سياسة

بين مكابرة نتنياهو وضغوط ترامب.. هدنة هشّة أم بداية لتفاهمات كبرى؟

اخبار نيوز بالعربي

كتبت: سهام إبراهيم علي حسن

وسط تصعيد خطير كاد يُشعل الشرق الأوسط، فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار بين إيران وإسرائيل، بعد أيام من تبادل الضربات والتهديدات.

لكن هذا التراجع المفاجئ في العمليات العسكرية لم يأتِ من فراغ، بل كان نتيجة ضغوط أميركية مباشرة وأخرى خليجية، أجبرت الطرفين على التراجع خطوة إلى الوراء… دون ضمانات حقيقية للمستقبل.

ترامب يضغط ونتنياهو يتراجع: الكواليس الصاخبة للتهدئة

كشف موقع “أكسيوس” أن ترامب تدخل شخصيًا عبر اتصال مباشر بنتنياهو، طالبًا منه وقف الضربات الإسرائيلية الإضافية ضد إيران.

وتشير مصادر في البيت الأبيض إلى أن ترامب كان “غاضبًا” خلال المكالمة، واستخدم لهجة حادة غير معتادة، تعكس حجم رهانه على منع انفجار إقليمي واسع قد يهدد حظوظه الانتخابية.

وبحسب محلل الشؤون الأميركية موفق حرب، فإن الرئيس الأميركي اعتبر الهدنة التزامًا شخصيًا يحمل اسمه، وتدخل بشكل مباشر لمنع غارات كانت وشيكة، ربما عبر تغريدة مفاجئة قال فيها: “على الطائرات أن تعود الآن”.

الجيش الإسرائيلي: المعركة لم تنتهِ

رغم التهدئة، أكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أن الحملة العسكرية لم تنته، بل دخلت “مرحلة جديدة” من الضربات الانتقائية.

وهي جزء من استراتيجية “الحرب بين الحروب” الهادفة لتقويض القدرات الإيرانية دون اندلاع حرب شاملة.

أما نتنياهو، الذي سعى إلى توجيه “ضربة قاصمة”، فقد اضطر لتقليص عملياته بفعل الضغط الأميركي، وهو ما اعتُبر تراجعًا سياسيًا في لحظة حاسمة، رغم تصريحاته بأن 90 إلى 95% من الأهداف العسكرية قد تحققت.

الخليج على خط التهدئة: دور حاسم خلف الكواليس

من طهران، أكد المحلل السياسي محمد صالح صدقيان أن المبادرات الدبلوماسية التي انطلقت من الرياض وأبوظبي والدوحة لعبت دورًا محوريًا في إقناع إيران بضبط النفس.

واعتبر أن إيران أبدت استعدادًا للعودة إلى المفاوضات، لكنها تشترط رفع العقوبات، ولا تزال تشكك في “نوايا ترامب” الذي شارك جزئيًا في التصعيد العسكري.

تحليل أميركي: ضربات محدودة ورسالة نووية

في واشنطن، اعتبر أستاذ العلوم السياسية ديفيد رمضان أن ترامب لم يوافق على الضربات أولًا، لكنه لاحقًا أيدها كجزء من سياسة “الضغط النووي” دون التورط في حرب، مشيرًا إلى أن العملية جاءت لتحقيق إنجاز تفاوضي بشروط أميركية أكثر صرامة، مع إشراك أطراف مثل تركيا وبعض الأوروبيين.

“انتصار مؤقت”.. أم “فراغ أخطر”؟

ورغم حديث إسرائيل عن “نجاح كبير”، يرى مراقبون أن وقف إطلاق النار لم يُبْنَ على وثيقة رسمية أو التزامات متبادلة، ما يجعله هشًا وقابلاً للانهيار في أي لحظة. بل إن التصريحات التصعيدية ما زالت تتوالى، ما يضع المنطقة أمام مشهد غير مستقر يُهدد بالعودة للدوامة.

من الرابح الحقيقي؟

إسرائيل نجحت جزئيًا في تعطيل بعض المواقع الإيرانية لكنها فشلت في فرض معادلة ردع نهائية.

إيران صمدت سياسيًا رغم شدة الضربات لكنها لم تنجُ من الاختراق.

ترامب خرج بإنجاز إعلامي وانتخابي مؤقت، لكن دون أي ضمانات دائمة.

الخلاصة: لا منتصر حقيقي، بل توازن هش مرشح للاهتزاز. والرابح الوحيد حتى الآن هو “الفراغ السياسي”، في غياب اتفاق شامل يوقف سباق السلاح ويعالج جذور النزاع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى