سياسة

أوامر بالقتل.. استهداف مباشر لمدنيين ينتظرون الطعام في غزة

استهداف مباشر لمدنيين ينتظرون الطعام في غزة

كتب: مؤمن علي 

كشفت شهادات ميدانية صادمة من داخل القوات المشاركة في العمليات العسكرية بقطاع غزة، عن صدور أوامر مباشرة بإطلاق النار على المدنيين الفلسطينيين الذين يتجمعون يوميًا قرب مراكز توزيع المساعدات، وذلك في سلوك يُمثّل جريمة متعمدة بحق الجائعين.

إطلاق نار دون تهديد.. المدنيون مستهدفون

وفقًا لشهادات جنود وضباط، جرى إطلاق نار بشكل متكرر ومقصود باتجاه فلسطينيين كانوا في انتظار المساعدات الغذائية قرب مراكز التوزيع، بدعوى “إبعادهم” أو “تفريقهم”، رغم عدم تشكيلهم أي خطر.

وأكّد أحد الجنود أن ما يحدث هناك يمثّل “فقدانًا كاملاً لطهارة السلاح”، في إشارة إلى انتهاك كل قواعد التعامل العسكري والأخلاقي.

مراكز الإغاثة.. ساعة واحدة فقط تحت حراسة مشددة

المساعدات تُوزّع من خلال أربع مراكز داخل القطاع، تفتح أبوابها لمدة ساعة واحدة فقط يوميًا، وسط حالة من الفوضى، وعدم وجود مواعيد واضحة أو إعلانات دقيقة حول أوقات فتحها.

وتتم العملية تحت حراسة مشددة، فيما يتم منع المدنيين من الاقتراب قبل أو بعد الموعد المحدد بالقوة.

القتل كوسيلة “للتنظيم”.. ووصف الوضع بـ”ميدان إعدام”

أفاد جندي بأن القوات تطلق النار على المواطنين الذين يقتربون من المراكز في ساعات الفجر قبل فتحها، مؤكدًا أن الظلام يحجب عنهم رؤية حدود المراكز.

وأضاف: “يتم استخدام الرشاشات الثقيلة، القذائف، وحتى قاذفات القنابل، وكأننا في معركة ضد قوة هجومية، رغم غياب أي تهديد”.

ووصف أحد المشاركين الوضع اليومي بأنه “ميدان إعدام”، حيث يُقتل ما بين شخص إلى خمسة أشخاص كل يوم قرب تلك المراكز، لمجرد اقترابهم في توقيت غير مصرح به.

تبريرات واهية.. والضحايا بالآلاف

بينما يتم الادعاء بأن إطلاق النار يهدف إلى “ضبط المنطقة” ومنع الفوضى، فقد أكّدت روايات أخرى أن من بين القتلى مدنيين جاؤوا مبكرًا للحصول على فرصة في الحصول على الطعام، وأن بعض الحوادث وقعت وسط الضباب أو الظلام، أو حتى عندما لم يكن هناك أي احتكاك أو تهديد للقوات.

كما أشارت الإفادات إلى أن الجوعى لا يعرفون مواعيد فتح المراكز بدقة، ما يدفعهم للانتظار منذ الفجر، وهو ما يتحوّل إلى فخ دموي في كثير من الأحيان.

أكثر من 550 شهيدًا أثناء انتظار المساعدات

منذ أواخر مايو الماضي، استشهد أكثر من 550 فلسطينيًا وأُصيب ما يزيد على 4000 آخرين أثناء انتظارهم للحصول على المساعدات، وفق تقديرات طبية محلية، ما يعكس حجم الكارثة الإنسانية وسلوك الاحتلال المتعمد تجاه المدنيين العزل.

حرب إبادة مستمرة.. وجرائم لا تسقط بالتقادم

منذ السابع من أكتوبر 2023، يتعرض قطاع غزة لحرب شاملة شملت القتل الجماعي، التجويع، التدمير، والتهجير القسري. وخلّفت هذه الحرب حتى الآن أكثر من 188 ألف شهيد وجريح، إلى جانب 11 ألف مفقود، ومئات الآلاف من النازحين، ومجاعة فتكت بحياة العديد من الأطفال والنساء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى