
كتبت: إسراء عبدالله
المصدر: جوناثان بينكوف
الكرة الآن في ملعب إيران، وطهران أمام مسارين محتملين.. يمكنها أن تختار تنفيذ ضربة تستهدف من خلالها القواعد الأمريكية في المنطقة، ولكن بنيّة إحداث تأثير محدود ومثل هذا الرد سيتيح للنظام الإيراني أن يدّعي أنه انتقم، ودافع عن بلاده، ووقف في وجه الولايات المتحدة، مما قد يمهّد الطريق لاستئناف الانخراط الدبلوماسي.
من المرجح ان ينظر النظام الإيراني تجاه خطاب الرئيس ترمب هذا المساء على أنه تهديد آخر، وليس فرصة للدبلوماسية، ومن غير المرجح أن تعتقد إيران أنه يمكنها ببساطة الاستسلام للولايات المتحدة — خاصة أن المتشددين داخل النظام الإيراني قد يعتبرون مثل هذا القرار غير مقبول.
الأمل أن تعمل واشنطن أيضاً من خلال قنوات خلفية لتوفير مخرج دبلوماسي يحفظ ماء الوجه لطهران، لأنه في غياب مبرر لرد محدود، قد ينجح المتشددون في فرض كلمتهم، مما قد يقود إلى نتيجة أكثر خطورة بكثير.
المسار الآخر المحتمل هو أن يرى النظام الإيراني أن الضربات الأمريكية — إلى جانب التهديدات المستمرة التي وجّهها ترامب خلال خطابه — تجبره على تنفيذ هجوم كبير ضد المصالح والأفراد الأمريكيين، وهذا قد يؤدي إلى دوامة من التصعيد المتبادل، من هجمات وردود مضادة، مما قد يفضي إلى حرب إقليمية.
لقد تراجعت القدرات العسكرية الإيرانية لكنها لم تُدمّر بالكامل، وإذا شعرت إيران بأن النظام مهدد، سواء من الولايات المتحدة أو إسرائيل — أو أنها إن لم تردّ بقوة ستفقد دعم مؤيديها — فقد تسلك المسار الثاني.
وفي هذا الإطار، قد تلجأ إيران إلى تفعيل وكلائها في الشرق الأوسط لضرب المصالح والأفراد الأمريكيين، بل وقد تنفّذ أيضاً هجمات غير متكافئة أو إرهابية ضد أهداف إسرائيلية أو يهودية أو أمريكية حول العالم.
السؤال الآخر الذي لا يزال بلا إجابة: هل تم بالفعل تدمير البرنامج النووي الإيراني بالكامل؟
إن كان الجواب نعم، فلن تكون هناك حاجة إلى شنّ ضربات أخرى على المواقع النووية الإيرانية، كما يبدو أن ذلك ما يفضله الرئيس ترمب، لكن إذا اتضح أن الضربات لم تكن فعّالة تماماً، أو أن إيران نقلت أجزاء من برنامجها النووي، أو أنها تمتلك مواقع نووية سرّية، فمن غير المرجّح أن تكون هذه نهاية الضربات كما يأمل ترامب.
لقد اتخذ الرئيس قراراً هذا الأسبوع من شأنه أن يخلق شرق أوسط جديداً — وربما أفضل — لكن كل ذلك يعتمد على كيفية رد إيران.
جوناثان بينكوف هو مدير مبادرة سكوكروفت لأمن الشرق الأوسط في مجلس الأطلسي، ونائب سابق لمستشار الاستخبارات الوطنية الأمريكية لمنطقة الشرق الأدنى.






