
كتب-مريم مصطفى
ألقت أجهزة الأمن بمديرية أمن الجيزة القبض على طالبين في المرحلة الثانوية الأزهرية بمنطقة الصف، بعد اتهامهما بتسريب امتحانات نهاية العام الدراسي، في واقعة أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط التعليمية والأزهرية، وسط دعوات لتشديد الرقابة وضمان نزاهة الامتحانات.طلاب في قبضة الأمن بعد “امتحان المال”
وكانت البداية بورود بلاغ رسمي إلى الجهات الأمنية من مسؤولي قطاع المعاهد الأزهرية، يفيد بوجود شبهة تسريب لأحد امتحانات الثانوية الأزهرية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك بالتزامن مع أداء الطلاب للاختبارات، وتم على الفور تشكيل فريق بحث من رجال المباحث لكشف ملابسات الواقعة.
وخلال ساعات من تتبع المصادر الإلكترونية والبيانات، تمكنت الأجهزة الأمنية من تحديد هوية الطالبين المتورطين، واللذين تبين أنهما من إحدى لجان الامتحانات بمدينة الصف التابعة لمحافظة الجيزة، وقد تم ضبط المتهمين واقتيادهما إلى قسم الشرطة، حيث اعترفا خلال التحقيقات الأولية بتورطهما في تصوير أوراق الأسئلة ونشرها مقابل الحصول على مبالغ مالية من أطراف لم يتم الكشف عنها بعد.

وأكدت التحريات الأولية أن عملية التسريب جرت باستخدام هواتف محمولة تم تهريبها إلى داخل اللجنة بطريقة غير قانونية، رغم الإجراءات المشددة التي تتبعها الإدارة الأزهرية لمنع استخدام أي وسائل إلكترونية داخل اللجان، ويجري حاليًا فحص الهواتف التي تم التحفظ عليها من قبل الجهات المعنية، لتحديد حجم التسريبات وعدد الامتحانات التي تم تداولها، بالإضافة إلى تتبع الجهات المستفيدة من عملية النشر.
ومن جانبها، أمرت النيابة المختصة بالتحفظ على المتهمين، وقررت حبسهم أربعة أيام على ذمة التحقيقات، لحين الانتهاء من جمع الأدلة واستكمال الإجراءات القانونية، كما طلبت النيابة تحريات إضافية من مباحث الإنترنت حول مصدر التسريب والمشاركين فيه، مع فتح تحقيق داخلي في اللجنة التي وقعت فيها الواقعة.
وقد أعربت مشيخة الأزهر الشريف عن استيائها من الواقعة، مشددة على أن التسريب يمثل خيانة للأمانة العلمية ومحاولة لإفساد جهود الدولة في تطوير منظومة التعليم الأزهري، وأكدت أنها ستتخذ كافة الإجراءات القانونية والإدارية بحق كل من يثبت تورطه، سواء من الطلاب أو المراقبين أو الإداريين.
وفي الوقت نفسه، وجهت وزارة الداخلية رسالة واضحة بأن أي محاولة للعبث بالامتحانات أو تسريبها لن تمر دون عقاب، وأنها مستمرة في رصد كافة أشكال الغش الإلكتروني ومحاصرة كل من يشارك فيها أو يسهلها.
وتأتي هذه الواقعة في ظل حالة من التوتر التي تسبق انطلاق امتحانات الثانوية العامة، ما دفع العديد من أولياء الأمور للمطالبة بمزيد من الرقابة والتفتيش داخل اللجان، وتفعيل أدوات الرقابة الرقمية على وسائل التواصل الاجتماعي خلال فترة الامتحانات.طلاب في قبضة الأمن بعد “امتحان المال”