
كتبت: إسراء عبدالله
المصدر: يديعوت احرونوت
سارعت متحدثة باسم وزارة الخارجية الإماراتية إلى نفي الأنباء التي نُشرت عن وساطة أبو ظبي في محادثات “غير رسمية” بين إسرائيل وسوريا.
لكن بعد ساعات قليلة، فاجأ الرئيس السوري أحمد الشرع (الجولاني)، وأثناء زيارته لفرنسا، وأكد أن هناك بالفعل “محادثات غير مباشرة”، حسب تعبيره، بين الإسرائيليين والسوريين “بوساطة دولة ثالثة” لم يسمها، وتبين أنها الإمارات.
القصد – كما أوضح الرئيس السوري في فرنسا – هو مناقشة الأمور الأمنية.
وفقًا لمصدر تلقى تقريرًا عن المحادثات، التي يشارك فيها أكاديميان إسرائيليان بخلفية أمنية وثلاثة من مقربي الرئيس السوري، فقد عُقدت حتى الآن ثلاث جولات، جرت في مقر إقامة خاص لأحد الشخصيات الرئيسية في حكومة إمارة أبو ظبي.
على عكس المفاوضات الأمريكية-الإيرانية، لم يجلس الإسرائيليون والسوريون في غرف منفصلة، بل حول طاولة واحدة وُضع عليها ضيافة فاخرة، بهدف خلق جو مريح.
قال مصدر إسرائيلي، أن هذه “محادثات استكشافية غير ملزمة”، حيث يقدم كل طرف “تقريرًا للقيادة العليا”.
وتبين أن المشاركين السوريين في المحادثات اشتكوا من نشاط الجيش الإسرائيلي داخل الأراضي السورية، واحتلال التلال التسع التي ترفض إسرائيل إخلاءها حتى الآن.
وطلبوا من إسرائيل أن تتيح للرئيس السوري “تثبيت نظام داخلي جديد في سوريا”، كما اشتكوا من الوضع الاقتصادي الصعب.
وفي الجولة الأخيرة، استشهدوا بالرئيس السوري الذي يؤكد باستمرار أن سوريا ليس لديها مصلحة في إثارة صراعات مع جيرانها، بما في ذلك إسرائيل – وهو يوضح ذلك صراحة.
وفي إسرائيل، يلاحظون أنه على عكس سلفه بشار الأسد، فإن الرئيس السوري الجديد يشير في تصريحاته العلنية إلى “دولة إسرائيل”، وليس “الكيان الصهيوني”.
بالتوازي مع الاتصالات السرية في أبو ظبي، جرت أيضًا اتصالات أولية بين خبراء إسرائيليين ومسؤولين في الاقتصاد والأمن ومستشاري الرئيس السوري الجديد ووزير الخارجية.
وجرت الاتصالات مؤخرًا في مؤتمرين في أوروبا، وفي أحدها، أظهر أعضاء الوفد السوري دفئًا واحتضانًا تجاه الإسرائيليين.
أعضاء الوفد السوري الستة، الذين حصلوا على موافقة رسمية من دمشق للمشاركة في الاجتماع، قدموا صورة قاتمة عن الوضع في سوريا، لكنهم أصرّوا على القول: “أعطوا الرئيس الجديد وفريقه فرصة للعمل، وسوف تكتشفون توجهه نحو السلام مع جميع الجيران، بما في ذلك إسرائيل”.
وأكد أحد أعضاء الوفد السوري مرارًا لمراسلة “يديعوت أحرونوت”: “حقيقة أننا أخرجنا الإيرانيين من سوريا ولن نسمح لهم بالعودة ليست فقط دليلاً قويًا، بل أيضًا رسالة واضحة لإسرائيل حول مواقف الحكومة السورية الجديدة”.
وإن “سوريا لا تنوي أن تشكل تهديدًا لأي من جيرانها، بما في ذلك إسرائيل”.
وردّ أعضاء الجانب الإسرائيلي: “هذه بالتأكيد تصريح إيجابي، لكنه ليس كافيًا”.