
كتب: معتصم إبراهيم
تحل اليوم الذكرى السنوية الثالثة عشر لمجزرة بورسعيد، الحادثة الأليمة التي هزت عرش الكرة المصرية وراح ضحيتها 74 شهيدًا من جماهير النادي الأهلي، في واحدة من أسوأ الكوارث في تاريخ الرياضة المصرية.
فعلى ملعب بورسعيد وتحديداً يوم 1 فبراير 2012، تحوّلت مباراة الأهلي والمصري البورسعيدي إلى مأساة مروعة، بعدما تعرضت جماهير القلعة الحمراء لاعتداء وحشي انهى بحياة العشرات وأصاب المئات، في مشهد لن يمحى من ذاكرة الكرة المصرية للأبد.
في ختام المباراة المقامة ضمن مناقسات الدوري بين الأهلي والمصري، فوجئت جماهير الأهلي بنزول الآلاف من مشجعي الفريق المنافس إلى أرض الملعب، قبل أن تبدأ عمليات الاعتداء داخل المدرجات، أُغلقت أبواب المدرج أمام جماهير الأهلي، ليصبحوا محاصرين دون مفر، بينما تعرض بعضهم للهجوم المباشر، ما أدى إلى سقوط 74 شهيدًا وإصابة مئات آخرين.
عقب المجزرة، دخلت الكرة المصرية في حالة حداد، وأُعلن إيقاف النشاط الكروي لفترة طويلة، فيما قررت رابطة أولتراس أهلاوي مقاطعة المباريات حتى تحقيق العدالة لزملائهم الشهداء.
وأصبح يوم 1 فبراير من كل عام ذكرى حزينة لجماهير القلعة الحمراء، الذين يحرصون على إحياء الذكرى في المدرجات وعلى مواقع التواصل الاجتماعي تحت شعار “لن ننساكم”.
مرت القضية بعدة مراحل تحقيق، وأسفرت المحاكمات عن إدانة عدد من المتهمين، لكن جماهير الأهلي طالبت طوال السنوات الماضية بمحاسبة كل المسؤولين عن الجريمة، معتبرين أن ما حدث ليس مجرد شغب ملاعب، بل جريمة مدبرة راح ضحيتها شباب أبرياء كانوا يشجعون فريقهم فقط.
رسالة جماهير الأهلي: “أرواحكم في القلب”
رغم مرور الأعوام، لم تُمحَ آثار الجريمة من قلوب عشاق الأهلي، إذ يحرصون في كل مناسبة على ترديد هتاف “لن ننساكم”، ورفع لافتات تحمل أسماء الشهداء، والهتاف في الدقيقة 74 ورفع كشاف الهواتف اثناء كل مباراة في تأكيد على أن القضية لم ولن تُنسى.
كما أطلق النادي الأهلي اسم “شهداء الأهلي” على بعض مرافقه وعلى ملعبه تكريمًا لأرواحهم الكريمة .
تبقى مجزرة بورسعيد جرحًا غائرًا في قلب الكرة المصرية، ورمزًا للفاجعة التي لن ينساها أي مشجع أهلاوي.
أرواحًا صعدت إلى السماء لكنها بقيت حاضرة في قلوب جماهير النادي، لتظل رسالتهم الأبدية: فاكرين مش ناسيين… 74.