
كتب:مؤمن علي
بدأ الرئيس السوري أحمد الشرع بالفعل نحو كسر طوق العزلة الدولية المفروضة على بلاده، من خلال جهود دبلوماسية متسارعة تستهدف التقارب مع الولايات المتحدة وتخفيف وطأة العقوبات الغربية التي أثقلت كاهل الاقتصاد السوري لأكثر من عشر سنوات.
وكشفت مصادر مطلعة أن الشرع، مدعومًا من أطراف عربية ودولية وشخصيات أميركية نافذة، يسعى للوصول إلى صيغة تفاهم تفتح الباب للقاء محتمل مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب خلال جولته المرتقبة في المنطقة.
وتتركز الخطة السورية على إغراء واشنطن بحزمة من العروض التي تمزج بين المصالح الاقتصادية والرسائل السياسية المرنة.
وتتضمن المبادرة السورية ثلاثة محاور رئيسية: السماح ببناء برج ترامب في وسط العاصمة دمشق كمؤشر رمزي على انفتاح اقتصادي، وتهدئة التوتر القائم مع إسرائيل عبر إجراءات ميدانية وسياسية مدروسة، إضافة إلى منح الشركات الأميركية أولوية في عقود استثمار الطاقة والثروات الطبيعية داخل سوريا.
ورغم الطابع الجريء للمبادرة، إلا أن واشنطن لم تبدِ حماسة كبيرة. وأشارت مصادر من داخل الإدارة الأميركية إلى أن الخطوات المقترحة ما زالت دون الحد الأدنى المطلوب لإحداث تغيير جوهري في العلاقة.
كما رفعت وزارة الخزانة الأميركية من سقف الشروط، لتضع أكثر من 12 شرطًا أمام دمشق، أبرزها إقصاء المقاتلين الأجانب من مفاصل الجيش السوري.
ويأمل الشرع أن تُفضي هذه المبادرات إلى إعادة تموضع سوريا في الخارطة الإقليمية، إلا أن مراقبين يرون أن تحقيق لقاء مع ترامب لا يزال مستبعدًا، في ظل تردد الإدارة الأميركية وتعقيدات الملف السوري وتشابك مصالح الأطراف الدولية المعنية.