سياسة

كذبة نتنياهو الفجة توقع إسرائيل في الفخ!!

اخبار نيوز بالعربي

كتبت: إسراء عبدالله
المصدر: معاريف

مرة أخرى يجرّ الدولة بأكملها إلى الفخ نفسه: بيان عن “تصريح خاص” مساء السبت، أثار ذعر عائلات المختطفين وتوقعات الجمهور لينتهي الأمر بلا شيء سوى وعود جوفاء.

بنيامين نتنياهو حاول إعادة تسخين أكذوبة “النصر المطلق”، بينما يحاول استعادة السيطرة على الأجندة التي تفلت منه.

كانت هذه معركة دفاع، خاصة مع تصاعد الانتقادات ضده حتى في معاقله. حتى عائلات منتدى “أمل” فقدت الأمل وأدركت أنها تُخدع. فحاول نتنياهو الرد بحيلة مضادة.

“لن أستسلم للقتلة الذين ارتكبوا أبشع مذبحة ضد الشعب اليهودي منذ الهولوكوست، لأن ذلك سيعرض أمن الدولة للخطر”، هكذا قال أمس.

والرد عليه: لقد استسلمت لهم طوال 17 عامًا! اليوم مرت 3 سنوات و6 أيام على تلك المقابلة مع مستشار الأمن القومي السابق، مئير بن شبات، حيث كُشف عن تلك الرسالة الشهيرة من يحيى السنوار (زعيم حماس) لرئيس الوزراء الذي أطلقه سراحه مع ألف سجين آخر من السجن.

“خذ مخاطرة محسوبة”، هكذا كتب قائد حماس لرئيس الوزراء الذي حرره.

وبالفعل، أخذ نتنياهو “مخاطرة محسوبة” الرهان فشل وكلف آلاف الأرواح. والآن يعلن فجأة أنه لن يستسلم! بعد أن هرب القتلة من الأسر وذبحوا شعبه.

تصريحه تضمن بالطبع أكاذيب أخرى، كادعاء أن البعض عارض عمليات إيران أو عملية “أجهزة الاستدعاء(البيجرز)”.

تحدث وكأن الجيش لم يحارب في غزة منذ عام ونصف، وكأن 20 ألف مسلح و30 ألف مدني لم يُقتلوا بعد! وكأن حماس تشكل تهديدًا حقيقيًا لمذبحة أخرى قريبًا!

هو يعرف الحقيقة: الحرب على الإرهاب (وخاصة حماس) معركة مستمرة لا تنتهي بصورة “نصر مطلق”.

ففي الضفة الغربية، القتال مستمر منذ “الجدار الواقي”. يعرف أننا نعلم أن السبب الوحيد لعدم دخوله “المرحلة الثانية” من الصفقة (التي صممها ووقعها بنفسه) هو سمورتس وبين غفير.

إنه يرمي المختطفين تحت العجلات من أجل بقائه في السلطة. هذه هي الحقيقة الوحيدة.

الدليل: في الجبهة الشمالية (حيث العدو أكثر خطورة وهُزم بشكل أقل حسمًا من حماس)، وافق على اتفاقية وأنهى الحرب! الآن يحاول تفسير رفضه بالادعاء أن حماس تطلب “ضمانات دولية” تمنع إسرائيل من إكمال المهمة.

نتنياهو يأخذ “الضمانات الدولية” على محمل الجد! بينما كان يسخر منها كلما عُرضت عليه مقابل أي اتفاق. يعلم أنه لا توجد ضمانات تمنع إسرائيل من استئناف الحرب عند أول فرصة (وستأتي الفرص مرتين يوميًا!). يعلم أن ترامب لن يسمح لمجلس الأمن بفرض عقوبات. يعلم أن الأولوية هي استعادة المختطفين (وهو المسؤول المباشر عن التخلي عنهم)، ثم مواصلة الحرب. رغم علمه بكل هذا، يقدمهم قربانًا بدم بارد لشعارات فارغة.

في الملف الإيراني القصة مشابهة، لكن بلا مختطفين. لقد تلقى دشًا باردًا في واشنطن بعد كشف المفاوضات المباشرة بين أمريكا وإيران.

كل المؤشرات تُظهر أن الاتفاق لن يكون “على الطريقة الليبية”، وأن الأمريكيين مستعدون لتقديم تنازلات كبيرة.

لحسن حظ نتنياهو أن قادة المعارضة الحاليين ليسوا مثله! عندما دخل بايدن في مفاوضات مع إيران، هاجم نتنياهو بينت ولابيد بشراسة: “كيف سمحوا بذلك؟”. والآن، وهو في السلطة، يبدو الأمر أسهل!

بينما يرمي المختطفين تحت العجلات، ألقى متحدثه الصحفي (د. عمر دستري) إيلي فلدشتاين تحت عجلات الإعلام!(المتهم في قضية قطر جيت) في مقابلة مع “لقاء الصحافة”، زعم دستري أن فلدشتاين لم يعمل في مكتب نتنياهو، وأنه “فشل في تحقيق أمني” قبل 6 أشهر من اعتقاله، وأنه كان يوجه الصحفيين من تلقاء نفسه.

هذه مجموعة نادرة من الأكاذيب حتى بمعايير “الببيستية”! (مؤيدي نتنياهو ..بيبي)، فلدشتاين عمل في المكتب حتى يوم اعتقاله، وكان مقربًا من نتنياهو أكثر من دستري نفسه. الحقيقة أن فلدشتاين ويوناتان أوريش هما من جلبا دستري إلى المكتب ليكون “مهرجًا” يجيب على أسئلة الصحفيين المزعجة!

في رد محامي فلدشتاين، ظهر جزء بسيط من جبل الجليد الذي قد يُغرق المكتب: هناك مئات الرسائل تثبت أن فلدشتاين عمل تحت إشراف نتنياهو مباشرة، وأن كل أفعاله كانت بتفويض منه. الصورة تتضح مع الوقت: فلدشتاين هو “كبش الفداء” الذي تم التضحية به. كان أداة في يد كبار المكتب، وعندما انكشفت المؤامرة، تم التخلص منه. لكن يبدو أنه هذه المرة… لا ينوي الانصياع بهدوء للذبح!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى