جدل حول سياسات ستارمر.. هل تعود بريطانيا إلى أوروبا بطريقة غير مباشرة
هل تعود بريطانيا إلى أوروبا بطريقة غير مباشرة

كتبت: سهام إبراهيم علي حسن
ستارمر يسعى لإعادة ضبط العلاقة مع أوروبا وسط معارضة شرسة من اليمين والمحافظين
بينما يستعد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر للكشف عن اتفاق جديد مع الاتحاد الأوروبي خلال قمة مرتقبة في لندن، تتصاعد حدة المعارضة من جانب حزب الإصلاح اليميني والمحافظين، في ظل تجاذب سياسي حول مستقبل العلاقة مع أوروبا بعد “بريكست”.
ويسعى ستارمر من خلال القمة إلى تخفيف بعض آثار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عبر اتفاقية تشمل التعاون في مجالات الدفاع، والتوافق مع معايير الغذاء والصحة النباتية، وتسهيلات تجارية وتنقل الشباب، وسط توقعات بإشراف جزئي لمحكمة العدل الأوروبية.
لكن هذا التوجه يواجه هجومًا من زعيم حزب الإصلاح نايجل فاراج، الذي وصف الاتفاق المزمع بأنه “انزلاق نحو التراجع عن بريكست”، مهددًا بإلغائه عبر تشريعات حال فوز حزبه في الانتخابات العامة. كما وصف حزب المحافظين القمة بأنها “قمة الاستسلام”، واتهم ستارمر بمحاولة العودة إلى الاتحاد الأوروبي من “الباب الخلفي”.
في المقابل، تشير استطلاعات للرأي إلى دعم شعبي ملحوظ لبعض بنود الاتفاق، خاصة ما يتعلق بتنقل الشباب والتوافق مع معايير الأغذية الأوروبية.
ومن المقرر أن تُسفر القمة عن ثلاثة اتفاقات رئيسية: شراكة دفاعية، وتخفيف الحواجز التجارية، واتفاق بشأن الأغذية الزراعية. إلا أن قضايا مثل حقوق الصيد ومدة الاتفاقات تظل نقاط خلاف، خاصة مع معارضة فرنسية لأي تسويات قصيرة الأجل.
ويأمل ستارمر أن تعيد هذه الخطوات الثقة بين لندن وبروكسل، في وقت تزداد فيه الحاجة الأوروبية إلى تنسيق أوثق مع بريطانيا في ظل التغيرات الجيوسياسية، بينما يسعى لإقناع الداخل البريطاني بأن تحسين العلاقات لا يعني التخلي عن سيادة البلاد.