
كتبت: إسراء عبدالله
المصدر: مقال لماثيو كروينغ
لقد عملت لأكثر من عقدين على ملف الأزمة النووية الإيرانية، وكنت أتوقع منذ فترة طويلة أن هذه القضية ستنتهي ويجب أن تنتهي بضربة أمريكية على البرنامج النووي الإيراني، وهذا ما حدث الليلة.
لقد أكد كل رئيس منذ جورج دبليو بوش بشكل صحيح أن القبول بإيران مسلحة نوويًا سيكون غير مقبول.
كان هولاء القادة يأملون أن تُحل هذه القضية على طاولة المفاوضات، لكن لأكثر من عقدين، كان قادة إيران غير مستعدين للتخلي طوعًا عن برنامجهم النووي وقد نفد الوقت.
قدر الخبراء أن الوقت الذي تحتاجه إيران للوصول إلى قنبلة واحدة قد تقلص إلى فترة تتراوح بين يومين إلى خمسة أيام.
كان الأمل أن تتولى إسرائيل حل المشكلة، لكن الولايات المتحدة وحدها كانت تملك القدرة على تدمير المنشآت النووية الإيرانية المدفونة بعمق والمحصنة.
هناك من يقلق بشأن حرب إقليمية أوسع أو حتى الحرب العالمية الثالثة لكن هذا لن يحدث.
إيران تملك خيارات قليلة للرد، وهي تخشى حربًا كبيرة مع الولايات المتحدة.
قد تشن إيران ضربات صاروخية رمزية، لكن يجب ان نتوقع أن تتراجع وتيرة تصعيد هذه الأزمة بسرعة، كما حدث مع ضربات ترامب على الجنرال الإيراني قاسم سليماني في عام 2020.
هناك من يقلق من أن إيران ستغضب وتضاعف جهودها لإعادة بناء قنبلة لكن بماذا؟ بمنشآتهم النووية أصبحت كومة من الأنقاض المتصاعد منها الدخان.
من المحتمل ألا يعيدوا البناء فقد أنفقوا مليارات الدولارات وعقودًا من الزمن فقط ليدعوا العقوبات وحربًا مدمرة مع أقوى دولة في العالم، فلماذا يكررون نفس السيناريو؟
إذا أعادت إيران البناء، يمكننا أن نضربهم مرة أخرى.
كان البرنامج النووي الإيراني واحدًا من أخطر التهديدات للسياسة الخارجية الأمريكية لأكثر من عقدين، ولم يعد موجودًا وقد يكون هذا أكبر إنجاز للسياسة الخارجية الأمريكية منذ نهاية الحرب الباردة.
ماثيو كروينغ هو نائب الرئيس والمدير الأول لمركز سموكروفت للاستراتيجية والأمن في مجلس الأطلسي ومدير الدراسات في المجلس.