إسرائيل: مظاهرات حاشدة تطالب بإعادة المحتجزين وإنهاء الحرب على غزة
مظاهرات حاشدة تطالب بإعادة المحتجزين وإنهاء الحرب على غزة

تقرير : سهام إبراهيم علي حسن
تواصلت الاحتجاجات الشعبية في إسرائيل، مساء السبت، حيث خرج آلاف المتظاهرين في عدة مدن للمطالبة بإعادة المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة حماس، وللتعبير عن رفضهم لسياسات حكومة بنيامين نتنياهو، وفق ما نقلته صحيفة تايمز أوف إسرائيل.
وجاءت المظاهرات بعد إعلان الجيش الإسرائيلي استعادة جثة العامل التايلاندي ناتابونج بينتا، في وقت تواجه فيه حكومة نتنياهو ضغوطًا داخلية متصاعدة، خاصة مع تهديد الأحزاب الدينية المتشددة بالانسحاب من الائتلاف الحاكم، على خلفية فشل تمرير قانون يعفي طلاب المدارس الدينية (الحريديم) من الخدمة العسكرية.
واتهمت المعارضة الإسرائيلية وبعض عائلات المحتجزين نتنياهو بإطالة أمد الحرب من أجل مكاسب سياسية، ورضوخًا لضغوط الجناح اليميني المتطرف في حكومته، بهدف البقاء في السلطة.
وفي مؤتمر صحفي نُظم خارج مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، ناشد والد المحتجز إيتان هورن، المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف التدخل للمساعدة في إطلاق سراح ابنه، مطالبًا بإنهاء الحرب من خلال صفقة شاملة لإعادة المحتجزين.
كما شهدت ساحة الرهائن في تل أبيب مظاهرة شارك فيها نحو 1500 شخص، ألقى خلالها أقارب للمحتجزين كلمات انتقدوا فيها تجاهل الحكومة لملف الجنود الأسرى. ولفتت بار جودار، ابنة أحد المحتجزين الذين قُتلوا في غزة، إلى أن الحكومة “تُفضل الانتقام على إنقاذ الأرواح”، داعية إلى “قرار إنساني وشجاع” بإنهاء الحرب.
وفي ساحة هابيما بتل أبيب، تجمع مئات المحتجين المناهضين للحكومة، حيث ندد المتحدثون بمحاولات نتنياهو تمرير قانون إعفاء الحريديم من الخدمة العسكرية، متهمين إياه بإهمال ملف المحتجزين لصالح بقاء حكومته.
ووجه عدد من المتظاهرين انتقادات حادة لما وصفوه بتحريض الحكومة ضدهم وضد القضاء، فيما رفع المشاركون قطعة قماش صفراء كبيرة ترمز إلى المطالبة بإطلاق سراح المحتجزين.
كما نظم متظاهرون يساريون وقفة صامتة في شارع كابلان وسط تل أبيب، رفعوا خلالها صورًا لأطفال غزة الذين استشهدوا جراء القصف الإسرائيلي، إلى جانب شموع وأسماء ضحايا الحرب منذ استئنافها في 18 مارس الماضي.
وبحسب بيانات فلسطينية، أسفر العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023 عن أكثر من 180 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب آلاف المفقودين ومئات الآلاف من النازحين، وسط أزمة إنسانية خانقة ومجاعة متفاقمة.
وتُقدّر إسرائيل عدد المحتجزين لدى حماس بـ55 شخصًا، بينهم جثث 33 قتيلًا، بينما يُعتقد أن نحو 20 آخرين ما زالوا على قيد الحياة. وقد أفرجت حماس عن عشرات المحتجزين خلال فترات الهدنة، مقابل إطلاق سراح نحو 2000 أسير فلسطيني.
وأكدت حماس استعدادها لإطلاق سراح جميع المحتجزين دفعة واحدة، مقابل وقف الحرب وانسحاب جيش الاحتلال من غزة، غير أن الحكومة الإسرائيلية ترفض هذه الشروط، مطالبة بنزع سلاح المقاومة، وتصر على استمرار العمليات العسكرية وإعادة احتلال القطاع.