
كتب: معتصم إبراهيم
تحوّلت العلاقة بين جماهير النادي الأهلي والمدير الفني السويسري مارسيل كولر من قصة حب وتقدير إلى حالة من الغضب والاستياء، وذلك بعد سلسلة من النتائج المخيبة للآمال، كان آخرها التعادل المُحبط أمام صن داونز والخروج من دوري أبطال إفريقيا.
البداية المبهرة مع الفريق
منذ أن تولى مارسيل كولر تدريب الأهلي في سبتمبر 2022، استطاع أن يفرض اسمه سريعًا في قلوب جماهير القلعة الحمراء بفضل النتائج القوية والبطولات التي حققها، والتي كان أبرزها التتويج بلقب دوري أبطال إفريقيا، والدوري المصري الممتاز، وكأس مصر، فضلًا عن تحقيق نتائج مشرّفة في كأس العالم للأندية.
تلك النجاحات جعلت كولر يحظى بثقة كبيرة من جمهور الأهلي، الذي اعتبره الرجل المناسب في المكان المناسب، خاصة مع إشادته المتكررة بمصر وجماهير الأهلي وارتياحه للعمل داخل المنظومة.
انتقادات واسعة ونسيان الماضي
لكن كرة القدم لا تعترف بالماضي، ومع بداية الموسم الحالي، بدأت الانتقادات تتصاعد تجاه كولر بسبب تذبذب أداء الفريق، والإصرار على بعض الخيارات الفنية التي أثارت الجدل، مثل التبديلات المتأخرة والاعتماد على أسماء بعينها رغم تراجع مستواها، بالإضافة إلى تراجع الأداء الجماعي للفريق، وغياب الهوية الهجومية في بعض المباريات.
و في مباراة صن داونز الاخيرة امس، حيث فشل الأهلي في اقتناص الفوز داخل ملعبه وجماهيره ، وسط أداء باهت وقرارات فنية مثيرة للجدل وتوديع البطولة من الدور قبل النهائي .
ومع إطلاق صافرة النهاية، عبّرت بعض الجماهير عن غضبها بقذف الزجاجات تجاه كولر، في مشهد غريب على العلاقة التي لطالما كانت دافئة بين الطرفين.
ردود فعل الجماهير بعد المباراة
رغم أن البعض من الجماهير لا يزال يتمسّك بالهدوء ويدعو لعدم التسرع في الحكم على كولر، إلا أن الأصوات المطالبة برحيله بدأت تتصاعد على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة مع ضغط المباريات القادمة وصعوبة مشوار الفريق في البطولة الإفريقية.
كولر الذي دائمًا كان يُردد: العلاقة بيني وبين الجمهور تسعدني، أحاول دائمًا أن أسعدهم، الحياة قاسية، لا أحد يجد الفرحة بسهولة، أحاول أداء حركات الدعابة التي تصل للجمهور وتسعدهم.
مارسيل كولر الذي كان يومًا ما “الأب الروحي” في نظر الجماهير، يجد نفسه الآن في موقف صعب يهدد مستقبله مع الأهلي،فالجماهير التي رفعت صورته وهتفت باسمه، لا تتردد اليوم في انتقاده علنًا.. وفي عالم الكرة، المسافة بين القمة والقاع لا تُقاس إلا بالنتائج فقط.