
كتبت: إسراء عبدالله
المصدر: أكسيوس
رفعت وزارة الخارجية الأمريكية التجميد عن 95 مليون دولار من المساعدات العسكرية للقوات المسلحة اللبنانية، وسط تجميد استمر قرابة 90 يومًا للمساعدات الخارجية في ظل إدارة ترامب، وفقًا لما قاله مسؤولان أمريكيان لموقع Axios.
لماذا هذا مهم؟
يشير هذا القرار إلى أن إدارة ترامب تسعى إلى تعزيز الجيش اللبناني والحكومة الجديدة التي تولت السلطة في يناير.
بحسب المسؤولين الأمريكيين، فإن المساعدات تأتي في إطار استراتيجية أمريكية أوسع تهدف إلى إضعاف حزب الله، وتقليل نفوذه في لبنان، وضمان استمرار وقف إطلاق النار مع إسرائيل.
قال متحدث باسم وزارة الخارجية لـ Axios: «وافقت الوزارة على استثناء لإنفاق 95 مليون دولار من التمويل العسكري الأجنبي الذي أُعيد تخصيصه للبنان مؤخرًا.
نحن نعمل مع زملائنا في وزارة الدفاع للمضي قدمًا في تنفيذ هذه الأموال».
ما الذي يحدث؟
يبدو أن نفوذ حزب الله في البلاد قد تراجع خلال الأسابيع الأخيرة، بينما عزز الجيش اللبناني موقعه على الأرض.
في فبراير، منعت الأجهزة الأمنية في مطار بيروت الدولي عدة رحلات تجارية قادمة من إيران من الهبوط، بسبب مخاوف من أنها كانت تنقل ملايين الدولارات نقدًا لحزب الله.
ردًا على ذلك، أرسل حزب الله أنصاره لإغلاق الطرق المؤدية إلى المطار، لكن الجيش اللبناني استخدم الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين وإعادة فتح الطريق.
قال مسؤول أمريكي إن هذا الحدث كان اختبارًا كبيرًا للجيش اللبناني.
ما بين السطور:
الرئيس اللبناني الجديد، الجنرال جوزيف عون، كان حتى وقت قريب قائد الجيش اللبناني.
يُعتبر عون حليفًا رئيسيًا للولايات المتحدة، وترى إدارة ترامب أن دعم الجيش اللبناني وسيلة لتعزيز موقف عون.
قال مسؤول أمريكي لموقع Axios: «رئاسة عون تمثل فرصة تاريخية لتغيير الواقع في لبنان نحو الأفضل».
لأول مرة منذ سنوات، نص البيان الوزاري للحكومة اللبنانية الجديدة على أن الدولة اللبنانية وقواتها المسلحة وحدهما مسؤولتان عن الدفاع عن البلاد، وهو تغيير واضح مقارنة بالحكومات السابقة التي كانت تعلن أن «المقاومة» (في إشارة إلى حزب الله) والدولة مسؤولتان عن الدفاع عن لبنان.
الوضع الحالي
كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، تم نشر القوات المسلحة اللبنانية في جنوب لبنان، خاصة في المناطق التي كان يتمركز فيها مقاتلو حزب الله قبل الحرب.
انسحبت قوات الجيش الإسرائيلي (IDF) تقريبًا بالكامل من جنوب لبنان، لكن بقيت وحدات إسرائيلية في خمسة مواقع على بعد مئات الأمتار داخل الأراضي اللبنانية.
أعلنت الحكومة اللبنانية رسميًا أنها تعارض بقاء القوات الإسرائيلية في هذه المواقع، لكن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين أكدوا وجود تفاهم ضمني بين الولايات المتحدة وإسرائيل ولبنان بأن القوات الإسرائيلية ستظل في مواقعها لعدة أسابيع أو أشهر، إلى أن يتمكن الجيش اللبناني من إحكام السيطرة على المنطقة وضمان عدم عودة حزب الله للتمركز هناك.
ما يحدث خلف الكواليس
قال مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون إن آلية مراقبة وقف إطلاق النار بقيادة الولايات المتحدة تعمل بشكل جيد.
لأول مرة منذ سنوات، دخل الجيش اللبناني مناطق في جنوب لبنان كانت خاضعة لحزب الله، حيث دمر بنى تحتية عسكرية وصادر بعض مخازن الأسلحة التابعة للحزب، وفقًا للمسؤولين.
قال مسؤول أمريكي: «قبل عام، لم يكن أحد ليصدق أن هذا ممكن. هذا تطور كبير».