سياسة

المفاوضات النووية في روما.. لعبة الوقت بين طهران وواشنطن وسط ترقب إسرائيلي

اخبار نيوز بالعربي

كتبت: سهام إبراهيم علي حسن

شهدت العاصمة الإيطالية روما مؤخراً الجولة الخامسة من المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة، في مشهد يعكس تعقيداً سياسياً متزايداً، حيث تتحرك الوفود بحذر، بينما تراقب إسرائيل التطورات من خلف الكواليس، وسط شعور متزايد بأن عامل الزمن يلعب لصالح طهران.

ورغم وصف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي للجولة بأنها “معقدة”، فإن مجريات الأمور توحي بحالة من الجمود السياسي، وسط تساؤلات متجددة: هل باتت إيران على أعتاب امتلاك السلاح النووي؟

وهل يقترب الشرق الأوسط من نقطة تحول مفصلية قد تؤثر على النظام العالمي بأسره؟

إستراتيجية تفاوض لا تصعيد

يرى مراقبون أن إيران تتبع نهجاً محسوباً في المفاوضات، حيث يقول الباحث السياسي حسين عبد الحسين من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات بواشنطن إن تعثر المحادثات ليس فشلاً حقيقياً، بل تكتيكاً إيرانياً مدروساً لتجنب أي ضربة عسكرية محتملة، خصوصاً من جانب إدارة ترامب.

وأضاف عبد الحسين، في حديثه لبرنامج “التاسعة” على سكاي نيوز عربية، أن طهران تراهن على كثرة الجولات التفاوضية لمنح واشنطن مبررات أمام الرأي العام بأنها استنفدت كافة الخيارات السلمية.

إسرائيل: ترقب أكثر من تدخل

في موازاة المفاوضات، أرسلت إسرائيل رئيس الموساد ووزير الشؤون الاستراتيجية للتشاور مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، إلا أن عبد الحسين يشدد على أن الدور الإسرائيلي لا يتعدى الدعم السياسي غير المباشر، مؤكداً أن تل أبيب قد تتحرك عسكرياً فقط إذا رصدت تطوراً نوعياً في برنامج التخصيب الإيراني.

قنبلة إيران المحتملة.. تهديد إقليمي ودولي

من وجهة نظر عبد الحسين، فإن إيران لا تسعى إلى الوصول السريع للسلاح النووي، بل تسعى إلى ضمان أمن النظام، عبر خيار “الغموض الاستراتيجي” الذي يمنحها نفوذاً إقليمياً أكبر ويصعّب أي ردع عسكري مستقبلي.

ويحذر من أن امتلاك إيران للقنبلة النووية قد يعيد تشكيل خارطة الردع في المنطقة، ويجعل من إمكانية ردع طهران أمراً شبه مستحيل، الأمر الذي قد يهدد استقرار الشرق الأوسط والنظام الدولي ككل.

الوقت في صالح طهران

مع اقتراب الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة، يصبح شن عملية عسكرية أميركية واسعة أكثر تعقيداً، ما يمنح إيران هامشاً أكبر للمناورة، في وقت تستغل فيه طهران التغيرات السياسية في الغرب لمواصلة كسب الوقت دون تقديم تنازلات جوهرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى