إغلاق الحدود بين باكستان وإيران إثر المواجهات بين طهران وتل أبيب

كتبت: سهام إبراهيم علي حسن

في خطوة تحمل دلالات سياسية وأمنية عميقة، أعلنت الحكومة الباكستانية، اليوم الإثنين، إغلاق جميع المعابر الحدودية مع إيران حتى إشعار آخر، وسط تصاعد غير مسبوق في حدة التوترات العسكرية في المنطقة، لا سيما بين إيران وإسرائيل.

ويأتي القرار الباكستاني في ظل تصعيد خطير اندلع فجر الجمعة الماضية، عندما شنّت إسرائيل سلسلة غارات جوية على مواقع نووية حساسة داخل الأراضي الإيرانية، أسفرت عن مقتل عدد من كبار العلماء والعسكريين الإيرانيين. هذا الهجوم، الذي وُصف بأنه نوعي واستفزازي، أعقبه رد إيراني سريع، تمثّل في إطلاق موجات من الصواريخ باتجاه أهداف إسرائيلية، ما أدى إلى سقوط 24 قتيلًا وإصابة أكثر من 600 شخص حتى الآن، بحسب ما أفادت به وكالة “فرانس برس”.

وأكد مسؤولون في الحكومة الباكستانية أن قرار إغلاق الحدود يأتي كإجراء احترازي لحماية الأمن القومي الباكستاني، ومنع امتداد تداعيات الصراع إلى داخل الأراضي الباكستانية، خاصة أن إقليم بلوشستان – الذي يشهد نشاطًا حدوديًا واسعًا – يتشارك حدودًا مباشرة مع إيران، ويُعتبر منطقة حساسة أمنيًا.

وفي تصريحات لوكالة “فرانس برس”، أوضح قادر باخش بيركاني، المسؤول المحلي في إقليم بلوشستان، أن السلطات علّقت العمل في كافة المرافق الحدودية داخل خمس مقاطعات هي: جاغي، واشك، بنجكور، كيج، وكوادر. وتُعد هذه النقاط من أهم الممرات البرية للتبادل التجاري وحركة المسافرين بين البلدين.

ويخشى مراقبون من أن يؤدي استمرار التصعيد الإيراني الإسرائيلي إلى زعزعة الاستقرار في مناطق أخرى من الشرق الأوسط وجنوب آسيا، خاصة أن باكستان وإيران تجمعهما علاقات معقدة تتراوح بين التعاون الحذر والتوترات المتقطعة، لا سيما في قضايا الحدود والمجموعات المسلحة.

ويأتي القرار في وقت حرج يشهده الإقليم، وسط قلق متزايد من انزلاق المنطقة نحو مواجهات أوسع قد تتخطى الطابع الثنائي وتفتح الباب أمام صراع إقليمي شامل.