صحة

المعرفة الصحية حق للجميع: لماذا يضطر المرضى للبحث عن علاجهم بأنفسهم؟

المعرفة الصحية حق للجميع: لماذا يضطر المرضى للبحث عن علاجهم بأنفسهم؟

بقلم/ عبدالرحمن فتحي خبير التغذية العلاجية

في الوقت الذي يفترض فيه أن يكون الأطباء هم المصدر الأول للمعرفة الصحية، نجد الكثير من المرضى يضطرون للجوء إلى مصادر أخرى لفهم أمراضهم وإدارتها بشكل صحيح.

فكم من مريض لم يجد إجابة شافية من طبيبه، وبدأ رحلة البحث بنفسه، يقرأ الكتب، ويحضر الدورات، ويتابع المختصين عبر الإنترنت، ليصل إلى فهم أعمق لحالته الصحية؟

الأمر لا يتعلق فقط بالثقافة الطبية، بل بالضرورة الملحة للمريض الذي يُفاجأ بتشخيص مرض مزمن مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم، فيجد أن الحل الوحيد المطروح أمامه هو الدواء، دون توجيه حقيقي حول أهمية التغذية وأسلوب الحياة الصحي.

كم من مريض تم وصف الأنسولين له دون أي حديث عن النظام الغذائي؟ كم من شخص يعاني من أمراض مزمنة مثل تصلب الشرايين أو مشكلات الكبد دون أن يحصل على توعية حقيقية حول تأثير التغذية على حالته الصحية؟

الطب لا يجب أن يكون مقتصرًا على الوصفات العلاجية فقط، بل يجب أن يكون منظومة متكاملة تشمل التوعية، والتغذية، والمناعة، بجانب العلاج الدوائي، ومع ذلك نجد بعض الأطباء يرفضون أي نقاش حول هذه الجوانب، بل ويهاجمون أي شخص يحاول نشر الوعي الصحي، متهمين إياه بالجهل والتدخل فيما لا يعنيه.

ولكن، الحقيقة المرة أن هناك حالات كثيرة يتفاقم وضعها الصحي ليس بسبب المرض نفسه، بل بسبب الجهل بإدارته، وأحيانًا بسبب الآثار الجانبية للأدوية التي تُصرف دون توجيه كافٍ.

المسؤولية هنا تقع على عاتق الجميع، فالأطباء عليهم دور أساسي في تثقيف مرضاهم وإرشادهم إلى نمط حياة صحي قبل اللجوء إلى العلاج الدوائي، والمجتمع عليه أن يدرك أن الصحة لا تقتصر على تناول الحبوب والعقاقير، بل تشمل أسلوب الحياة بالكامل، وفي النهاية أي طبيب لا يهتم بهذه الجوانب، فهو لا يؤدي رسالته كما يجب، وسيحاسبه الله حسابًا عسيرًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى