أكد الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، أن أكاديمية الفنون تُعد أحد أهم الصروح الثقافية والفنية في مصر والعالم العربي، لما تمثله من مركز إشعاع أكاديمي وفني خرّج أجيالاً من الروّاد والمبدعين الذين تركوا بصماتهم في مختلف المجالات الإبداعية.
جاء ذلك خلال اجتماع الوزير بلجنة اختيار رئيس أكاديمية الفنون الجديد، وهو المنصب الذي يُعد محورياً في مستقبل الأكاديمية ودورها الثقافي محلياً وإقليمياً.
وخلال الاجتماع، استعرض الدكتور هنو مع اللجنة المعايير والضوابط التي سيتم على أساسها اختيار المرشح الأنسب لرئاسة الأكاديمية، مشددًا على أهمية الشفافية، والكفاءة الأكاديمية، والخبرة الفنية والإدارية كركائز أساسية يجب أن تتوافر في المتقدمين.
وتقرر خلال الاجتماع وضع جدول زمني محكم يحدد مراحل عملية الاختيار، بدءًا من فتح باب الترشح، مرورًا بجلسات المقابلات والتقييم، وصولًا إلى الإعلان الرسمي عن الرئيس الجديد.
وأشار الوزير إلى أن اللجنة ستُجري عملية فرز دقيقة للملفات، مع إيلاء اهتمام خاص بالرؤى التطويرية التي يقدمها المتقدمون، خاصة في مجالات تحديث المناهج، وتفعيل التعاون الدولي، وربط الأكاديمية بسوق العمل الفني والإنتاج الثقافي الحديث.
أشاد الدكتور هنو بدور الأكاديمية الممتد على مدار عقود، حيث وصفها بأنها “مدرسة كبرى” احتضنت الطاقات الإبداعية في مصر والعالم العربي، وكانت وما زالت منارة للفنون بكافة أشكالها: المسرح، السينما، الموسيقى، الباليه، الفنون الشعبية، النقد الفني، والفنون التشكيلية.
وأكد أن الوزارة ترى في الأكاديمية أحد الأذرع الأساسية للدبلوماسية الثقافية المصرية، وأنها تعمل على دعمها باستمرار عبر التمويل، وتطوير البنية التحتية، وتوسيع برامج التعاون الإقليمي والدولي.
كما شدد الوزير على أن المرحلة القادمة تتطلب رئيسًا يمتلك رؤية جديدة تتماشى مع التحديات المعاصرة في مجالات التعليم الفني، لا سيما ما يتعلق بـ:
إدخال التحول الرقمي في مناهج الدراسة.
تعزيز البحوث التطبيقية في مجالات الإبداع.
فتح برامج شراكة دولية مع أكاديميات ومعاهد مرموقة عالميًا.
رفع كفاءة الخريجين وربطهم بسوق العمل المحلي والإقليمي والدولي.
وأضاف: “أكاديمية الفنون ليست مجرد مؤسسة تعليمية، بل كيان يحمل رسالة ثقافية كبرى، ومسؤولية حضارية تجاه الهوية المصرية والعربية”.
وفي ختام الاجتماع، دعا الدكتور أحمد فؤاد هنو المهتمين بالشأن الفني والثقافي، من فنانين وأكاديميين ومؤسسات إعلامية، إلى دعم الأكاديمية ومتابعة تطوراتها، مؤكدًا أن وزارة الثقافة تولي اهتمامًا بالغًا بهذا الصرح، باعتباره رافدًا رئيسيًا للإبداع والابتكار في مصر والمنطقة.