
كتبت: إسراء عبدالله
المصدر: وول ستريت جورنال
أعلنت حركة حماس عن قائمة الرهائن الإسرائيليين الذين سيتم إطلاق سراحهم، والتي تم قبولها من قبل إسرائيل، بعد تأخير دام ساعات بسبب شكاوى الحركة من عدم وفاء إسرائيل بالتزاماتها بشأن إدخال المنازل المتنقلة والخيام والوقود ومعدات البناء إلى القطاع، حيث تعرضت العديد من المباني للدمار ويعيش معظم سكان غزة البالغ عددهم حوالي مليوني نسمة في ملاجئ مؤقتة.
نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن وسطاء عرب، أن التأخير في إدخال المساعدات التي يمكن أن تساعد في توفير المأوى خلال فصل الشتاء كان يمثل مشكلة منذ الأيام الأولى للاتفاق، على الرغم من زيادة إمدادات الغذاء بشكل كبير.
بموجب الاتفاق، كان من المفترض أن تسهل إسرائيل دخول 60,000 منزل متنقل و200,000 خيمة لسكان غزة، لكنها لم تفعل ذلك، وفقًا لوسطاء عرب.
ومع ذلك، قال مسؤول إسرائيلي إن إسرائيل زودت قطاع غزة بعدد من الخيام يفوق التزاماتها المتفق عليها.
وفقاً للصحيفة تبادل الجانبان، إسرائيل وحماس، الاتهامات بانتهاك شروط الاتفاق.
وعلى الرغم من ذلك، استمرت عمليات تبادل الرهائن الإسرائيليين مقابل الأسرى الفلسطينيين دون أن ينسحب أي طرف من الاتفاق.
جاءت العرقلة في الهدنة بعد أيام من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل مفاجئ أن الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على غزة وتحولها إلى وجهة عالمية، بعد إزالة سكانها البالغ عددهم حوالي مليوني شخص أثناء عملية إعادة الإعمار.
لاقى هذا الاقتراح رفضًا قويًا من الحكومات العربية وحركة حماس، التي اعتبرت أنه يقوض الحقوق الفلسطينية ويشكل تهديدًا أمنيًا للدول التي قد يتم نقل السكان إليها.
في المقابل، حظي الاقتراح بإشادة واسعة من العديد من السياسيين الإسرائيليين، حيث أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، أنه أصدر توجيهات للجيش لوضع خطة لخروج سكان غزة طوعًا إلى دول تقبلهم.
أعربت عائلات الرهائن عن صدمتها وقلقها من تأثير إعلان ترامب على استمرار الهدنة.
وقالت هيروت نمرودي، والدة الرهينة تمير نمرودي، وهو جندي إسرائيلي يبلغ من العمر 20 عامًا مقرر إطلاق سراحه في المرحلة الثانية من الصفقة:
“لقد صُدمنا جميعًا من الإعلان. وكأم لرهينة، فإن خوفي الأساسي هو كيف سيؤثر ذلك على المرحلة التالية من الاتفاق.”
لا يزال أكثر من 75 رهينة محتجزين في غزة، بينهم أكثر من 30 شخصًا تأكدت وفاتهم، وفقًا للبيانات الإسرائيلية.
تستمر عائلات الرهائن في تنظيم احتجاجات أسبوعية للضغط على جميع الأطراف من أجل إطلاق سراح أحبائهم وضمان استمرار الهدنة.
يوجد رهينتان أمريكيتان على قيد الحياة في غزة؛ أحدهما مدني والآخر جندي إسرائيلي.
ولا تزال جثث أربعة رهائن أمريكيين آخرين داخل القطاع.
أكدت الولايات المتحدة، التي تعد واحدة من الوسطاء الرئيسيين للهدنة الحالية، أنها مصممة على ضمان إطلاق سراح جميع الرهائن، وأرسلت مسؤولين رفيعي المستوى إلى المنطقة.
ومن المقرر أن يزور وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إسرائيل، الإمارات العربية المتحدة، والسعودية الأسبوع المقبل، وفقًا لمسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية.
في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق التي تستمر لمدة 42 يومًا، وافقت حماس على إطلاق سراح 33 رهينة إسرائيليًا، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن والجرحى، إضافة إلى بعض الجثث، مقابل إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
حتى الآن، تم إطلاق سراح 13 رهينة إسرائيليًا، بالإضافة إلى خمسة مواطنين تايلانديين، فيما لا يزال من المتوقع إطلاق سراح 20 آخرين في الأسابيع القادمة.
من بين المفرج عنهم كيث سيغل، وهو أمريكي-إسرائيلي يبلغ من العمر 65 عامًا، إلى جانب عوفر كالدرون، مواطن إسرائيلي-فرنسي، وياردن بيباس، الذي لا تزال زوجته وأطفاله محتجزين في غزة.
كان من المقرر أن تبدأ المفاوضات حول المرحلة الثانية من الهدنة يوم الإثنين الماضي، وفقًا للاتفاق، لكنها لم تبدأ بعد.
زار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واشنطن هذا الأسبوع للقاء ترامب وكبار المسؤولين الأمريكيين.
وأعلن أنه سيرسل وفدًا إلى الدوحة لإجراء محادثات خلال عطلة نهاية الأسبوع، كما يعتزم عقد اجتماع لمجلس الأمن الإسرائيلي فور عودته.
يأتي الخلاف حول توفير المأوى في وقت حرج آخر ضمن الاتفاق، حيث من المقرر أن تنسحب القوات العسكرية الإسرائيلية من ممر نتساريم، وهو ممر استراتيجي يقسم قطاع غزة، يوم الأحد المقبل.
توسعت إسرائيل في هذا الممر خلال الحرب، وحولته إلى منطقة أمنية واسعة، وتعتبره أحد الأصول العسكرية المهمة.
لم يعد من الواضح ما إذا كان الانسحاب سيحدث وفق الجدول الزمني المخطط له.