تقارير

البطالة بين الشباب وفرص العمل في الوقت الحالي.. ماذا بعد التخرج؟

البطالة بين الشباب وفرص العمل في الوقت الحالي.. ماذا بعد التخرج؟

كتب / عبدالرحمن فتحي عبدالنعيم

في ظل الظروف الاقتصادية الحالية، أصبح العثور على وظيفة بعد التخرج تحديًا كبيرًا يواجه معظم الشباب، فمع قلة الفرص في القطاع الحكومي، واتساع سوق العمل الخاص، أصبح السؤال الأهم: ما هي الخيارات المتاحة أمام الشباب بعد التخرج؟ وهل يمكن أن يكون الحل في الوظائف التقليدية أم في العمل الحر عبر الإنترنت؟

في هذا السياق، أجرينا استطلاع رأي لمعرفة وجهات نظر الشباب حول سوق العمل الحالي، والتحديات التي تواجههم بعد التخرج، والبدائل التي يلجأون إليها لتأمين مستقبلهم المهني.

وكانت البداية مع عبدالرحمن أبو سداح، موظف بوزارة العدل – الشهر العقاري، حيث يرى أن فرص العمل متاحة ولكن بطرق مختلفة، مشيرًا إلى أن “البحث عن وظيفة عبر الإنترنت والعمل عن بُعد أصبح سهلًا ومتاحًا بشكل كبير حاليًا، بينما الحصول على وظيفة حكومية أصبح أكثر صعوبة مقارنة بالماضي، مما جعل القطاع الخاص هو المسيطر على سوق العمل”.

البطالة
البطالة

وأضافت سجود محمد جمال، أخصائية التغذية العلاجية، أن الحصول على وظيفة ليس بالأمر الصعب، لكنه يحتاج إلى جهد وتضحيات، حيث أوضحت أن “الفرص متاحة، ولكنها تتطلب ما بين ثلاثة إلى ستة أشهر من الجد والاجتهاد والسهر، مع تقديم بعض التضحيات، خاصةً لمن يدرك قيمته وقيمة وقته، أو لمن لديه استعداد لبذل الجهد”.

وأكدت أن المهارات والعمل الحر (الفريلانسينج) أصبح متاحًا للجميع، حتى من خلال الهاتف المحمول، مشيرةً إلى أن “التحدي الحقيقي لا يكمن في الظروف المحيطة أو صعوبة الفرص، بل في عقلية الأشخاص وقدراتهم على التطوير والتأقلم”، كما أضافت أن “بعض المشاريع والوظائف قد تحتاج إلى رأس مال بسيط، ولكن مع العمل المستمر والتوفيق من الله، تأتي النتائج الإيجابية”.

وأشار ياسر رفعت إبراهيم، المحامي الحر، إلى أن فرص العمل للشباب أصبحت صعبة في الوقت الحالي، لكنها ليست مستحيلة، كما أوضح أن “سوق العمل بات تنافسيًا للغاية في العديد من الوظائف، حيث يعتمد بشكل أساسي على مبدأ العرض والطلب، ويتغير وفقًا لاحتياجات السوق من فترة زمنية إلى أخرى”.

وأضاف أن “هناك مجالات ازداد الطلب عليها مثل التكنولوجيا، البرمجة، والتسويق الرقمي، بينما تعاني بعض التخصصات الأدبية والاجتماعية من التشبع الوظيفي، مما يجعل فرص العمل فيها أقل”.

وفيما يتعلق بصعوبة الحصول على وظيفة، أوضح أن هناك عدة عوامل تؤثر على ذلك، أبرزها:

  • تزايد أعداد الخريجين سنويًا، بينما لا تنمو فرص العمل بنفس الوتيرة، مما يؤدي إلى منافسة شديدة.
  • المهارات المطلوبة من قبل الشركات، مثل التحليل، التفكير النقدي، وإجادة التكنولوجيا، وهي مهارات لا يمتلكها جميع الخريجين.
  • اشتراط الخبرة حتى في الوظائف المبتدئة، مما يجعل الأمر أكثر صعوبة على حديثي التخرج الذين لم تتاح لهم الفرصة لاكتساب الخبرة العملية بعد.
  • دور العلاقات الشخصية والمحسوبية في بعض أماكن العمل، حيث تلعب الواسطة دورًا مؤثرًا في تعيين الموظفين، بغض النظر عن الكفاءة والمهارات.
البطالة
البطالة

وترى چيهان شمس، استشاري ومدربة تسويق، أن الحصول على وظيفة جيدة أصبح أمرًا صعبًا للغاية، حيث أوضحت أن صعوبة سوق العمل ليست فقط في قلة الفرص، ولكن أيضًا في بيئة العمل نفسها، التي أصبحت بيئة سامة في كثير من الأحيان، حيث يعاني الموظفون من ضغوط كبيرة وعدم تقدير حقوقهم بالشكل المناسب.

وأضافت أن المتطلبات الوظيفية أصبحت أعلى بكثير من حجم العمل الفعلي المطلوب، مما يجعل الكثير من الموظفين يشعرون بالإرهاق وعدم الاستقرار المهني.

ويرى أسامة عبدالحي البنداري، الطالب بكلية العلاج الطبيعي، الفرقة الثالثة بجامعة السلام في محافظة الغربية، أن الحصول على وظيفة أصبح أمرًا صعبًا في الوقت الحالي، وأرجع ذلك إلى زيادة أعداد الخريجين في معظم المجالات، بالإضافة إلى التطور المستمر في متطلبات سوق العمل، مثل إجادة المهارات الناعمة (Soft Skills)، وإتقان اللغة الإنجليزية، وغيرها من المهارات التي أصبحت ضرورية.

وأضاف أن “الكثير من الشباب يقومون بإرسال سيرتهم الذاتية إلى عشرات الشركات أو المنظمات، وقد يصل العدد إلى 100 طلب توظيف سنويًا، لكنهم يواجهون الرفض في أغلب الأحيان”.

وأشار إلى أن “وجود الواسطة قد يسهل الأمور للبعض، لكنه ليس متاحًا للجميع، لذلك يعتمد الأمر في النهاية على توفيق الله أولًا، ثم اجتهاد الشخص وتطوير مهاراته ليكون مؤهلًا للمنافسة في سوق العمل”.

البطالة
البطالة

وترى جهاد شوقي، الطالبة بكلية التربية، الفرقة الثالثة، بجامعة عين شمس، أن الحصول على وظيفة أصبح أمرًا في غاية الصعوبة، كما أضافت أن أسهل الوظائف المتاحة حاليًا هي في مجال المبيعات (Sales)، بالإضافة إلى الوظائف التي تتطلب إتقان لغة أجنبية، حيث توجد فرص عمل جيدة ورواتب مرتفعة لمن يجيدون التحدث بلغة غير العربية بطلاقة.

وأشارت إلى أن تمكن الشخص من لغة أجنبية والتحدث بها بطلاقة يفتح له العديد من الفرص الوظيفية، مؤكدة أن هذه المعلومة تستند إلى تجربتها الشخصية في البحث عن عمل.

وأوضحت أنها تعمل منذ ثلاث سنوات في مجال التدريس كمعلمة لغة إنجليزية، ما ساعدها على إدراك أهمية إتقان اللغات الأجنبية في سوق العمل الحالي.

وتقول روان عصام عطيتو، كاتبة المحتوى، أن فرص العمل أصبحت متاحة بشكل أكبر في الوقت الحالي، مع ظهور وظائف جديدة في السوق، ولكنها أشارت إلى أن الحصول على هذه الوظائف ليس بالأمر السهل، لأنها تتطلب خبرات لا تكون متوفرة لدى الشباب حديثي التخرج.

وأضافت أن الكثير من الوظائف الحديثة لا تعتمد على أساسيات يمكن للشباب تعلمها أثناء الدراسة، مما يؤدي إلى حالة من التشتت، خاصةً لمن يرغبون في دخول مجالات مثل البرمجة أو التسويق، حيث يجدون صعوبة في تحديد ما يجب التركيز عليه لتطوير مهاراتهم بشكل صحيح.

البطالة
البطالة

كما ترى فاطمة عثمان، خريجة كلية الحقوق بجامعة سوهاج، أن الحصول على وظيفة بعد التخرج أصبح تحديًا كبيرًا، حيث تعتمد فرص العمل على عدة عوامل، مثل التخصص، المهارات، الخبرة العملية، والعلاقات الشخصية.

كما أوضحت أن المنافسة في سوق العمل ازدادت بشكل ملحوظ، مع تزايد أعداد الخريجين سنويًا مقارنة بعدد الوظائف المتاحة، مما يجعل فرص التوظيف أكثر صعوبة.

وأضافت أن معظم الشركات أصبحت تشترط وجود خبرة حتى في الوظائف المبتدئة، وهو ما يشكل عائقًا كبيرًا أمام حديثي التخرج الذين لم يحصلوا على فرصة لاكتساب خبرة عملية بعد.

كما أشارت إلى أن التطور التكنولوجي ساهم في تغيير متطلبات سوق العمل، حيث أصبحت هناك حاجة ملحة لمهارات جديدة، مثل البرمجة، التحليل، إدخال البيانات، والتسويق الرقمي، وهو ما يجعل الشباب بحاجة دائمة إلى تطوير أنفسهم لمواكبة احتياجات السوق.

بالإضافة إلى ذلك، ترى فاطمة أن من يمتلك مهارات إضافية، مثل إجادة اللغات أو العمل الحر، تكون فرصة في الحصول على وظيفة أفضل بكثير، مؤكدة أن الاعتماد على المؤهل الدراسي فقط لم يعد كافيًا لضمان مستقبل مهني ناجح، كما ذكرت أنها استطاعت العمل في الشهر العقاري مباشرة بعد التخرج.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى