24 ساعة

هحكي عنك”… عندما تصبح الكاميرا صوتًا لمن لا يسمعهم الزهايمر

في مبادرة طلابية مؤثرة، قدم طلاب قسم علوم الاتصال والإعلام بكلية الآداب بجامعة عين شمس فيلمًا وثائقيًا دراميًا بعنوان “هحكي عنك” كمشروع لتخرجهم. يمثل هذا الفيلم نافذة بصرية عميقة على المعاناة اليومية لمرافقي مرضى الزهايمر، أولئك الذين يخوضون معركة صامتة مع فقدان الذاكرة، وكثيرًا ما تمر تضحياتهم دون أن يلتفت إليها الكثيرون.
يغوص الفيلم في تفاصيل دقيقة من حياة هؤلاء المرافقين، موثقًا لحظات الألم والانكسار التي يمرون بها، ولكنه في الوقت نفسه لا يغفل إبراز اللحظات المضيئة التي تنبع من الحب والصلابة والصبر الذي لا ينضب. من خلال عدسات طلابية شغوفة وقلوب واعية بثقل المسؤولية، يرسم “هحكي عنك” ملامح إنسانية صادقة لرحلة المقاومة اليومية ضد مرض يفتك بالذاكرة والهوية، ليصبح الفيلم بمثابة الصوت الذي يعبر عن تجاربهم.
رؤية إنسانية وفنية تلامس القلوب
لا يكتفي الفيلم بسرد تأثيرات المرض، بل يتبنى منظورًا إنسانيًا أعمق يركز على انعكاسات الزهايمر على المحيطين بالمريض. يستعرض كيف يحول الحب والوفاء مسيرة الألم إلى شهادة حية على قوة الروح الإنسانية وقدرتها على التكيف والاحتواء حتى في أحلك الظروف. وبين لقطات التعب والانهيار، تلتقط الكاميرا ببراعة لمحات أمل ودفء إنساني لا يُنسى.
جهد طلابي تحت إشراف أكاديمي متميز
“هحكي عنك” هو ثمرة عمل جماعي لطلاب الفرقة الرابعة بقسم علوم الاتصال والإعلام، وهم: أحمد يوسف، إشراقة محمد، أمل أشرف، جرجس عادي، حبيبة محرز، حنين محمد، رضوى أحمد، ريم محمود، شهد مجدي، ڤيبرونيا نشأت، نادين حسام، يارا أيمن، ياسمين إيهاب، يوسف أيمن، يوسف خالد، يوسف محمد.
وقد تم إنتاج الفيلم تحت إشراف أكاديمي وإداري مكثف من: أ.د/ حنان كامل (عميدة كلية الآداب)، أ.د/ هبة شاهين (عميدة كلية الإعلام)، أ.د/ محمد إبراهيم (وكيل كلية الآداب لشؤون التعليم والطلاب)، أ.م.د/ مي حمزة (المشرف على قسم الإعلام)، د/ نورهان حبيب، وم.م. هند علي.
رسالة مؤثرة تتجاوز الشاشة
يحمل “هحكي عنك” رسالة مؤثرة تتجاوز حدود العرض السينمائي، موجهة إلى المجتمع بأسره، للتذكير بأن خلف كل مريض زهايمر قصة حب وتفانٍ تستحق الدعم والتقدير. يؤكد الفيلم على أن الدعم النفسي والمجتمعي لهؤلاء المرافقين لا يقل أهمية عن أي علاج طبي، وأن الوعي بتحدياتهم هو الخطوة الأولى نحو تقديم العون اللازم.
بهذا العمل السينمائي، يثبت طلاب جامعة عين شمس أن الكاميرا يمكن أن تكون أداة قوية للتوعية والتأثير، وأن الفن الحقيقي هو الذي ينبض بالإنسانية ويسعى لإحداث تغيير إيجابي في المجتمع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى