
كتب: مؤمن علي
تشهد مفاوضات البرنامج النووي الإيراني تطوراً لافتاً، في ظل تسريبات جديدة كشفت عنها وكالة “رويترز” حول وجود “إطار أولي” لاتفاق محتمل بين طهران وواشنطن، مستند إلى اتفاق 2015 مع تعديلات تشمل رقابة مشددة وتمديد مدة الاتفاق إلى 25 عاماً.
هذه المستجدات أعادت فتح الجدل بشأن ما إذا كان الاتفاق المنتظر يمثل حلاً دائماً أم مجرد هدنة مؤقتة، خاصة في ظل تأرجح المواقف بين المسار الدبلوماسي والخيار العسكري.
خطوات تهدئة إيرانية.. ونفي رسمي
وبحسب “رويترز”، عرضت إيران وقف تصنيع الصواريخ القادرة على حمل رؤوس نووية كخطوة تهدئة تجاه الغرب، غير أن طهران سارعت إلى نفي وجود اتفاق وشيك.
مدير مركز الدراسات الاستراتيجية الإيرانية، مصدق بور، رجّح خلال مقابلة مع “سكاي نيوز عربية” التوصل إلى اتفاق قريب، لكنه دعا إلى عدم رفع سقف التوقعات، مرجحاً أن يكون الاتفاق “جزئياً ومرناً” نظراً للطبيعة المتقلبة للقرار الأميركي.
اتفاق مُعدّل برؤية رقابية صارمة
المعطيات تشير إلى أن النسخة المطروحة من الاتفاق تتضمن:
خفض تخصيب اليورانيوم إلى 3.67%.
تصدير الكميات المخصبة بنسبة 60%.
تقليص عدد أجهزة الطرد المركزي.
فتح المجال أمام رقابة موسعة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية وربما مراقبين أميركيين.
مصدق بور يرى أن إيران لا تعتبر هذه الخطوات تراجعاً، بل “جزءاً من تكتيك تفاوضي” يهدف للحصول على اعتراف دولي ببرنامجها النووي السلمي وبرنامجها الصاروخي الدفاعي.
اعتراض إسرائيلي وتحذير من تكرار التجربة
في المقابل، اعتبرت إسرائيل أن الاتفاق المقترح لا يلبي مطالبها، ووصفته بأنه “نسخة مشددة من اتفاق 2015 غير الكافي”، مشددة على مطلبها الثابت: “صفر تخصيب وتفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل”.
المستشار السابق في وزارة الدفاع الإسرائيلية، ألون أفيتار، قال لقناة “سكاي نيوز عربية” إن الحكومة الإسرائيلية تدرس ثلاثة سيناريوهات:
1. الضغط على واشنطن لإعادة صياغة الاتفاق.
2. تكثيف العمليات الاستخباراتية ضد المشروع النووي الإيراني.
3. التحرك العسكري في حال فشل الخيارين السابقين.
وبرغم قدرة إسرائيل على توجيه ضربات محدودة، شدد أفيتار على أن أي عملية واسعة لن تُنفذ دون تنسيق مع الولايات المتحدة.
ورقة غزة في حسابات نتنياهو
من جهتها، أكدت وكالة “أسوشيتد برس” أن واشنطن أبلغت تل أبيب رفضها دعم أي ضربة عسكرية ما دامت المفاوضات مستمرة.
ويواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضغوطاً داخلية، وسط مخاوف من عزلة دبلوماسية إذا تجاوز الموقف الأميركي.
في المقابل، قلّل مصدق بور من التهديدات الإسرائيلية، واصفاً إياها بـ”أضغاث الأحلام” المرتبطة بحسابات نتنياهو الداخلية، مؤكداً استعداد طهران للرد على أي تحرك، بما في ذلك استخدام الصواريخ الباليستية الطويلة المدى إذا استدعت الضرورة.