سياسة

مخطط خفي لتفكيك الدولة.. كيف سخرت جماعة الإخوان الدين لخدمة أجنداتها

كيف سخرت جماعة الإخوان الدين لخدمة أجنداتها

كتبت: سهام إبراهيم علي حسن

اتهم خبراء في شؤون الجماعات المتطرفة، جماعة الإخوان باستخدام الدين كوسيلة لتحقيق مكاسب سياسية على حساب الوطن، مشيرين إلى أنها لم تطرح مشروعًا وطنيًا جامعًا، بل سعت لاحتكار الخطاب الديني وفرض شرعية مزيفة، عبر تصوير نفسها على أنها “حزب الله” وكل من يخالفها “عدو للإسلام”.

وأوضح الخبراء أن الجماعة استخدمت المنابر الدينية للتأثير على مشاعر المواطنين، وغرس الخوف من معارضة “الحاكم المسلم”، حتى أن بعض قياداتها أفتوا بأن طاعة الرئيس الأسبق محمد مرسي واجبة دينيًا، واعتبروا معارضيه خارجين عن الشريعة.

كما لجأت الجماعة إلى مهاجمة خصومها السياسيين بوصفهم “علمانيين وكفارًا”، ما زاد من حالة الاستقطاب والانقسام داخل المجتمع، وسعت إلى السيطرة على مؤسسات الدولة، خصوصًا الأوقاف والتعليم والإعلام، بهدف فرض هيمنة فكرية تخدم مصالحها التنظيمية.

مخطط استعماري منذ التأسيس

وأكد هشام النجار، الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة، أن جماعة الإخوان جزء من مخطط تفكيكي استعماري منذ نشأتها، مشيرًا إلى أن تأسيسها تزامن مع سعي القوى الاستعمارية لإعداد أدواتها للسيطرة على السلطة بعد ثورة يوليو 1952.

وأضاف النجار أن الوثائق البريطانية تثبت أن خطة العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 كانت تُجهَّز على أساس تمكين الإخوان من الحكم، في ظل مخاوف من امتداد حركة التحرر الوطني التي قادها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إلى إفريقيا وآسيا.

وتابع أن الجماعة أثبتت بعد 2011 أنها ما زالت أداة في يد قوى خارجية تسعى للنفوذ والثروات، من خلال مشروع ديني إقصائي يفتت الدولة الوطنية، ويقصي مكوناتها الأساسية لصالح أجندات تخريبية.

وأكد أن سجل الجماعة مليء بالاغتيالات والتفجيرات واستهداف المدنيين والمؤسسات، بداية من تأسيسها، مرورًا بفترة الستينيات والتسعينيات، وصولًا إلى ما بعد أحداث “الربيع العربي”، موضحًا أن هذه الأفعال لم تكن نتيجة جهل بالدين، بل بتنفيذ مخطط مدروس.

وأشار النجار إلى أن “أخونة” الدولة لم تكن فقط بهدف الحكم، بل لضمان تمرير مخططات تمس الأمن القومي، مثل فكرة “الوطن البديل” للفلسطينيين في سيناء، والتي لا يمكن تنفيذها إلا في ظل سيطرة الجماعة على مفاصل الدولة.

وأوضح أن الجماعة تلقت تعليمات واضحة من داعميها بالخارج تقضي بتقليص دور الجيش المصري وإضعافه، وإقصاء الشخصيات الوطنية، وتصعيد عناصر من داخل التنظيم لتنفيذ هذه الأجندات.

ماكينة أكاذيب لتشويه الدولة

من جانبه، قال إبراهيم ربيع، الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية، إن الإخوان تواصل بث الشائعات والأكاذيب الممنهجة من الخارج، بهدف زعزعة استقرار البلاد.

وأوضح أن الجماعة تعتمد على أساليب دعائية مثل “الصدمة والتكرار”، حيث تروّج لمعلومات مفبركة عبر وسائل إعلامها وحسابات إلكترونية وهمية، لاستهداف مؤسسات الدولة والنيل من الروح المعنوية للمواطنين.

وأشار ربيع إلى أن الجماعة تركّز في حملاتها على القضايا المعيشية والاجتماعية، وتختلق روايات عن “الاختفاء القسري” و”التعذيب”، رغم أن الواقع يكذب هذه الادعاءات، لكنها تراهن على التأثير في الرأي العام خارج مصر.

واختتم بالتأكيد على أن الدولة تواجه حربًا نفسية تتطلب وعيًا جماهيريًا وردًا إعلاميًا مدروسًا، لكشف زيف هذه الحملات وحماية الإنجازات الوطنية من التشكيك والتخريب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى