تقاريرسياسة

قوات الدعم السريع توقع ميثاقًا سياسيًا في كينيا لتأسيس حكومة موازية في السودان

اخبار نيوز بالعربي

كتبت: إسراء عبدالله

قوات الدعم السريع تعلن أنها تمهد الطريق لإنهاء الحرب الأهلية، فيما يصفها منتقدون بأنها خطوة جريئة من مجموعة تتهمها الولايات المتحدة بالإبادة الجماعية.

وقّعت قوات الدعم السريع، الجماعة شبه العسكرية التي تقاتل الجيش السوداني في الحرب الأهلية المستعرة، ميثاقًا سياسيًا مع حلفائها في نيروبي، عاصمة كينيا، في خطوة تهدف إلى إنشاء حكومة سودانية موازية في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

ميثاق سياسي يثير الجدل

تدّعي قوات الدعم السريع أن هذا الاتفاق سيمهد الطريق للسلام بعد ما يقرب من عامين من الحرب التي أودت بحياة الآلاف وتسببت في مجاعة كارثية.

يصف منتقدو الخطوة بأنها مقامرة جريئة من جماعة تتهمها الولايات المتحدة بارتكاب إبادة جماعية، محذرين من أن الميثاق قد يؤدي إلى تفتيت السودان أكثر.

من بين الموقعين على الميثاق نائب زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال (SPLM-N)، وهي جماعة متمردة علمانية ظلت خارج الصراع حتى الأسبوع الماضي، لكنها الآن متحالفة بالكامل مع قوات الدعم السريع.

تأثيرات دبلوماسية متوترة

أثار الإعلان أزمة دبلوماسية بين السودان وكينيا، حيث وصفت الحكومة السودانية المدعومة من الجيش هذه الخطوة بأنها “عمل عدائي” وسحبت سفيرها من نيروبي.

وزارة الخارجية الكينية قالت إنها “تسعى فقط إلى توفير منصة لأصحاب المصلحة السودانيين” لمنع البلاد من الانزلاق إلى الفوضى.

رغم ذلك، واجه الرئيس الكيني ويليام روتو انتقادات واسعة داخل بلاده بسبب استضافته للميليشيا السودانية، حيث وصفته اللجنة الدولية للحقوقيين في كينيا بأنه “متواطئ في الفظائع الجماعية ضد الشعب السوداني”.

إحدى الصحف الكينية وصفت محمد حمدان دقلو (حميدتي)، زعيم قوات الدعم السريع، بـ “الجزار” على صفحتها الأولى.

تفاصيل الاتفاقية السياسية لقوات الدعم السريع

خلال توقيع الاتفاقية، ظهر عبد الرحيم دقلو، نائب زعيم قوات الدعم السريع، وهو يرفع نسخة من الميثاق أمام حشد من المندوبين.

ينص الميثاق، الذي اطلعت عليه نيويورك تايمز، على “دولة سودانية علمانية وديمقراطية ولا مركزية” تحترم الهوية الدينية والعرقية لجميع المواطنين.

لكن العديد من السودانيين يشككون في قدرة قوات الدعم السريع، أو حتى رغبتها، في حكم البلاد بطريقة عادلة، خاصة مع سجلها في الوحشية والانتهاكات في المناطق التي تسيطر عليها.

تحركات موازية للحكومة السودانية

في المقابل، يواصل عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش السوداني، جهوده لتشكيل إدارة جديدة وأكثر شمولية في العاصمة المؤقتة بورتسودان.

يرى محللون أن دعم الإمارات لقوات الدعم السريع هو عامل رئيسي في تعزيز قوتها، إذ تعتبر أبوظبي الراعي الرئيسي للميليشيا السودانية.

كواليس دعم الإمارات لكينيا وصفقة القرض

يُعتقد أن خطوة كينيا جاءت نتيجة لضغوط الإمارات، التي أصبحت مؤثرًا رئيسيًا في إفريقيا.

تسعى كينيا إلى تأمين قرض بقيمة 1.5 مليار دولار من الإمارات، وهي صفقة قيد التفاوض منذ أربعة أشهر، ومن المتوقع إتمامها هذا الأسبوع وفقًا لتقارير بلومبيرغ.

ردود الفعل الأمريكية والدولية

حتى الآن، لم تعلق إدارة ترامب على المبادرة السياسية لقوات الدعم السريع في كينيا.

لكن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو كان قد وصف دعم الإمارات لقوات الدعم السريع بأنه “إبادة جماعية” خلال جلسة استماع في يناير.

السيناتور الجمهوري جيم ريش كتب على وسائل التواصل الاجتماعي أن “كينيا تساعد قوات الدعم السريع على شرعنة حكمها الإبادي في السودان تحت ستار صنع السلام.”

تطورات المعارك على الأرض

رغم الاحتفالات السياسية لقوات الدعم السريع، فإنها تعاني من انتكاسات عسكرية، حيث استعاد الجيش السوداني أجزاء من العاصمة الخرطوم وطرد الميليشيا من مناطق استراتيجية في وسط السودان.

لا تزال قوات الدعم السريع تسيطر على مساحات واسعة من البلاد، بما في ذلك مدينة الفاشر المحاصرة في دارفور، حيث يواجه السكان مجاعة مدمرة.

لا تزال الإمارات الداعم الرئيسي لقوات الدعم السريع، كما أن بعض دول الجوار مثل تشاد، جنوب السودان، إثيوبيا، وربما الآن كينيا، تقدم دعمًا ضمنيًا.

المشهد السوداني يزداد تعقيدًا، مع استمرار القتال العسكري بالتوازي مع محاولات قوات الدعم السريع لفرض حكومة موازية، مما يهدد بمزيد من الانقسامات في البلاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى