
كتبت: إسراء عبدالله
يسعى ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، إلى حشد القادة العرب حول خطة لما بعد الحرب في غزة، تكون بديلة للمقترحات التي قدمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتضمن عدم تهجير الفلسطينيين من القطاع الذي دمرته الحرب.
من المتوقع أن يستضيف محمد بن سلمان نظراءه من مصر، والأردن، وقطر، والإمارات العربية المتحدة في الرياض يوم الجمعة لمناقشة هذه الخطة، وفقًا لأشخاص مطلعين على المباحثات.
تتضمن الخطة، بحسب المصادر، إيواء الفلسطينيين النازحين داخليًا مؤقتًا في المناطق المفتوحة داخل غزة، بينما تبدأ عملية إعادة الإعمار.
تفاصيل الخطة وجهود الدول المعنية
عملت كل من مصر والأردن بشكل رئيسي على وضع تفاصيل الخطة، وهما الدولتان اللتان اقترح ترامب أن تستقبلا سكان غزة، مع مدخلات من السعودية وقطر.
وتتطلب الخطة أيضًا دعم الإمارات، التي تركز على الحوكمة بعد الحرب في غزة.
لم يصدر تعليق فوري من وزارات الخارجية في الإمارات، والسعودية، ومصر، والأردن، كما لم يستجب المسؤولون الإعلاميون القطريون لطلبات التعليق.
كان من المفترض أن يتم الكشف عن الخطة في قمة جامعة الدول العربية في القاهرة في نهاية فبراير، لكن تم تأجيل الموعد إلى أوائل مارس لإتاحة المزيد من الوقت للمشاورات.
يسعى محمد بن سلمان إلى موقف عربي موحد لإضفاء ثقل سياسي على المقترح، في ظل رفض مصر والأردن القاطع لخطة ترامب، التي تشمل إعادة إعمار غزة وتحويلها إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”، مع إعادة توطين سكانها بشكل دائم في مصر والأردن.
العلاقات الأمريكية السعودية ودور الإمارات
على الرغم من أن ولي العهد السعودي يتمتع بعلاقة جيدة مع ترامب، إلا أنه يسعى للعب دور الوسيط بين واشنطن والعالم العربي، وحتى في الصراع بين روسيا وأوكرانيا.
أما الإمارات، فهي أيضًا حليف للولايات المتحدة، لكنها، بخلاف السعودية، لديها علاقات رسمية مع إسرائيل بموجب اتفاقيات أبراهام 2020.
وتعتبر أبو ظبي داعمًا ماليًا رئيسيًا لمصر، كما لعبت دورًا في الجهود الإنسانية في غزة خلال الـ16 شهرًا من الصراع.
التطورات العسكرية والهدنة في غزة
يخضع الصراع بين إسرائيل وحماس حاليًا لهدنة مدتها ستة أسابيع، تم التوصل إليها بوساطة قطر ومصر.
ويستعد الطرفان الآن لمفاوضات المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، حيث تسعى إسرائيل إلى التفكيك الدائم لحركة حماس عسكريًا وسياسيًا.
تفاصيل “الخطة المصرية” لمستقبل غزة
تنقسم الخطة، التي يشار إليها في الإعلام العربي بـ”الخطة المصرية”، إلى مرحلتين رئيسيتين:
المرحلة قصيرة ومتوسطة الأجل
إيواء الفلسطينيين النازحين داخليًا في مساكن مؤقتة.
إزالة الأنقاض الناتجة عن القصف الإسرائيلي المكثف للمناطق الحضرية.
إنهاء أي دور رسمي لحركة حماس في إدارة شؤون القطاع.
تأسيس هيئة “لجنة الإسناد المجتمعي”، وهي هيئة تضم شخصيات بارزة من غزة ووظائف أشبه بالمجالس المحلية، بإشراف لجنة عليا تمثل الدول العربية الرئيسية.
تولي قوة شرطية مدربة ومختارة من قبل مصر مسؤولية الأمن، مع عناصر من السلطة الفلسطينية.
لكن الخطة لا تتناول مسألة نزع سلاح حماس، وهو ما قد يكون عقبة أمام تنفيذها.
وقد استبعدت إسرائيل إشراك السلطة الفلسطينية، ومن غير المرجح أن تثق في أن حماس لن يكون لها أي دور خفي، مما يعقد أي تنفيذ للخطة.
المرحلة طويلة الأجل وإعادة الإعمار
تشمل المرحلة طويلة الأجل:
إعادة إعمار وتأهيل غزة، بتمويل محتمل من دول الخليج وأوروبا وأطراف دولية أخرى.
ربط المساعدات الاقتصادية بـ إقامة مسار سياسي نحو دولة فلسطينية، وهو ما ترفضه إسرائيل بشدة.
الموقف الإماراتي من تهجير الفلسطينيين
خلال لقائه مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في أبو ظبي يوم الأربعاء، رفض رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أرضهم.
كما أكد أهمية ربط إعادة إعمار غزة بمسار يؤدي إلى سلام شامل ودائم يستند إلى حل الدولتين.