كتبت: دنيا محمد عبد الحليم
روما – الخميس 26 يونيو 2025
وجّه البابا فرنسيس انتقادات غير مسبوقة لتصاعد وتيرة العنف في منطقة الشرق الأوسط، واصفًا ما تشهده الساحة الإقليمية بأنه “شراسة شيطانية تُهدد القيم الإنسانية قبل الأنظمة السياسية”، مطالبًا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في وقف دوامة الصراع المستمر.
وفي خطاب علني ألقاه من ساحة القديس بطرس في الفاتيكان، قال البابا:
“العالم يشهد اليوم عنفًا ممنهجًا يدمّر الإنسان قبل الحجر، وما يجري في الشرق الأوسط يعكس انهيارًا مروّعًا في الضمير الإنساني.”
وأضاف أن الأوضاع في عدة دول عربية باتت خارج السيطرة، وأن الصمت الدولي تجاه ما وصفه بـ”الدمار المنظم” يمثل “تواطؤًا أخلاقيًا لا يمكن تبريره بأي معايير سياسية أو دبلوماسية”.
الفاتيكان يدعو لتحرك دولي منسق
وأكد البابا أن السلام في الشرق الأوسط لم يعد خيارًا، بل ضرورة إنسانية عاجلة، داعيًا إلى تفعيل المسارات الدبلوماسية تحت مظلة أممية حيادية، بعيدًا عن الحسابات الاستراتيجية الضيقة.
وأشاره إلى أن الكنيسة الكاثوليكية ستكثّف جهودها الإنسانية في المناطق المتضررة، بالتعاون مع منظمات دولية، مؤكدًا أن “الصلاة وحدها لا تكفي، ما لم يرافقها فعلٌ يُنقذ الإنسان من جحيم الحرب”.
ردود أولية وترقب سياسي
تصريحات البابا أثارت تفاعلًا واسعًا في الأوساط السياسية والدبلوماسية، حيث رحّبت عدة دول أوروبية بموقف الفاتيكان، فيما تجاهلت بعض القوى الإقليمية التعليق رسميًا حتى اللحظة.
ويرى مراقبون أن الرسالة الأخيرة من الفاتيكان قد تفتح نافذة ضغط دولي جديدة على الأطراف المنخرطة في النزاع، خاصة بعد فشل عدد من المبادرات الإقليمية في تحقيق أي تهدئة طويلة الأمد.
وفي ظل تصاعد التوترات العسكرية، وغياب مسارات تفاوض حقيقية، يبقى موقف البابا بمثابة نداء سياسي – أخلاقي، قد يُمهّد لتغيير في النغمة الدولية تجاه الأزمة، إذا ما وجد آذانًا تسمع.
