
كتبت: إسراء عبدالله
المصدر: مقال لآفى يسسخروف فى يديعوت احرونوت
غير قليل من الأصوات انطلقت في إسرائيل في الآونة الأخيرة عن أن حماس على شفا الانهيار او في نقطة الحسم.
هذا التقدير يبدو معقولا بالتأكيد اذا ما فحصنا عموم المعطيات التي تأتي من قطاع غزة، بما في ذلك تأكيد الجيش والشباك امس بان رئيس حماس في قطاع غزة، محمد السنوار، خليفة أخيه يحيى، صفي في هجوم على نفق اختبأ فيه في منطقة خانيونس الى جانب قائد لواء رفح، خالد شبانة.
الجيش والشباك يصلان الى إنجازات ذات مغزى في المستوى العسكري.
الجيش يعمل الان بشكل مكثف ودقيق في جبهة خانيونس، يطهر الأرض من المقاتليين ويوسع التدمير الهائل في القطاع، الاف عديد من بين نشطاء حماس صفوا.
وللمنظمة لم تعد تقريبا قيادة عسكرية ذات مغزى في الميدان يمكنها أن تنظم القوات بقتال منظم او مرتب والمساعدات الإنسانية تنتقل رويدا رويدا الى اياد أمريكية/إسرائيلية مما يقتطع السيطرة التي كانت للمنظمة على المساعدات، والتي كانت تعرف كيف تستمد منها مرابح اقتصادية.
اضافة الى ذلك، بات المزيد من السكان في القطاع يتجرأون على رفع الرأس والاحتجاج او العمل ضد حماس، كعشيرة “أبو شباب” التي تعمل في جنوب القطاع وتقاتل حقا جسديا نشطاء المنظمة، السيطرة المدنية لحماس في القطاع موجودة في مناطق صغيرة على نحو خاص والفوضى بدأت تطل.
حماس حسب كل مقياس غربي، مهزومة حقا، غير أنه سيكون من الخطأ تقدير نوايا المنظمة وفقا لمقاييس “غربية”.
من 7 أكتوبر، اثبتت حماس المرة تلو الأخرى بانها تختار الجهاد على تسويات براغماتية بل وحتى ان تحسن وضعها العسكري.
الرد الغامض على مقترح ويتكوف يظهر مرة أخرى بانه رغم الادعاءات التي انطلقت في إسرائيل بان حماس في حالة ضغط كبرى وتوشك على الانكسار فانها ليست هناك بعد.
حماس لا تظهر بوادر على ان في نيتها ان تستسلم او تسلم سلاحها.
حماس توجد في مرحلة تخلت فيها عن إمكانية العمل كجيش نظامي مع ألوية وكتائب وقيادة تراتبية، من ناحيتها طالما كانت خلايا صغيرة من نشطائها تواصل العمل في القطاع، فهذا نصر.
في نظرها، إنجازاتها تقاس بالشكل الذي تستقبل فيه المسألة الفلسطينية وحتى هي نفسها في العالم، بالشكل الذي تصبح فيه إسرائيل منبوذة، في أوروبا وبين جماهير واسعة في ا لولايات المتحدة وكذا في الشرخ المتسع في إسرائيل في ضوء الخلاف السياسي الشديد بين مؤيدي نتنياهو ومعارضيه.
بكلمات أخرى، اذا ما قتل مزيد من الفلسطينيين الأبرياء فهذا فقط يخدم هدفها في أن تحظى باعتراف دولي واسع وتمس بشرعية إسرائيل، ظاهرا، وافقت حماس في ردها على تحرير عشرة مخطوفين احياء وإعادة 18 جثة “مقابل عدد متفق عليه من السجناء الفلسطينيين”، لكن يبدو أنه في الرد الكامل الذي لم ينشر، حماس حتى اضافت مطالب جديدة.
في صحيفة “الرد” المصرية نشر تقرير بان المنظمة تطالب بان توزع تحرير المخطوفين الاحياء وإعادة الجثث على جدول زمني مختلف عن ذاك الذي اقترحه (أربعة احياء في اليوم اليوم، اثنان في اليوم الثلاثين، وأربعة آخرين في اليوم الستين).
الى هذا اضيف طلب جديد لم يكن موجودا على الاطلاق في منحى ويتكوف وهو فتح معبر رفح لخروج وعودة سكان من غزة.
من غير المتوقع لإسرائيل أن تستجيب لطلب حماس هذا ويبدو أن ويتكوف أيضا سيرفضه رفضا باتا.
ومع ذلك، يبدو أن حماس بقيت على حالها، رغم الضائقة العسيرة للمنظمة في غزة ولوضع السكان هناك، وتثبت صمودا وتصميما على الا توافق على المنحى الأمريكي بهذه السرعة دون أن يضمن لها وقفا كاملا للنار.