كتبت/مريم مصطفى
شهدت محافظة الإسكندرية، فجر السبت، حالة طقس غير مسبوقة، حيث اجتاحت المدينة الساحلية عاصفة ثلجية وعواصف رعدية عنيفة مصحوبة بأمطار غزيرة، تحولت في بعض المناطق إلى تساقط للثلوج، ورياح بلغت سرعتها 70 كيلومترًا في الساعة، ما تسبب في حالة من الشلل المروري وتحطم عدد من السيارات وغرق الشوارع والمنازل.عاصفة ثلجية تضرب الإسكندرية وتتسبب في خسائر كبيرة
وفي أعقاب هذه الموجة الجوية المفاجئة، أعلنت الجهات التنفيذية والطبية حالة الطوارئ القصوى، حيث تم تسجيل إصابة شخص واحد جراء انهيار جزئي لعقار قديم في شارع “تانيس” بمنطقة سابا باشا، وهو الحادث الذي أدى إلى تحطم ثلاث سيارات، من بينها سيارة رياضية ذات سقف مكشوف،ونُقل المصاب إلى العناية المركزة لتلقي الرعاية اللازمة.
كما أدى ارتفاع منسوب المياه في الشوارع إلى غرق مركبة “توكتوك” بالكامل داخل نفق سيدي بشر، في نطاق حي أول المنتزه، وتمكنت فرق الطوارئ من انتشالها بعد انتشار مقطع فيديو لسائقها وهو يحاول الهروب وسط المياه المتراكمة.
تداعيات واسعة وتأجيل للامتحانات
في استجابة سريعة، دفعت شركة الصرف الصحي بنحو 150 سيارة لشفط مياه الأمطار من الشوارع والمناطق المتضررة، لا سيما في طريقي الكورنيش وأبي قير، كما أُعلنت إجراءات لتخفيف ضغط المياه في منطقتي المنتزه وغرب المدينة، بهدف تقليل الحمل على الشبكات وتحسين القدرة على تصريف المياه.
وقررت محافظة الإسكندرية تأجيل امتحانات الشهادة الإعدادية لمدة ساعة، لتبدأ في العاشرة صباحًا بدلًا من التاسعة، فيما أعلنت جامعة الإسكندرية تأجيل جميع امتحانات اليوم إلى ما بعد عطلة عيد الأضحى، حفاظًا على سلامة الطلاب والعاملين.
ومن جانبه، قال الدكتور عادل سليمان، أستاذ علوم البحار، إن ما شهدته الإسكندرية يُعد نتيجة مباشرة لتأثرها بمنخفض جوي مفاجئ نتج عن التغيرات المناخية والاحتباس الحراري، محذرًا من تكرار هذه الظواهر مستقبلاً بشكل أكثر عنفًا.
وأكد سليمان أن الإسكندرية من أكثر المدن المصرية عرضة لخطر التغير المناخي، مشيرًا إلى أن هناك حاجة ملحة لتطوير مصدات الأمواج وزيادة كفاءتها، خاصة بعد تعرض المدينة لرياح شديدة غير معتادة.
وكشف عن دراسة صادرة عن الأمم المتحدة تُحذر من أن ارتفاع منسوب البحر بمقدار متر واحد قد يؤدي إلى نزوح نحو 1.5 مليون شخص من محافظة الإسكندرية ودلتا النيل، مع خسائر اقتصادية قد تتجاوز 30 مليار دولار بحلول عام 2060.
فيما أعلنت هيئة الأرصاد الجوية عبر صفحتها الرسمية، أن الطقس بدأ في الاستقرار تدريجيًا مع توقف الأمطار وانقشاع السحب، مع الإشارة إلى انخفاض كبير في درجات الحرارة، حيث سجلت العظمى 21 درجة مئوية، والصغرى 17، ونسبة رطوبة بلغت 80%، فيما تراوح ارتفاع الموج بين مترين إلى ثلاثة أمتار.
ورغم أن الإسكندرية شهدت هذا العام 18 نوة، منها 11 من النوع الشديد، فإن تأثيرها كان محدودًا مقارنة بعاصفة اليوم، ما يُعد مؤشرًا على تغير النمط المناخي وازدياد حدة التقلبات.
ختامًا، تبقى الأسئلة مفتوحة حول مدى جاهزية البنية التحتية في مواجهة التغيرات المناخية المتسارعة، وما إذا كانت الإجراءات الحالية كافية لحماية مدينة الإسكندرية من كوارث مستقبلية قد تكون أكثر شدة.عاصفة ثلجية تضرب الإسكندرية وتتسبب في خسائر كبيرة
