
كتبت: دنيا محمد عبد الحليم
مقديشو – الأربعاء 25 يونيو، فى محاولة لكسر الجمود السياسي الذي يهدد الاستقرار الهش في البلاد، أطلق الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود مبادرة جديدة للتقارب مع المعارضة، من خلال لقاء موسّع جمعه بعدد من القادة السياسيين، على رأسهم الرئيس الأسبق شريف شيخ أحمد، وسط أجواء وُصفت بـ”الإيجابية والمبشّرة”.
اللقاء، الذي عُقد داخل “فيلا الصومال” بالعاصمة مقديشو، جاء ضمن أعمال “منتدى إنقاذ الصومال”، وتم خلاله الاتفاق على أجندة حوار مشترك تتضمن أربع ملفات محورية: إعادة إحياء الوحدة الوطنية، مراجعة الدستور الانتقالي، إصلاح المنظومة الأمنية، ووضع آلية متفق عليها للانتخابات المباشرة.
بونتلاند خارج المشهد والحوار مستمر، ورغم التقدم في المشاورات، إلا أن غياب ولايات فاعلة مثل بونتلاند وغوبالاند ألقى بظلاله على اللقاء، خاصة في ظل استمرار الخلافات حول تعديلات دستورية أُقرت في أبريل 2024 دون توافق وطني شامل.
ومن المقرر استئناف جلسات الحوار مطلع يوليو المقبل، وسط مساعٍ لتوسيع نطاق المشاركة وتحقيق انخراط شامل لجميع الأقاليم.
تحديات أمنية وضغوط دولية
التحرك الرئاسي يأتي في وقت حساس، تزايدت فيه وتيرة الهجمات المسلحة من قبل حركة الشباب، بالتوازي مع تصاعد الانتقادات الدولية إزاء تعثّر العملية السياسية، وتأخّر الإصلاحات المرتبطة بالانتقال الديمقراطي.
ويُنظر إلى هذه الخطوة كبداية محتملة لإعادة رسم العلاقة بين الحكومة الفيدرالية والمعارضة، في ظل اقتراب موعد الانتخابات العامة، والمطالبات المتكررة بإجرائها وفق نظام “الصوت الواحد” الذي ما زال محل خلاف واسع داخل البلاد.
ويري مراقبون أن نجاح المبادرة مرتبط بمدى قدرة الرئاسة على إشراك الأطراف المغيّبة، وتقديم ضمانات حقيقية لحوار عادل ومتوازن، لا يُعيد إنتاج الصراع، بل يفتح الباب لحل سياسي شامل ومستدام.