مجتمع

أطفال الشوارع بين المصير …. والإختيار

كتبت : شيماء بنعبيد

تعتبر ظاهرة اطفال الشوارع احدى القنابل الموقوتة التي تهدد المجتمع ووفقا لهذا التحقيق سنعرض التفاصيل حول أسبابها , أضرارها والحلول المقترحة للتخفيف من هذه الظاهرة.

تعريف اطفال الشوارع:

الطفل الذي أصبح الشارع مسكنه المعتاد أو مصدر رزقه؛ والذي لا يحظى بالحماية الكافية أو الإشراف أو التوجيه من قبل البالغين المسؤولين
وقد قسمت اليونيسف أطفال الشوارع لثلاث فئات:

قاطنون بالشارع: وهم الأطفال الذين يعيشون في الشارع (بصفة عامة بما يضمه من مبان مهجورة، حدائق عامة وأماكن أخرى) وهم أطفال يعيشون في الشارع بصورة دائمة أو شبه دائمة بلا أسر وعلاقاتهم بأسرهم الأصلية إما منقطعة أو ضعيفة جدا.
عاملون بالشارع: هم أطفال يقضون ساعات طويلة يوميا في الشارع في أعمال مختلفة غالبا تندرج تحت البيع المتجول والتسول. وأغلبهم يعودون لقضاء الليل مع أسرهم و في بعض الأحيان يقضون ليلهم في الشارع.
أسر الشوارع: أطفال يعيشون مع أسرهم الأصلية بالشارع.
وقد قدر عددهم ب 100 مليون طفل شوارع حول العالم، ولكن بما أن هذا التقدير يعود إلى عام 1989، فهو قديمٌ جدًا.

الأسباب وراء ظاهرة اطفال الشوارع:

في ظل تزايد العدد يجدر البحث عن الأسباب التي آلت بهذا الطفل الى الشارع ومن أهمها وأكثرها هو الاختلال الوظيفي للأسرة في شكل إهمال الوالدين والاعتداء البدني أو الجنسي وتعاطي المخدرات بين أفراد الأسرة والعنف الأسري إضافة الى تزايد حالات الأطفال المتخلى عنهم نتيجة العلاقات الغير الشرعية أوالإغتصابات .
الفقر, وهو ضمن الأسباب الشائعة للجوء الى الشارع وإتخاده مأوى .
إضافة الى اليتم, وهو يتمثل في فقدان احدى الابوين او كلاهما ليصبح الشارع الحل الوحيد ,نظرا لغياب المعايير المطلوبة لدور الأيتام وجعل الإختيار بين نارين.
كما يفترض ان تكون دور الأيتام و دور الإيواء الخيار والمكان الأنسب للحد من هذه الظاهرة الى أن الاهمال والفساد قد حال بين ذلك لتسجل حالات الهروب بدلا من الايواء .
ووفقا لكل هذه الأسباب اصبح الحال على ما هو عليه حاليا فباتت الشوارع تعج بأطفال يفترشون الأرض ولحافهم السماء فمنهم من يمتهنون التسول واخر اتخذوا الإجرام ملاذا بينما يموت المئات بشدة المرض والبرد فهم أكثر عرضة للمرض عن غيرهم لما يواجهونه من إهمال.

وهذه قائمة لأكثر الامراض شيوعا :

التسمم الغذائي: ويحدث للأطفال نتيجة أكل أطعمة فاسدة انتهت صلاحيتها للاستخدام الآدمي
الجرب : فالكثير من أطفال الشوارع مصابون بالجرب لغياب سبل النظافة والتعقيم.
التيفود: وهو مرض منتشر بين أطفال الشوارع نتيجة تناول خضروات غير مغسولة يجمعها أطفال الشوارع من القمامة أو بسبب تناول وجبة طعام تجمَّع عليها الذباب.
الملاريا: نتيجة لأن أطفال الشوارع معرضون لكميات هائلة من الناموس الناقل للملاريا أثناء نومهم في الحدائق العامة ليلاً دون أغطية تحميهم.
الأنيميا: يصاب أطفال الشوارع بالأنيميا نتيجة عدم تنوع واحتواء الوجبات التي يأكلونها على جميع المتطلبات الضرورية لبناء الجسم نتيجة فقرهم وعدم توفر نقود لديهم. كحة مستمرة وتعب في الصدر: وذلك نتيجة استنشاق أطفال الشوارع لعوادم السيارات و لتعرضهم لها طوال اليوم بالإضافة إلى تدخينهم السجائر وتعرضهم لنزلات البرد في الشتاء نتيجة بقائهم في الشارع.

الحلول المقترحة :

ويظل البحث عن حلول لإنقاد هؤلاء الأطفال غاية يطمح لها العالم أجمع وقد أطلقت بالفعل العديد من المبادرات الدولية والحكومية للحد من هذه الظاهرة بإدماج اطفال الشوارع بالمؤسسات التعليمية والتكوينية إضافة الى بناء العديد من دور الإيواء واحتوائها على الرعاية الخاصة وتجنيد عدد من المستشفيات لعلاج الإدمان لخدمة الأطفال المدمنين إضافة الى إنشاء عدة جمعيات تهتم بالطفل وتسعى لخلق جو صحي ينعم به .
الى أن كل هذا لم يكن كافيا فأصبح الوضع يحتاج الى تظافر الجهود لكافة المجتمع والوعي بخطورة المسألة وتبعياتها وجعل كل مواطن يخضع للتكوين النفسي وتأطيره لمساعدة الأطفال كما نطمح لإدماج المدارس التعليمية ليكون للأطفال تكوينا توعويا لمساعدة أطفال الشوارع وجعلهم عونا لبعضهم.

موضوعات ذات صلة:

فى إطار الاستمرار للتصدى لظاهرة الاشغالات والتعديات بحى غرب شبرا الخيمة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى