
كتبت: إسراء عبدالله
المصدر: يديعوت أحرونوت
التصويت على حل الكنيست من سيدعم حلّ الكنيست، ومن لم يقرّر بعد، والضغوط خلف الكواليس: “نتنياهو يريد فقط كسب الوقت”.
أزمة الإعفاء من التجنيد بلغت نقطة الغليان: يحاول رئيس الحكومة منع انهيار الائتلاف وتأجيل التصويت التمهيدي على حلّ الكنيست.
في ظل تهديد الأحزاب الحريدية بالتصويت اليوم (الأربعاء) لصالح حلّ الكنيست، يستخدم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو كل ثقله السياسي لمنع الانهيار.
ومن خلال محادثات مكثّفة، يحاول كسب الوقت – بينما قررت “يهدوت هتوراة” بالفعل: “إذا لم يُطرح قانون متفق عليه – سنصوّت لصالح الحل”.
مكتب رئيس الحكومة يعمل في مسارين – قانوني وأمني – لتليين موقف الأحزاب الحريدية حيال صيغة قانون التجنيد الجديد.
مساء أمس، عُرضت على ممثلي الأحزاب الحريدية صيغة محدثة للقانون، تمت صياغتها بما يتوافق مع ما يمكن للمستشار القانوني للكنيست الدفاع عنه أمام المحكمة العليا، متجاوزين مستشارة لجنة الخارجية والأمن – ما يدل على الرغبة في تسريع الإجراءات، حتى لو تطلب ذلك تجاوز الجهات المهنية.
ميزان القوى داخل الأحزاب الحريدية يمنح شاس الكلمة الفصل: “أجودات يسرائيل” لديها 3 نواب، “ديجل هتوراة” 4، لكن شاس تملك 11. إذا صوتت شاس ضد الحلّ، النتيجة المتوقعة: 60 مقابل 60 – مما يسقط الاقتراح.
“يهدوت هتوراة” تهاجم: “بيبي يماطل – لا يقدّم قانونًا”
رغم محاولات التهدئة من مكتب رئيس الحكومة، تواصل “ديجل هتوراة” اتباع نهج متشدد.
وأمرت ممثليهم بدعم حلّ الكنيست – حتى لو كلّف الأمر أزمة ائتلافية. أما في شاس، فيحاولون الإبقاء على نافذة للمساومة: كان من المفترض أن تنعقد “مجلس حكماء التوراة” أمس – لكنها أُجّلت لليوم، ويُلمّح في شاس أن التأجيل يهدف لإتاحة الفرصة لأرييه درعي لعرض صورة مختلفة أمام الحاخامات، ربما تبرر تأجيل التصويت.
الائتلاف يأمل، والمعارضة تتشاجر
يعوّل نتنياهو ومستشاروه على أن الوضع الأمني الحساس – مع إيران، اليمن، غزة والجبهة الشمالية – سيدفع الحاخامات لإعادة النظر في توقيت حلّ الائتلاف.
لكن، رغم الدعوات لتمديد المهلة، فإن “يهدوت هتوراة” تواصل التصعيد: “لدى نتنياهو أعذار لا تنتهي – مرة جالانت، مرة الحرب، والآن إيران هي الذريعة الجديدة. لا يقدّم قانونًا، بل يماطل فقط”.
وقال مصدر حريدي أمس لموقع ynet بسخرية: “سمعنا أمس أن السفير الأمريكي (هاكابي) يحاول منع الانتخابات، ثم أن بيبي يهاجم إيران، ثم إعادة المخطوفين.
سلسلة أحداث واحدة تلو الأخرى، ولا شيء يحدث فعليًا. كل هذا فقط لصرف النقاش عن قانون التجنيد وكسب وقت من الحريديم. نحن خبراء في أساليب بيبي. لكن قانون – لا يقدّم”.
في المقابل، المعارضة تعاني من انقسامات داخلية. في “يش عتيد” يطالبون بسحب اقتراحات حلّ الكنيست إذا ظهرت بوادر لحلّ ائتلافي، لكن “يسرائيل بيتينو” تصرّ على تقديم الاقتراح على أي حال.
ويقولون في الحزب إن الهدف هو “محاصرة شاس” – بناءً على افتراض أنها لن تسمح لـ”يهدوت هتوراة” بالتصويت وحدها لصالح الحل.
لكن هذا التحرك يحمل مخاطرة: وفقًا للنظام الداخلي للكنيست، إذا سقط القانون في التصويت اليوم – لا يمكن إعادة طرحه لمدة نصف عام، إلا إذا صادق رئيس الكنيست أمير أوحانا على استثناء للإجراء.
في “يسرائيل بيتينو” يقولون إن التأجيل لأسبوع لن يغيّر شيئًا، فالنقاشات ستطول، وبدلًا من الحل في نوفمبر، سنصل إلى ديسمبر.
الهدف: التأجيل
تُجرى في الكواليس خلال اليومين الماضيين محادثات مكثفة بهدف واضح – تأجيل التصويت.
يعتقد نتنياهو أنه بمجرد طرح اقتراح حل الكنيست للتصويت، ستبدأ ديناميكية سياسية لا يمكن إيقافها، وسيُجرّ الائتلاف إلى الانتخابات.
وقال مقرب من نتنياهو: “اقتراح حل الكنيست ليس مجرد خطوة قانونية، بل كرة ثلج سياسية”.
في هذه الأثناء، يسود في المعسكر الحريدي – وكذلك في الليكود – شعور بأننا نتجه إلى مواجهة.
وقال مصدر حريدي أمس: “حتى لو قُدّم قانون – قد يكون سيئًا بالنسبة لنا، وإذا ذهبنا إلى انتخابات – لا أحد يعلم أي حكومة ستتشكل، وما سيكون موقفها من الحريديم.
لكن إذا بقينا بلا قانون واضح – جمهورنا لن يغفر لنا”.