كتب:مؤمن علي
أثار كاريكاتير نشرته السفارة الأميركية لدى اليمن على حسابها الرسمي بمنصة “إكس” (تويتر سابقًا)، حالة واسعة من الجدل بين المتابعين، بعد أن تضمن صورة رمزية ذات طابع ساخر، اعتبرها البعض رسالة سياسية مبطنة تجاه جماعة الحوثي والوضع الراهن في البلاد.
وجاء في المنشور المثير للجدل تعليق السفارة: “في بعض الأحيان، تكون الحقيقة واضحة جدًا ولا يمكن إخفاؤها”، مرفقًا بصورة كاريكاتورية تظهر رجلًا يقف بجوار سيارة عالقة في الرمال، ويوجه سؤالًا لصاحبها: “سيارتك غرزت يا أخي؟”، ليرد الأخير بكلمة مقتضبة: “مدري”، في تعبير يوحي بالارتباك أو الإنكار.
هذا المشهد البسيط حظي بتفسيرات متعددة على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ رأى كثيرون أنه يشير إلى مأزق جماعة الحوثي بعد سلسلة من الضربات الجوية الأميركية، والتي جاءت ردًا على هجمات الحوثيين المتكررة على الملاحة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
عدد من المتابعين ذهبوا إلى اعتبار الكاريكاتير رمزًا لحالة الجمود التي تمر بها الجماعة، سواء عسكريًا أو سياسيًا، في حين سخر آخرون من الرد الغامض في الصورة، معتبرين أنه يعكس تخبط الحوثيين تجاه التطورات الأخيرة.
ويأتي هذا التفاعل في سياق إعلان سلطنة عمان عن اتفاق تم التوصل إليه بين الولايات المتحدة والحوثيين لوقف إطلاق النار، بما يشمل إنهاء الهجمات على السفن الأميركية، وهو ما أكدته الخارجية الأميركية، مشيرة إلى أن الحوثيين أبدوا رغبة في التهدئة عبر وساطة عمانية.
في السياق ذاته، صرّح الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، بأن الحوثيين طلبوا وقف الغارات، مؤكدًا أنهم “لم يعودوا يرغبون في القتال”.
وأضاف أن الولايات المتحدة ستوقف العمليات العسكرية في اليمن، بشرط التزام الحوثيين بعدم تهديد طرق الملاحة الحيوية في المنطقة.
تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه المنطقة تصعيدًا غير مسبوق، فيما تنتظر الأطراف الدولية التزامًا عمليًا من الحوثيين، في ظل تأكيدات أميركية أن الحكم سيكون على الأفعال لا الأقوال.
