تقاريرسياسة

قناة خلفية ساعدت في تأمين إطلاق سراح عيدان ألكساندر

اخبار نيوز بالعربي

كتبت: إسراء عبدالله
المصدر: تايمز أوف اسرائيل

كشف مصدر مطّلع ومسؤول فلسطيني لصحيفة ذا تايمز أوف إسرائيل أن قناة خلفية تولّى إدارتها وسيط من طرف ثالث لعبت دورًا حاسمًا في التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهينة الأميركي-الإسرائيلي عيدان ألكساندر.

وبحسب المصدرَين، فإن هذه القناة غير الرسمية تولّى إدارتها شخص غير حكومي، قام بنقل الرسائل بين قيادة حماس في قطر والمبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، دون الكشف عن هوية الوسيط.

تم فتح هذه القناة الخلفية الشهر الماضي، حيث حثّ الوسيط حماس على الإفراج غير المشروط عن ألكساندر، موضحًا للحركة أن هذه الخطوة ستُقابل بإيجابية كبيرة من إدارة ترامب، وقد تمهّد الطريق لأن تضغط واشنطن على إسرائيل من أجل قبول صفقة شاملة تُنهي الحرب في غزة مقابل إطلاق سراح باقي الرهائن — وهي صفقة ظل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرفضها حتى الآن، معتبرًا أنها ستُبقي حماس في السلطة.

وقد قاومت حماس، لأسبوع عدة، الإفراج عن ألكساندر دون مقابل، وطرحت عبر القناة الخلفية مقترحات تقضي باتخاذ إسرائيل خطوات معينة مقابل الإفراج عنه.

لكن الوسيط حذّر حماس الأسبوع الماضي من أن الوقت لا يصبّ في مصلحتها، وأكد أن عروضها لن تكون مقبولة، خاصة وأن إسرائيل تخطط لإطلاق عملية عسكرية واسعة قد تصل إلى إعادة احتلال تدريجي لقطاع غزة بمجرد انتهاء زيارة ترامب للمنطقة يوم الجمعة.

ومن المقرر أن يغادر ترامب يوم الإثنين إلى السعودية، على أن يزور قطر والإمارات، دون أن يمر بإسرائيل.

بحسب المصدرين، أبلغت حماس الوسيط خلال عطلة نهاية الأسبوع بأنها وافقت على إطلاق سراح ألكساندر دون مقابل، لكنها أرادت إيصال رسالة إلى ويتكوف بأن هذه الخطوة ليست “حدثًا منفردًا”، بل تعكس استعدادًا للعمل مع إدارة ترامب من أجل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة، يتضمن ترتيبات أمنية تضمن هدوءًا طويل الأمد إلى حين التوصل إلى تسوية نهائية للصراع.

كما أبلغت حماس الولايات المتحدة، عبر القناة الخلفية، أنها بحاجة إلى تحديد موقع ألكساندر، بعد أن كانت قد نشرت الشهر الماضي مقطع فيديو دعائي يظهره حيًا، ثم ادعت بعد يومين أنها فقدت الاتصال بآسريه إثر غارة جوية إسرائيلية.

وفي يوم الأحد، قالت حماس للوسيط إنها عثرت على ألكساندر وهي مستعدة للمضي قدمًا في الإفراج عنه.

وطلب الوسيط من حماس إبلاغ رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بالقرار.

بعد ذلك، تواصل رئيس الوزراء القطري مع ويتكوف لتأكيد المضي قدمًا في عملية الإفراج.

وبحسب مسؤول أميركي، أبلغ ويتكوف بعد ذلك نتنياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر بالتطور، ووافقت إسرائيل حينها على تعليق بعض عملياتها العسكرية مؤقتًا، بما في ذلك وقف مراقبة الطائرات المسيرة فوق القطاع، قبيل وخلال تنفيذ الإفراج عن ألكساندر يوم الإثنين.

وبعد تلقي الخبر من ويتكوف، سافر والدا ألكساندر من الولايات المتحدة إلى إسرائيل مساء الأحد، برفقة المبعوث الأميركي لشؤون الرهائن آدم بويلر.

من جهته، أصدر مكتب نتنياهو بيانًا صباح الإثنين قال فيه إن الإفراج عن ألكساندر تم نتيجة “الضغط العسكري الذي مارسه الجيش الإسرائيلي في غزة”، وأكد أن إسرائيل لم توافق على وقف إطلاق النار أو إطلاق سراح أسرى فلسطينيين مقابل ألكساندر، بل فقط على “توفير ممر آمن” يسمح بالإفراج عنه.

وفي بيان سابق نُسب إلى “مسؤول إسرائيلي”، قال مكتب نتنياهو إن إسرائيل ما زالت مستعدة لقبول ما يسمى بـ “مقترح ويتكوف”، والذي يقضي بإفراج حماس عن نصف الرهائن كدفعة أولى مقابل هدنة تستمر لعدة أسابيع، تُجرى خلالها محادثات حول شروط إنهاء دائم للحرب.

وكان من المفترض أن تُعقد مثل هذه المحادثات في إطار الاتفاق السابق الذي تم التوصل إليه في يناير، لكن نتنياهو امتنع عن المشاركة في تلك المفاوضات، تحت ضغط شركائه اليمينيين المتشددين الذين هددوا بإسقاط حكومته إن وافق على إنهاء الحرب.

وبناء على ذلك، أصرت حماس على الحصول على ضمانات قوية، مثل صدور قرار من مجلس الأمن الدولي، لضمان التزام إسرائيل بالمحادثات والموافقة على إنهاء الحرب.

وبالإضافة إلى إطلاق سراح الرهائن، تطالب إسرائيل حماس بتفكيك قدراتها العسكرية والحكومية بالكامل.

في المقابل، قالت حماس إنها مستعدة للتخلي عن السيطرة على القطاع لصالح لجنة مستقلة من التكنوقراط الفلسطينيين، لكنها لم توافق حتى الآن على مطلب نزع السلاح بشكل دائم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى