
كتب/مريم مصطفى
قضت محكمة جنايات دمنهور، اليوم الخميس 22 مايو 2025، بالسجن المشدد لمدة خمس سنوات على اثنين من العاملين في إحدى الشركات الخاصة المختصة بنقل مدمني المخدرات، وذلك بعد إدانتهما في واقعة ضرب أفضى إلى الموت، راح ضحيتها شاب كان يعاني من الإدمان.5 سنوات سجن لعاملين قتلا مريض إدمان بدمنهور
وتعود تفاصيل الواقعة إلى قيام المتهمين باقتياد المجني عليه بالقوة إلى أحد مراكز علاج الإدمان غير المرخصة، مستخدمين العنف والضرب المبرح أثناء مقاومته لهما،وقد وصل الشاب إلى المركز وهو في حالة صحية متدهورة، حيث كان فاقدًا للوعي تمامًا، مما دفع مسؤولي المركز لرفض استقباله، خشية تدهور حالته داخل المؤسسة وتحملهم للمسؤولية القانونية.

وبحسب ما ورد في أوراق القضية، تم نقل المجني عليه بعدها إلى مستشفى دمنهور العام، إلا أن الأطباء هناك أعلنوا وفاته فور وصوله، حيث كان قد لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرًا بإصاباته،وكشف تقرير الطب الشرعي عن أن الشاب كان يعاني من ضيق في الشريان التاجي بسبب تعاطي المواد المخدرة، إلا أن الضرب العنيف الذي تعرض له كان السبب الرئيسي في وفاته.
وقد أدلى الطبيب الشرعي بشهادته أمام هيئة المحكمة، مؤكدًا أن الاعتداء الجسدي المباشر كان العامل الحاسم في تفاقم الحالة الصحية للضحية وتوقف عضلة قلبه، كما أضاف أن الوفاة لم تكن نتيجة طبيعية للإدمان فقط، بل نتيجة مباشرة لتعرضه للضرب القاسي من قِبل العاملين.
وكان اللواء محمود هويدي، مدير أمن البحيرة، قد تلقى إخطارًا من اللواء أحمد السكران، مدير إدارة البحث الجنائي، يفيد بوصول جثة شاب مجهول الهوية إلى مستشفى دمنهور العام، وبتكثيف التحريات تبين أن الجثة تعود لشاب تم الاعتداء عليه خلال نقله إلى مركز غير مرخص لعلاج الإدمان.
وتحذر السلطات من التعامل مع الجهات غير المرخصة في هذا المجال، لما تمثله من خطر على حياة المرضى وسلامتهم، داعية الأسر إلى التأكد من الاعتماد على مراكز معتمدة ومُراقبة من الجهات المختصة.
تشهد مصر في السنوات الأخيرة تزايدًا ملحوظًا في عدد مراكز علاج الإدمان غير المرخصة، والتي تعمل خارج رقابة الجهات المختصة، ما يعرض حياة المرضى للخطر. ويقع الكثير من الأهالي ضحية لتلك المراكز نتيجة قلة الوعي أو بسبب ضغوط الظروف المحيطة بهم، فيلجأون إلى أي وسيلة أملاً في علاج أبنائهم. إلا أن غياب الإشراف الطبي والتأهيل النفسي السليم في هذه المراكز يُحوّل رحلة العلاج إلى مأساة حقيقية، كما حدث في واقعة دمنهور. ويؤكد خبراء الطب النفسي أن التعامل العنيف مع مدمني المخدرات دون إشراف طبي يؤدي إلى تدهور حالتهم الصحية والنفسية، بل وقد ينتهي الأمر بالوفاة.5 سنوات سجن لعاملين قتلا مريض إدمان بدمنهور