
كتبت : شروق صلاح
في مثل هذا اليوم من عام 1934 انطلقت الإذاعة المصرية لتعلن ميلاد عصر جديد من الإعلام في مصر والعالم العربي وتفتح بابا للتواصل بين الدولة والشعب من خلال الكلمة والصوت والمعرفة.
الإذاعة المصرية التي بدأت بعبارة “هنا القاهرة” لم تكن مجرد وسيلة لبث الأخبار بل أصبحت مرآة تعكس نبض الشارع المصري وتنقل تفاصيل الفن والسياسة والمجتمع إلى كل بيت مصري وعربي.
قبل انطلاق الإذاعة الرسمية كانت هناك محاولات فردية عبر إذاعات أهلية بدأت في عشرينيات القرن العشرين لكنها لم تكن منظمة أو مستقرة وجاء الاتفاق مع شركة ماركوني ليؤسس الإذاعة الحكومية التي بدأت بثها الرسمي في 31 مايو عام 1934 وبعد ذلك في عام 1947 تم إلغاء العقد مع الشركة الإنجليزية وأصبحت الإذاعة المصرية كيانا مستقلا بإدارة مصرية خالصة.
الإذاعة بدأت بأربع محطات فقط ومع مرور الوقت توسعت حتى وصلت إلى عشر محطات رئيسية تقدم محتوى متنوعا ما بين الفن والثقافة والبرامج الدينية والأخبار لتصبح واحدة من أبرز المؤسسات الإعلامية في الشرق الأوسط.
أول صوت انطلق عبر أثير الإذاعة المصرية كان صوت المذيع أحمد سالم الذي قال عبارته الخالدة “هنا القاهرة” ليعلن عن بداية البث الرسمي تلك الجملة التي تحولت مع الوقت إلى أيقونة صوتية ما زالت تتردد حتى اليوم في مقدمة البرامج والفواصل الإذاعية.
وكانت البداية الروحانية للبث الإذاعي بصوت الشيخ محمد رفعت الذي افتتح أول يوم من الإذاعة بتلاوة من سورة الفتح حيث قرأ الآية “إنا فتحنا لك فتحا مبينا” بصوته الشجي الذي وصل صداه إلى المستمعين في الخارج ما دفع إذاعة بي بي سي العربية إلى طلب تسجيلات منه وقد سجل لهم سورة مريم بصوته المميز.