيق بين الدول الأوروبية، مع تحديث قوائم الإمدادات الأساسية حسب طبيعة كل منطقة والأزمة المحتملة. كما دعت الوثيقة إلى تحفيز القطاع الخاص للمشاركة في التخزين من خلال إعفاءات ضريبية.

وأوصت المفوضية بأن يتعاون الاتحاد مع شركائه، خاصة حلف شمال الأطلسي “الناتو”، من أجل التخزين المشترك وتطوير إدارة الموارد والبنية التحتية ذات الاستخدام المزدوج، بما يعزز من أمن القارة في مواجهة الأزمات المستقبلية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى