سياسة

جاريد كوشنر يقدّم نصائح سرية لإدارة ترامب قبيل زيارة الشرق الأوسط

اخبار نيوز بالعربي

كتبت: إسراء عبدالله
المصدر: سي إن إن

بينما يستعد الرئيس دونالد ترامب لأول جولة خارجية كبرى في الشرق الأوسط ضمن ولايته الثانية، لجأ عدد من مسؤولي إدارته في السر إلى شخصية مألوفة لمساعدتهم في التعامل مع المنطقة: جاريد كوشنر.

كوشنر، صهر الرئيس والذي شغل منصب كبير مفاوضي الشرق الأوسط في الولاية الأولى، بنى علاقات عميقة مع قادة المنطقة.

وأكدت مصادر من داخل إدارة ترامب ومقربون من كوشنر لـCNN أنه يقدّم مشورة غير رسمية للمسؤولين بشأن التفاوض مع القادة العرب.

ورغم أنه من غير المتوقع أن يرافق ترامب في رحلته، فقد لعب دورًا رئيسيًا في المناقشات مع دول عربية — بما في ذلك السعودية — حول توقيع اتفاقيات تطبيع مع إسرائيل.

الهدف الأساسي للرحلة، بحسب المصادر، هو التوصل إلى “اتفاقيات اقتصادية” مع السعودية وقطر والإمارات، من شأنها تعزيز استثماراتهم في الولايات المتحدة.

لكن كوشنر ومستشاري ترامب يعملون أيضًا في الخفاء على هدف أوسع: توسيع اتفاقات أبراهام، التي وقعت في ولاية ترامب الأولى.

قال أحد كبار مسؤولي البيت الأبيض: “هذا الموضوع مطروح للنقاش.”

كان كوشنر محوريًا في إقناع الإمارات بتوقيع اتفاق التطبيع عام 2020، وهو الآن يوجّه الفريق بشأن التفاوض مع القادة السعوديين.

ولم يُكشف سابقًا عن دوره الاستشاري هذا.

مصادر مطلعة على المحادثات قالت إن الإدارة لا تتوقع توقيع اتفاق مع السعودية في هذه الزيارة، لكنها ترى أن اللقاءات المباشرة بين ترامب والقادة السعوديين فرصة لتحقيق تقدم.

قال مسؤول كبير: “نتوقع أن توقّع دول أخرى أولاً قبل السعودية”، مشيرًا إلى وجود محادثات مع “عدد واسع من الدول”.

البيت الأبيض يعتبر كوشنر شخصية حاسمة في إنجاح هذه الاتفاقات. وقال مسؤول آخر: “عندما يتعلق الأمر بالشرق الأوسط، فإن جاريد خبير.

يعرف اللاعبين جيدًا، وهو من القلة الذين يحظون بثقة القادة العرب والإسرائيليين.”

لكن بعض النقاد والدبلوماسيين السابقين يشيرون إلى تضارب محتمل في المصالح، نظرًا لأن كوشنر يمتلك مصالح تجارية في المنطقة.

فبعد خروجه من البيت الأبيض، أسس شركة استثمارية Affinity Partners، تلقت تمويلًا كبيرًا من صناديق سيادية خليجية.

قال ستيفن تشيونغ، مدير الاتصالات بالبيت الأبيض، في بيان لـCNN: “قاد السيد كوشنر بعضًا من أعظم إنجازات الإدارة الأولى، بما فيها اتفاقات أبراهام التاريخية.

لا شك أن الإدارة تُقدّر خبرته وترحب بمشورته.”

تحديات جديدة في الشرق الأوسط:

منذ ولاية ترامب الأولى، تغيّرت ديناميات المنطقة كثيرًا. فهجمات حماس في 7 أكتوبر 2023 والحرب في غزة خلقت شرخًا جديدًا بين إسرائيل وجيرانها العرب.

وقد أعلن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بوضوح أن السعودية لن تطبّع علاقاتها مع إسرائيل إلا بعد تحقيق مسار واضح لدولة فلسطينية وإنهاء الحرب في غزة — وكلا الشرطين لا يبدو وشيكًا.

اتفاق الهدنة في غزة، الذي نسب ترامب الفضل لنفسه في تحقيقه ببداية ولايته، بات في حكم المنهار.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن مرحلة جديدة أكثر عنفًا في الحرب، قد تبدأ بعد انتهاء زيارة ترامب، بحسب مصادر إسرائيلية.

كيف يخطط ترامب لتقريب وجهات النظر مع بن سلمان؟

تقول مصادر مقربة من كوشنر إنه يؤمن بوجود مقترحات يمكن أن تليّن الموقف السعودي دون الحاجة إلى إعلان مباشر لدولة فلسطينية، لكنهم امتنعوا عن ذكر تفاصيل.

لدى كوشنر علاقة شخصية قوية مع ولي العهد السعودي، وغالبًا ما تواصلا عبر تطبيق واتساب خلال إدارة ترامب الأولى، وما زالا على تواصل مستمر.

قال أحد كبار المسؤولين: “جاريد فكّر طويلًا في الأمر.

لديه رؤية غير تقليدية. يعتقد أنه يمكن حل هذه العقدة أمام السعوديين وإقناعهم بالتحرك نحو التطبيع.”

مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الذي يشرف أيضًا على ملفات التفاوض مع روسيا وإيران، قال هذا الأسبوع خلال مناسبة في سفارة إسرائيل بواشنطن: “نتوقع توسيع اتفاقات أبراهام قريبًا.

قد نُعلن عن بعض الاتفاقات أو الكثير منها في وقت قريب جدًا.”

من سيرافق ترامب في الرحلة؟

يرافق الرئيس وفد رفيع يضم وزراء ومسؤولين كبار، من بينهم:
وزير الخارجية ماركو روبيو
وزير الدفاع بيت هيغسيث
وزير الخزانة سكوت بيسينت
وزير التجارة هوارد لوتنيك
كبير موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز ونوابها

قال مسؤول: “الكثيرون أرادوا أن يكونوا جزءًا من هذه الرحلة.”

أما كوشنر، فلن يرافق الوفد، ولا يملك أي منصب رسمي، لكنه لا يزال فاعلًا في الكواليس.

قال أحد المسؤولين: “هو مرتاح لدوره غير الرسمي.

يفضل العمل في الظل إلى أن يتحقق شيء ملموس يمكنه التفاخر به.”

جزء من مشاركته يعود إلى علاقته الشخصية الوثيقة مع ويتكوف ووفق مصادر، فإن الاثنين في تواصل دائم منذ عودة ترامب، ويقدم كوشنر نصائح لويتكوف بشأن التعامل مع القادة العرب.

قال مسؤول: “ساعد ستيف على التواصل مع الشخصيات المهمة، وقدم له رؤى مهمة.”

وأضاف آخر: “هو أكبر داعم لويتكوف، ويساعده على فهم القضايا والتعامل مع الشخصيات.”

وكان كوشنر قد حضر حفل أداء اليمين لويتكوف في البيت الأبيض يوم الثلاثاء.

كما التقى أحيانًا بروبيو، الذي يشغل أيضًا منصب مستشار الأمن القومي المؤقت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى