
كتب/مريم مصطفى
أمرت النيابة العامة في شرق طنطا، اليوم الأربعاء، بحبس طالب في المرحلة الإعدادية لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات، وذلك عقب اعتدائه على طالب بالثانوي باستخدام أداة حادة، في حادث وقع عقب انتهاء الامتحانات بمنطقة الجمهورية في مدينة المحلة الكبرى.اعتداء بـ”كاتر” بين طالبين بعد الامتحان بالمحلة
وجاء قرار الحبس بناءً على تعليمات المستشار محمد صلاح الفقي، المحامي العام الأول لنيابات شرق طنطا، الذي كلّف المستشار أحمد ثروت، رئيس نيابة ثان المحلة، بفتح تحقيق موسع حول الواقعة، مع الاستماع لشهادات شهود العيان وتفريغ كاميرات المراقبة المحيطة بموقع الحادث.

وبحسب المعلومات الأولية، نشبت مشادة كلامية بين الطالبين فور خروجهما من لجان الامتحانات، تطورت إلى شجار استخدم فيه المتهم “كاتر” ووجّه طعنة إلى زميله.
وتلقى قسم شرطة ثان المحلة إخطارًا من نقطة شرطة مستشفى المحلة العام يفيد بوصول الطالب المجني عليه ويدعى “صلاح. م”، طالب بالصف الثاني الثانوي، في حالة حرجة، حيث تم نقله لاحقًا إلى مستشفى الطوارئ بمدينة المنصورة لتلقي الرعاية الطبية اللازمة.
أكدت التحريات أن المتهم يُدعى “ف. أ”، طالب بالمرحلة الإعدادية، وتمكنت أجهزة الأمن من القبض عليه بعد ساعات قليلة من الحادث،وقد تم تحرير محضر بالواقعة حمل رقم 9679 جنح ثان المحلة، وأُخطرت النيابة العامة لاستكمال التحقيقات.
وتواصل الأجهزة الأمنية في الغربية، بالتعاون مع فريق البحث الجنائي، جهودها لتحديد الدوافع الكاملة وراء الواقعة، وسط مطالبات من الأهالي بتكثيف التواجد الأمني بمحيط المدارس خلال فترة الامتحانات.اعتداء بـ”كاتر” بين طالبين بعد الامتحان بالمحلة
تُسلط هذه الواقعة المؤسفة الضوء على التحديات المتزايدة التي تواجهها المدارس والمجتمعات المحلية في التعامل مع سلوكيات العنف بين الطلاب، والتي باتت تظهر بشكل مقلق في أعقاب الضغوط الدراسية والبيئية والنفسية التي يعيشها النشء. فمع دخول الطلاب في فترات الامتحانات، تتزايد حالات التوتر والانفعال، مما قد يؤدي إلى تصرفات اندفاعية وغير محسوبة، كما حدث في هذه الواقعة. ويؤكد خبراء التربية وعلم النفس أن غياب ثقافة الحوار والتفاهم بين الطلاب، إلى جانب ضعف الرقابة الأسرية والمؤسسية، يفتح الباب أمام تطور المشادات الكلامية إلى أعمال عنف مؤذية. ومن هنا، تظهر الحاجة الماسة إلى تعزيز دور الأخصائيين الاجتماعيين في المدارس، وتكثيف حملات التوعية حول مخاطر العنف المدرسي، بالإضافة إلى أهمية تأمين محيط المدارس خلال الفترات الحساسة مثل الامتحانات. ويبقى على الأسرة والمؤسسة التعليمية مسؤولية مشتركة في بناء جيل قادر على حل خلافاته بالطرق السلمية بعيدًا عن استخدام العنف كسلوك للتعبير أو الرد.