تقاريرسياسة

إسرائيل ترغب في استئناف محادثات الهدنة مع حماس

اخبار نيوز بالعربى

كتبت: إسراء عبدالله
المصدر: نيويورك تايمز

قال وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، يوم الأربعاء إن هناك “مؤشرات إيجابية” في الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لاستئناف مفاوضات مكثفة لوقف إطلاق النار مع حماس، مضيفًا أن إسرائيل تتطلع لبدء المحادثات “في أقرب وقت ممكن”.

وجاءت تصريحات ساعر بعد يوم واحد من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن إسرائيل وافقت على “شروط لإتمام” وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا مع حماس، من شأنه أن يؤدي إلى إطلاق سراح عدد من الرهائن الذين لا يزالون محتجزين في غزة.

وقال ساعر خلال مؤتمر صحفي في إستونيا:
“هناك بعض المؤشرات الإيجابية… لكن هدفنا هو بدء محادثات غير مباشرة بأسرع ما يمكن”، في إشارة إلى جهود الوساطة التي تعتمد على تنقل الوسطاء بين الطرفين لتفصيل بنود الاتفاق.

من جانبها، قالت حماس يوم الأربعاء إنها تدرس المقترح الجديد المدعوم أميركيًا.

وقد تسارعت وتيرة التوجّه نحو استئناف المحادثات قبل اللقاء المخطط له بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس ترامب الأسبوع المقبل في واشنطن، ويأتي ذلك أيضًا في أعقاب قرار الولايات المتحدة الأخير بالانضمام إلى إسرائيل في قصف المواقع النووية الإيرانية، وهو هدف طالما سعت إليه إسرائيل.

وعبّر ترامب، الذي أبدى تزايد انزعاجه من ما وصفه بـ”هذه الحرب الوحشية للغاية” في غزة، عن أمله في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار في أقرب وقت، ربما الأسبوع المقبل.

وبحسب ثلاثة مسؤولين إسرائيليين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، فإن الجهود الأميركية الأخيرة تهدف إلى تقديم ضمانات أقوى لحماس بأن الهدنة المؤقتة يمكن أن تُمهّد الطريق لوقف دائم للأعمال القتالية.

لكن بنود المبادرة الأميركية لا تزال غير واضحة، وسيتطلب الأمر مزيدًا من المفاوضات لتفصيل الهدنة، فضلًا عن الوصول إلى وقف دائم للحرب.

وفي حين أشار بعض المسؤولين إلى أن إسرائيل قد خففت من موقفها، كرر نتنياهو في خطاب ألقاه يوم الأربعاء تعهّده بـ”القضاء التام” على حماس، قائلًا:
“أقول لكم — لن يكون هناك وجود لحماس بعد الآن. لن نعود إلى ذلك الوضع.”

ورغم وجود تفاؤل حذر لدى المسؤولين الإسرائيليين بشأن المفاوضات، فإنه ليس من الواضح ما إذا كانت الصيغة الجديدة ستتجاوز العقبات التي عرقلت محادثات إنهاء الحرب مرارًا وتكرارًا.

وقد قال نتنياهو إنه مستعد لوقف مؤقت لإطلاق النار، لكنه لن يوافق على إنهاء دائم للحرب إلا إذا أنهت حماس حكمها في غزة وغادر قادتها إلى المنفى — وهي شروط ترفضها الحركة.

ويؤكد قادة حماس أنهم لن يفرجوا عن جميع الرهائن الباقين — الذين يُعتقد أن نحو 20 منهم أحياء، إلى جانب جثامين حوالي 30 آخرين — إلا إذا أوقفت إسرائيل الحرب بشكل دائم.

ومن المحتمل أن تؤثر محادثات وقف إطلاق النار على موقع نتنياهو السياسي، إذ يعارض شركاؤه في الائتلاف اليميني المتطرف، بمن فيهم وزيران كبيران، إنهاء الحرب، ويدعون بدلاً من ذلك إلى حكم إسرائيلي دائم في غزة.

لكن بعض المحللين يرون أن نتنياهو قد يكون مستعدًا الآن لتغيير مساره. وبفضل ما يعتبره كثير من الإسرائيليين نجاحًا في حرب يونيو مع إيران، فقد تحسنت شعبيته في استطلاعات الرأي إلى أحد أعلى مستوياتها منذ بدء الحرب.

ويرى محللون أن نتنياهو قد يكون على استعداد لتحمّل مخاطر انهيار ائتلافه الحاكم، لا سيما إذا تمكّن من استثمار نهاية الحرب في غزة لتعزيز العلاقات الدبلوماسية مع الدول العربية المجاورة.

وقد قُتل أكثر من 56,000 شخص، بينهم آلاف الأطفال، في الحرب على غزة، وفقًا لوزارة الصحة في القطاع، التي لا تميّز بين المدنيين والمقاتلين.

واندلعت الحرب عندما شنّت حماس وحلفاؤها هجومًا على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، أسفر عن مقتل نحو 1,200 شخص، معظمهم من المدنيين، وفقًا لإسرائيل، كما تم أخذ أكثر من 250 شخصًا كرهائن.

وكانت إسرائيل وحماس قد اتفقتا على وقفَيْ إطلاق نار قصيرين، تم خلالهما تبادل رهائن محتجزين في غزة بأسرى فلسطينيين. وفي الهدنة الأخيرة التي أنهتها إسرائيل منتصف مارس، أفرجت عن أكثر من 1,500 أسير فلسطيني، في حين سلّمت حماس 30 رهينة وجثامين 8 آخرين.

واستمرت القوات الإسرائيلية في شن هجماتها على أنحاء غزة يوم الأربعاء. وفي إحدى الغارات، قُتل الطبيب مروان السلطان، مدير مستشفى الإندونيسي في شمال غزة، وفقًا لوزارة الصحة في القطاع.

ويُشار إلى أن المستشفى أصبح خارج الخدمة حاليًا نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية. ولم يصدر الجيش الإسرائيلي تعليقًا فوريًا على الحادث.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى