
رمضان ياسر.
….. إسحاق الحويني هو واحد من أبرز العلماء الدعاة في العالم الإسلامي في العصر الحديث، وتحديدًا في التيار السلفي. وُلد في 1950 في مدينة “كفر الشيخ” بمصر، وكان له تأثير كبير في نشر العلم الشرعي، وخصوصًا في مجال الحديث النبوي وعلومه. إليك نظرة أعمق على حياته ومسيرته:
نشأته وتعليمه
التعليم المبكر: بدأ الحويني تعليمه في الأزهر الشريف، حيث درس العلوم الشرعية، لكنه كان متمسكًا بتوجهه السلفي، الذي يركز على العودة إلى الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح.
دراسته للحديث: بعد تخرجه، خصص الحويني نفسه لدراسة الحديث الشريف، وكان يحرص على اتباع منهج المحدثين الأوائل في تصحيح وتضعيف الأحاديث.
دوره في الدعوة الإسلامية
شخصيته السلفية: يعتبر الحويني من أبرز الدعاة الذين يمثلون التيار السلفي في مصر والعالم العربي، واهتم بتدريس مفاهيم التوحيد والرد على البدع والخرافات.
محاضراته: اشتهر ببرامجه الدعوية ومحاضراته التي كان يلقيها في المساجد، حيث شرح فيها مواضيع تتعلق بتصحيح العقيدة وتفسير الأحاديث النبوية، فضلاً عن مسائل فقهية تتعلق بالصلاة والصيام والزكاة والعبادات.
التركيز على الحديث النبوي: أحد أوجه تميز الحويني هو اهتمامه العميق بالحديث النبوي، حيث كان يخصص الكثير من محاضراته لتحليل الأحاديث وتوضيح صحتها أو ضعفها. كان يولي أهمية كبيرة للسند والمتن.
التيار السلفي
الحويني يعد من أبرز الشخصيات السلفية التي تبنت الفكر السلفي التقليدي، الذي يركز على اتباع نهج السلف الصالح (الصحابة والتابعين) في فهم الإسلام وتطبيقه.
كما كان له دور كبير في الدعوة لاتباع الكتاب والسنة والابتعاد عن الأهواء والبدع التي قد تطرأ على الدين.
من مواقفه البارزة في هذا الإطار، كان يحارب بعض الممارسات الدينية التي يراها بدعية، مثل الاحتفال بالمولد النبوي، وزيارات الأضرحة بشكل مفرط.
مؤلفاته وأعماله
الحويني له العديد من المؤلفات التي تتعلق بالحديث وعلومه، من أشهرها:
1. شرح صحيح البخاري: يعتبر هذا العمل من أهم أعماله، حيث قام بشرح العديد من الأحاديث الواردة في صحيح البخاري.
2. الجامع في أحاديث الحوض: وهو كتاب يتناول أحاديث نبع الحوض يوم القيامة.
3. تحقيقات في كتب الحديث: قدم الحويني العديد من الكتب التي تناولت تحقيقات علمية حول صحة الأحاديث، وتوضيح الأحاديث الضعيفة والموضوعة.
الانتقادات والجدل
مواقفه السياسية: رغم أن الحويني يشتهر بأعماله العلمية، إلا أن له مواقف سياسية مثيرة للجدل. فقد كان له تأييد لعدد من الأنظمة السياسية في العالم العربي، ورفض العديد من الحركات الإسلامية ذات الطابع الثوري.
الخلافات الفكرية: الحويني قد تعرض للانتقاد من بعض التيارات الإسلامية الأخرى، سواء من الإخوان المسلمين أو من التيارات الصوفية، بسبب تمسكه الشديد بالمنهج السلفي.
كما عُرف بانتقاداته الحادة لبعض الدعاة والمفكرين الذين يختلفون معه في منهجهم، مثل المودودي، وسيد قطب، وطارق رمضان.
الشهرة الإعلامية
الإعلام والظهور: كان للحويني حضور قوي في وسائل الإعلام الإسلامية. له العديد من البرامج الدعوية على الفضائيات الإسلامية، حيث كان يقدم محاضرات عن السيرة النبوية، وأحكام الشريعة، والتوحيد.
الانتشار على الإنترنت: بالإضافة إلى القنوات الفضائية، كان له تأثير كبير على الإنترنت عبر مقاطع الفيديو والمحاضرات التي كانت تنتشر على مواقع مثل يوتيوب.
الأسلوب الدعوي
التبسيط والوضوح: كان الحويني يتمتع بأسلوب سهل وبسيط في توصيل الرسائل الدعوية. هو من الدعاة الذين يتبعون أسلوب التفسير المباشر للآيات والأحاديث، ويعمل على تبسيط المفاهيم العقدية والشرعية للجمهور العادي.
التأصيل العلمي: كان دائمًا يحرص على تقديم الدليل الشرعي من الكتاب والسنة في كل مسألة، متجنبًا الاجتهادات الشخصية أو الآراء التي لا تستند إلى دليل قاطع.
الرد على الشبهات: تميزت محاضراته وكتاباته بالرد على الشبهات التي تثار حول الإسلام، سواء من قبل غير المسلمين أو من داخل بعض الحركات الإسلامية.
مواقف إيمانية ودعوية
التواضع: عرف عن الحويني تواضعه الكبير وابتعاده عن مظاهر الشهرة. كان دائمًا يؤكد على أن عمله في الدعوة ليس من أجل السمعة، بل لإحياء سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
الزهد في الدنيا: اشتهر الحويني بزهد في الدنيا ورفض الانخراط في أي مناصب دنيوية. كان يفضل التركيز على طلب العلم ونشره.