تعليم

اختيار التخصص الجامعي بين رغبة الطالب وتدخل الأهل.. كيف يقرر الشباب مستقبلهم؟

اختيار التخصص الجامعي بين رغبة الطالب وتدخل الأهل.. كيف يقرر الشباب مستقبلهم؟

كتب / عبدالرحمن فتحي عبدالنعيم

يعد اختيار التخصص الجامعي من أهم القرارات التي يتخذها الطلاب بعد المرحلة الثانوية، فهو يحدد مسارهم المهني والمستقبلي، ومع ذلك يواجه العديد من الشباب مشكلة التدخل العائلي في تحديد مسارهم الدراسي.

حيث يصر بعض الأهالي على توجيه أبنائهم إلى كليات معينة، بغض النظر عن ميولهم الشخصية، فهل من حق الأهل فرض تخصص معين على أبنائهم؟ وكيف يمكن للطلاب التوفيق بين رغبتهم الشخصية وإرضاء والديهم؟

في هذا السياق، أجرينا استطلاع رأي لمعرفة وجهات نظر الشباب حول هذه القضية المهمة، والتحديات التي تواجههم في اختيار تخصصهم الجامعي.

التخصص الجامعي
التخصص الجامعي

وكانت البداية مع تقى رفعت عاطف، الطالبة بكلية الحاسبات والمعلومات الفرقة الثالثة بجامعة كفر الشيخ، حيث أكدت أن القرار بشأن اختيار التخصص الجامعي يجب أن يكون في يد الطالب نفسه، وليس الأهل.

وأوضحت قائلة: “من حق الأهل تقديم التوجيه والنصح، وإبداء آرائهم حول التخصص الذي يرونه مناسبًا، ولكن في النهاية، ينبغي أن يكون الاختيار للطالب، فهو الذي سيكمل مسيرته الدراسية والمهنية بناءً على هذا القرار.”

كما أضافت، أن اختيار التخصص أمر شخصي للغاية، ويعتمد على ميول الطالب وقدراته، مؤكدة أن “إجبار الأهل للطالب على تخصص معين قد يؤدي إلى عدم شعوره بالرضا، مما يؤثر على أدائه الأكاديمي ونفسيته بشكل سلبي.”

ويقول المهندس محمد عبد السلام الحداد، مهندس مدني بوزارة الموارد المائية والري، أن تدخل الأهل في اختيار التخصص الجامعي للأبناء غالبًا ما ينبع من رغبتهم في تأمين مستقبل أفضل لهم من وجهة نظرهم الخاصة، والتي تعتمد بشكل كبير على تجاربهم الشخصية أو تجارب أشخاص مقربين منهم كالأقارب والجيران ممن نجحوا في مجالات معينة وحققوا دخلًا ماديًا جيدًا، فيظن الأهل أن هذا هو الطريق الأمثل والأنسب.

ويؤكد محمد أن الأهل غالبًا لا يُعيرون اهتمامًا لقدرات الابن أو ميوله الشخصية بقدر ما ينظرون إلى النتائج التي شاهدوا آخرين يحققونها في تخصصات تقليدية معروفة مثل الطب أو الهندسة أو الشرطة، فالدافع الأساسي من تدخلهم، بحسب رأيه، هو الخوف الطبيعي على مستقبل الأبناء.

لكن في المقابل، الشاب أو الفتاة يكون لديه وعي أكبر بقدراته واهتماماته، وقد يمتلك معرفة أوسع بالمجالات الحديثة التي لا يعرفها الأهل، خصوصًا إذا كان الوالدان ليس لديهما تعليم عالٍ أو اطلاع كافٍ على التخصصات الجديدة مثل البرمجة أو الذكاء الاصطناعي أو الأمن السيبراني، ما يجعلهم غير قادرين على فهم أن هذه المجالات قد تكون ذات مستقبل واعد.

وأما إذا كان الأهل متعلمين ومطلعين، فإنهم من وجهة نظر محمد يكونون أقرب لفهم وجهة نظر الأبناء، وربما يدعمونهم ويشاركونهم التفكير في الخيارات الحديثة بعيدًا عن الصورة النمطية.

ويختم محمد حديثه بالإشارة إلى أن ضغط المجتمع له دور كبير في تشكيل قناعات الأهل والأبناء معًا، حيث تُمنح مكانة اجتماعية خاصة لمن يحمل ألقابًا مثل “الدكتور” أو “المهندس” أو “الضابط”، ما يدفع البعض أحيانًا للسعي وراء هذه الألقاب دون اعتبار حقيقي لقدراتهم أو شغفهم الحقيقي، فقط من أجل القبول المجتمعي والبرستيج الظاهري.

التخصص الجامعي
التخصص الجامعي

وأضافت رحمة محمد، الطالبة بكلية الآداب قسم الفلسفة، بالفرقة الرابعة بجامعة عين شمس، أن تدخل الأهل في اختيار التخصص الجامعي نابع من رغبتهم في تأمين مستقبل أبنائهم، ولكن في بعض الأحيان، قد يكون ذلك التدخل غير متناسب مع رغبات الطالب وطموحاته.

وقالت: “الأهل يعتبرون أبناءهم أثمن ما يملكون، وهم يبذلون قصارى جهدهم لضمان مستقبلهم الأفضل، ولكن غالبًا ما ينظرون إلى الأمور من منظورهم الخاص، استنادًا إلى معتقداتهم وتجاربهم، أو حتى نظرة المجتمع حول التخصصات ذات المكانة الرفيعة.”

وأوضحت أن هذا التفكير قد يؤدي إلى إجبار الأبناء على دراسة تخصصات لا يرغبون فيها، لمجرد أن الأهل يرونها الخيار الأفضل.

وأضافت: “القرار يجب أن يكون للطالب نفسه عندما يكون لديه الوعي الكافي لتحمل المسؤولية، ففي هذه الحالة يمكنه إقناع والديه بطريقة ذكية تحقق التوازن بين رغبته الشخصية وحرص الأهل على مستقبله.”

وترى آلاء مراد، الطالبة بكلية التجارة، الفرقة الرابعة بجامعة المنصورة، أن فكرة إجبار الأهل لأبنائهم على دخول كلية لا يحبونها مرفوضة تمامًا بنسبة مليون في المئة على حد تعبيرها، وتؤكد أنها شخصيًا لو وُضعت في هذا الموقف وكانت تعلم أن أهلها يصرون على تخصص معين، لن تسمع لأي ضغط خارجي، بل ستتخذ قرارها بنفسها وتستخير ربها في هذا الشأن.

كما تعترف آلاء بأن للأهل حق المشاركة وإبداء الرأي، ولكن بشرط أن يُمنح الأبناء حق الحوار والمشاركة في اتخاذ القرار، فالحل من وجهة نظرها يبدأ بجلسة هادئة يتحدث فيها الطالب عن أسباب اختياره، ويشرح الأب أو الأم دوافعهم لرغبتهم في تخصص معين، لكن القرار النهائي لابد أن يعود للطالب، لأنه في النهاية هو من سيعيش التجربة ويتحمل نتائجها.

وتؤمن آلاء بأن الطالب حين يدرس ما يحبه يكون لديه دافع أقوى للنجاح، حتى وإن لم يكن متفوقًا دراسيًا من قبل، لكنه سيكون متميزًا لأنه يسير في طريق اختاره بنفسه، كما تشير إلى أن حتى لو أخطأ الطالب في اختياره، فسيظل راضيًا عن نفسه لأنه على الأقل اختار بحرية ولم يُجبر.

وأما في حال أراد الطالب أن يوازن بين رغبته الشخصية وإرضاء أهله، فتقترح أن يتم ذلك من خلال جلسة نقاش وتفاهم إذا كان الأهل متفهمين، أما إذا لم يكونوا كذلك، فترى أن القرار يظل من حق الطالب وحده، لأنه هو من سيتحمل كل ما يترتب على هذا القرار مستقبلًا.

وأكدت تسابيح أحمد، الطالبة بكلية التمريض المستوى الثاني بجامعة كرري، أن للأهل دورًا مهمًا في توجيه أبنائهم وإرشادهم عند اختيار التخصص الجامعي، نظرًا لخبرتهم في الحياة ومعرفتهم بما قد يكون الأفضل لمستقبل أبنائهم.

وأوضحت قائلة: “من حق الأهل تقديم النصح والإرشاد، لكن في النهاية، يجب أن يكون القرار بيد الطالب نفسه، فهو الذي سيعيش هذه التجربة، وهو الذي سيتحمل تبعاتها ومسؤولية مستقبله.”

وأضافت أن الإنسان لا يمكنه الإبداع أو تحقيق النجاح في مجال لا يحبه أو لا يشعر بالانتماء إليه، مشيرة إلى أن إجبار الطالب على دراسة تخصص لا يستهويه قد يؤدي إلى الإحباط، بل وربما إلى عدم تحقيق أي نجاح يُذكر في هذا المجال.

وأشارت إلى أنه في حال اختلاف رغبة الطالب عن رغبة والديه، فمن الأفضل أن يحاول إقناعهم بهدوء ومنطق، مع تقديم أسباب واضحة لاختياره، والاستعانة بأمثلة لأشخاص نجحوا في هذا التخصص.

واختتمت حديثها قائلة: “يمكن البحث عن حلول وسط تحقق التوازن بين رغبة الأهل ورغبة الطالب، كاختيار تخصص يجمع بين المجال الذي يحبه والتخصص الذي يفضله والديه، ولكن في النهاية، لا ينبغي التضحية بالسعادة الشخصية لإرضاء الآخرين، لأن الحياة التي سيعيشها هي حياته هو، وليس حياة غيره.”

التخصص الجامعي
التخصص الجامعي

ويرى أحمد إبراهيم، الطالب بكلية الحقوق الفرقة الثانية بجامعة المنيا، أن تدخل الأهل في قرارات مصيرية مثل اختيار التخصص الدراسي أمر شائع وطبيعي، خاصة في مجتمعاتنا التي تولي الأسرة دورًا كبيرًا في توجيه الأبناء، بل ويُعتبر ذلك من مسؤولياتها في بعض الأحيان.

ويؤكد أنه نادراً ما يُترك الأبناء ليختاروا ما يحبونه بشكل كامل، سواء أكان ذلك التخصص مبنيًا على الشغف أو على رؤية مستقبلية للتميز والإبداع فيه.

ويفرّق في رأيه بين حالتين: الأولى، عندما يكون الابن غير قادر على اتخاذ القرار أو ليس لديه رؤية واضحة لمستقبله، ففي هذه الحالة يرى أن تدخل الأهل يكون ضروريًا ومفيدًا، لأنهم قد يوجهونه نحو ما فيه مصلحة مستقبلية، ويحمونه من قرارات قد يندم عليها لاحقًا.

أما الثانية، ففي حال كان الطالب مدركًا لما يريده، ويملك رؤية واضحة وشغفًا حقيقيًا تجاه تخصص معين، فهنا يرى أن من الأفضل أن يشارك الأهل رأيهم ويستمع إليهم باحترام، لأنهم قد يساعدونه على رؤية زوايا لم يكن منتبهًا لها، وبناءً على ذلك يكون قراره أكثر نضجًا وتوازنًا.

ويختتم رأيه بالتأكيد على أهمية دمج مشورة الأهل مع قناعة الطالب الشخصية، لأن ذلك يصنع قرارًا أكثر وعيًا ومرونة، ويُرضي جميع الأطراف دون أن يُلغى صوت أحدهم.

وأوضح فادي لبيب، الكاتب الصحفي، أن مسألة اختيار الطالب للتخصص الذي يحبه تُعد من الأمور شديدة الأهمية، بل يرى أنها شرط أساسي للنجاح والاستمرار في المجال الذي يختاره، ولكن بشرط أن يكون هذا الاختيار نابعًا عن وعي وقناعة داخلية، لا مجرد اندفاع عاطفي أو رغبة مؤقتة.

وأضاف: “ينبغي أن يكون الطالب صادقًا مع نفسه عند اتخاذ قراره، وألا يكون مدفوعًا برغبات جانبية أو مؤثرات سطحية لا علاقة لها بالهدف الحقيقي من الدراسة.”

كما شدّد على أهمية دور الأسرة في هذا القرار، معتبرًا أن رأي الأهل لا يجب إهماله، فقد يكون لديهم نظرة مستقبلية أوسع، أو قد تكون لديهم رغبة في أن يُكمل ابنهم طريقًا بدأه أحد أفراد العائلة، سواء في مجال معين أو مشروع قائم بالفعل.

وأكد أن الأفضل هو الوصول إلى توافق مشترك بين الطالب وأسرته عند اختيار الكلية أو التخصص، وذلك لعدة أسباب، أهمها أن الأسرة غالبًا ما تتحمل أعباء الإنفاق على الدراسة، كما أن لديهم نفس تطلعات الأبناء في الوصول إلى وظيفة مناسبة ومرموقة تلائم متطلبات سوق العمل.

وأشار إلى أن الأهل في كثير من الأحيان يتعاملون مع الأمر بعقلانية أكثر من الأبناء أنفسهم، خصوصًا عند النظر إلى طبيعة التخصصات المطلوبة في المستقبل.

واختتم بقوله: “في بعض الحالات، يرضخ الطالب لاختيار أسرته ويكمل دراسته في التخصص الذي فرض عليه، ثم يسعى لاحقًا للاندماج في المجال الذي يحبه، خاصة إذا كان هذا المجال لا يشترط دراسة أكاديمية سابقة، مثل الفن، أو الإعلام، أو الكتابة.

ورغم أهمية الدراسة المتخصصة، إلا أننا رأينا العديد من النماذج التي استطاعت التوفيق بين الأمرين وحققت نجاحًا باهرًا فيما اختارت في النهاية.”

التخصص الجامعي
التخصص الجامعي

وترى آمال عيد، المختصة النفسية، أن إجبار الأهل لأبنائهم على الالتحاق بكلية معيّنة دون رغبتهم الشخصية، قد يترتّب عليه آثار نفسية سلبية تظهر على المدى الطويل، مثل فقدان الحافز، التوتر المستمر، القلق، بل وقد تصل إلى الاكتئاب في بعض الحالات.

وتوضح أن الطالب هو من سيقضي سنوات من عمره في دراسة هذا التخصص، ثم يمضي حياته في ممارسته كمهنة، لذلك فمن الأفضل من الناحية النفسية أن تكون له حرية الاختيار، لا سيما أن الشغف بالمجال شرط أساسي لتحقيق النجاح والرضا الوظيفي.

وفي الوقت نفسه، لا تنكر أن الأهل غالبًا ما تكون لديهم دوافع نبيلة في تدخلهم، كحرصهم على تأمين مستقبل أبنائهم، أو خوفهم من قلة الفرص المهنية في بعض التخصصات التي لا يُقبلون عليها عادة.

وتقترح آمال مجموعة من الخطوات التي قد تساعد على تقليل الفجوة بين رغبة الطالب ورؤية الأهل، وهي كالتالي:

  1. التفاهم والحوار البنّاء: من المهم أن يستمع الطالب أولًا إلى وجهة نظر الأهل ويفهم مخاوفهم، ثم يعرض وجهة نظره بأسلوب هادئ بعيد عن التحدي أو الرفض المطلق، مما يساهم في تهدئة الأجواء وطمأنتهم.
  2. إظهار المعرفة والتخطيط: على الطالب أن يبرهن لأهله أنه لا يختار التخصص بدافع المزاج، بل عن وعي كامل، وذلك من خلال تقديم معلومات دقيقة حول مستقبل المجال، فرص العمل، المرتبات، وآفاق التطور فيه.
  3. البحث عن حلول وسط: قد يكون الحل في اختيار تخصص يجمع بين ميول الطالب وتطمينات الأهل، أو حتى دراسة مجال معين مع الالتزام بتحقيق أداء مرتفع أو تطوير المهارات اللازمة للمجال الذي يحبه الطالب خارج إطار الكلية.
  4. الاستعانة بطرف محايد: في حالة استمرار الخلاف، يُفضل اللجوء إلى شخص يحظى باحترام الطرفين، كمعلم أو مرشد أكاديمي أو قريب ناضج، للتوسط والنقاش بعقلانية.
  5. تحمل المسؤولية: إذا قرر الطالب الإصرار على خياره، فعليه الاستعداد لتحمل العواقب، سواء ماديًا أو دراسيًا، وإثبات جديته في المجال الذي اختاره.
  6. خوض التجربة بشكل مؤقت: يمكن الاتفاق مع الأهل على تجربة التخصص الذي يرغبون فيه لمدة عام دراسي، ثم إعادة تقييم الموقف بناءً على التجربة الواقعية، مما يخفف من حدة الرفض الأولي.

وتختم آمال عيد بقولها: “إن الأهل ينطلقون غالبًا من محبة وخبرة، ولكن النجاح الحقيقي لا يتحقق إلا بوجود الدافع الداخلي، لذلك فإن أفضل القرارات هي تلك التي تراعي رأي الأهل دون تجاهل الطموح الشخصي، لتضمن للطالب مستقبلًا متوازنًا يجمع بين الإنجاز والرضا.”

التخصص الجامعي
التخصص الجامعي

وترى آية محمد، معلمة اللغة العربية، أن مشاركة الأهل في قرار اختيار التخصص الجامعي أمر مهم وضروري، حيث يمثلون طرفًا فاعلًا في توجيه أبنائهم وإبداء الرأي الذي قد يساعدهم على اتخاذ قرارات متزنة ومدروسة.

لكنها في الوقت ذاته تؤكد أن الإجبار والإكراه على اختيار تخصص معين لا يمكن أن يكون أمرًا إيجابيًا، بل غالبًا ما يؤدي إلى نتائج عكسية، مثل الفشل في الدراسة، أو الانقطاع عن الكلية، أو حتى عدم الاستمرار في العمل في هذا المجال مستقبلًا.

وتشدد آية على أهمية أن يكون للطالب دور أساسي في اختيار تخصصه، لأن النجاح في أي مجال يتطلب رغبة داخلية وشغف حقيقي، لا يمكن أن يفرض من الخارج، وأن أفضل النتائج تتحقق عندما يكون القرار مشتركًا، نابعًا من الحوار والاحترام المتبادل، وليس من الضغط والإجبار.

وتقول منة الله بنت عصام، معلمة اللغة العربية لغير الناطقين بها، أن فكرة إجبار الأهل لأبنائهم على اختيار تخصص دراسي معين تُعد فكرة مؤذية للغاية من جميع النواحي، فحتى وإن كان اختيار الأهل صائبًا من وجهة نظرهم، فالتنفيذ الفعلي والسعي الحقيقي في هذا الطريق يعود لصاحب القرار نفسه، وهو الطالب.

وتؤكد منة الله أن الحرية في اتخاذ القرار لا تنفصل عن تحمل المسؤولية، فالطالب إذا اختار تخصصه بحرية سيكون أكثر التزامًا وحرصًا على النجاح، لأنه يتحمل نتائج اختياره عن قناعة، وأما في حال فُرض عليه التخصص، فقد يشعر بالضغط أو النفور، مما يؤثر سلبًا على أدائه الأكاديمي وحياته المستقبلية.

لذا، تشدد على أن الاختيار يجب أن يكون نابعًا من الطالب نفسه، مع احترام آراء الأهل وأخذها بعين الاعتبار، ولكن دون أن يُسلب حقه في تقرير مصيره، لأنه هو من سيتحمل نتائج هذا القرار، لا غيره.

التخصص الجامعي
التخصص الجامعي

ويرى أسامة أحمد، الطالب بكلية الدراسات الإسلامية، الفرقة الرابعة بجامعة الأزهر، أن المشكلة الأساسية لا تكمن فقط في اختلاف وجهات النظر بين الأهل وأبنائهم، بل في ثقافة مجتمعية مترسخة تُعرف بمبدأ “على قد مجموعك”، حيث يتم الحكم على الطالب بناءً على مجموعه فقط، وليس على ميوله أو شغفه أو قدراته.

حيث يؤمن أن من الضروري إرضاء الوالدين دون الوقوع في دائرة “العقوق”، ولكن في الوقت نفسه، يجب على الطالب أن يكون صاحب قرار في مستقبله، وذلك من خلال الحوار الهادئ مع الأهل، وشرح أهمية الكلية التي يرغب في الالتحاق بها، وأسباب اختياره لها.

كما يضيف أن الإشكالية الأكبر تكمن في نظرة المجتمع لما يسمى بـ”كليات القمة”، التي تُعتبر خيارًا أول دون اعتبار لرغبات الطالب أو احتياجات سوق العمل، مشير إلى أن هذه الفكرة يجب أن تنتهي، لأن العالم يتغير، والتعليم يتطور، والفرص لم تعد حكرًا على تخصصات بعينها.

وفي ختام رأيه، يُعبّر عن تفاؤله بمستقبل أكثر مرونة وتفهُّم، حيث يتم تقدير رغبات الطلاب وتوجيههم بشكل إيجابي، بعيدًا عن الضغوط الاجتماعية والتوقعات النمطية.

وفي النهاية، يبقى السؤال الأهم: هل يجب أن يكون اختيار التخصص الجامعي قرارًا فرديًا للطالب فقط، أم أن للأهل دورًا أساسيًا في تحديد مستقبل أبنائهم؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى