
كتبت: إسراء عبدالله
المصدر: إسرائيل هيوم
تنتظر إسرائيل رد حركة حماس على المقترح الذي أعده فريق المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، بشأن اتفاق مرحلي لإطلاق سراح الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقد تمت الموافقة على المقترح في إسرائيل منذ أسبوعين، وتم تقديم الرد عليه إلى ويتكوف وفريقه، لكن الرد الكامل من جانب حماس لم يصل بعد.
بحسب مصادر مطلعة على تفاصيل المحادثات، فإن حماس طلبت الأسبوع الماضي توضيحات إضافية وتعديلات على صياغة بعض البنود، وأرجأت تقديم ردها.
وتقول المصادر إن التأجيل ربما كان متعمدًا بانتظار نتائج الحرب مع إيران.
في الساعات الأخيرة، يُمارس ضغط على حماس لتقديم ردها بغية تحريك العملية.
وتُظهر الولايات المتحدة بعض التفاؤل، سواء في تصريحات ويتكوف وبقية الفريق، وعلى رأسهم الرئيس ترامب نفسه، أو من خلال الرسائل التي تُنقل إلى إسرائيل.
وقال مصدر أمريكي إن المحادثات التي تُجرى بطريقة مباشرة أكثر، أظهرت فعالية أكبر من تلك التي تُجرى عبر مصر وقطر.
ومع ذلك، أشار إلى أن للدولتين أهمية في عرض الصورة الواقعية على حماس، والتي تفيد بأن الحركة باتت الآن “ظهرها إلى الحائط وبدون داعمين”، إضافة إلى الوضع الإنساني للسكان الفلسطينيين في غزة.
وفي حال سارت الأمور في اتجاه إيجابي، من المرجح أن تُرسل وفود من الجانبين إلى القاهرة أو الدوحة (وهناك تنافس بينهما على استضافة الجولة)، لاستكمال تفاصيل الاتفاق.
ومن المحتمل أن يشارك المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف شخصيًا في المفاوضات.
تفاصيل المقترح المطروح
وفقًا للمعلومات المتوفرة، ينص المقترح على إطلاق سراح 8 أسرى أحياء و6 جثامين فور بدء تنفيذ الاتفاق، بالإضافة إلى أسيرين آخرين خلال فترة وقف إطلاق النار.
مدة وقف إطلاق النار المقترحة هي 60 يومًا، وخلالها تُستأنف المفاوضات بشأن إنهاء الحرب، بما يشمل إطلاق سراح ما تبقى من الأسرى.
اقترح الأمريكيون صيغة تتضمن ضمانات منهم بشأن “جدية كافة الأطراف المعنية في إنهاء الحرب وإعادة إعمار قطاع غزة”.
ووفقًا لما هو معروف، فإن حماس تراجعت عن بعض مطالبها السابقة، من بينها طلب التزام واضح من إسرائيل والولايات المتحدة بإنهاء الحرب، وكذلك مطلب انسحاب إسرائيلي واسع خلال فترة قصيرة من بدء تنفيذ الاتفاق.
وقال مصدر عربي مطلع على المفاوضات لصحيفة “إسرائيل اليوم” إن الحرب بين إسرائيل وإيران كان لها تأثير على مسار المفاوضات، وإن قيادة حماس تلقت رسائل من الوسطاء مفادها أن الآن، بعد انتهاء الحرب ضد إيران، فإن عدم التوصل إلى اتفاق في غزة سيقود إلى استخدام إسرائيل كامل قوتها ضد حماس دون أي قيود أمريكية أو دولية.
وجاء في الرسائل أيضًا: إذا كانت حماس ترغب في الحفاظ على أي جزء من كيانها، فعليها أن توافق الآن، وإلا فإنها ستُمحى تمامًا. حتى وإن كان الثمن باهظًا على إسرائيل، فإنها مستعدة لدفعه.
ويشرح مصدر إسرائيلي أن حماس “تنظر إلى الوراء ولا ترى أحدًا يدعمها بعد الآن”.
والمقصود أن قطر، التي تستضيف معظم قادة حماس، هي الوحيدة التي لا تزال تقف إلى جانبها – وإن كان ذلك بشكل محدود – كما أن مكانتها الدولية تراجعت بعد الكشف عن تورطها في دعم الذراع العسكرية لحماس.
وبحسب المصدر، فإن لدى حماس الآن خيار قبول الاتفاق المطروح، وبالتالي تجنب استمرار الحرب ضدها – على الأقل لفترة مؤقتة – لكن حتى في تلك الحالة، فإنها لن تتمكن من إعادة التسلح في ظل غياب مصادر الدعم.
وأضاف: “هذا هو مصدر الأمل في أن قيادة حماس ستنزل أخيرًا عن الشجرة”.
وأكد أن مثل هذا الاتفاق هو الطريق نحو تحقيق الهدف المزدوج: إطلاق سراح جميع الأسرى، وحسم المعركة ضد حماس.






